حريّ بشبابنا الذي يتعرّض لشتى صنوف الغزو الثقافيّ والفكريّ أن يتعلّم ويدرس ويأخذ العبر من حياة الذوات المقدسة المتمثلة بأئمتنا عامة وبشباب الإمام الجواد عليه السلام خاصة؛ فقد أقبلت الدنيا عليه وهو صهر خليفة، لكنه ترك الدنيا لأهلها واختار طريق الآخرة.
اشترك الإمام الجواد عليه السلام مع حفيده الإمام المهدي عليه السلام بعدّة نقاط منها: إنهما عليهما السلام لهما الاسم المقدّس لرسول الله صلى الله عليه واله نفسه، وكلاهما الابن الوحيد لوالده، وكذلك البركة التي عمّت الشيعة بولادته، ومن ثمّ المسؤولية العظيمة لحمل أعباء الإمامة بعمر صغير، وإحقاق الحق، ومحاربة الانحرافات والتيارات الباطلة، ويعدّ الإمام الجواد عليه السلام هو من زرع فكرة تقبّل المؤمنين لإمامة حفيده الإمام المهدي عليه السلام وهو ابن خمس سنين وقد أثبت الإمام الجواد عليه السلام أن العمر للإمام لا يعيقه من أداء مهمة رسالته حتى وإن كان بعمر صغير .
عاصر الإمام الجواد عليه السلام واحداً من أراذل الخلفاء العباسيين وأشدهم ضراوة وحقداً على أهل البيت عليهم السلام إذ تعرّض الإمام عليه السلام إلى المراقبة السرية ثم إلى الإقامة الجبرية، فلم يزوّجه المأمون ابنته أمّ الفضل إلا ليكون الإمام تحت نظره وبمراقبة تامة، فالظلام بطبيعته يكره النور ويبغضه، وكانت البغضاء من أقرب الناس إليه وهي زوجه أم الفضل ابنة المأمون (لعنة الله عليها)، ولأنها لم تُرزق بذرية من الإمام فكانت كثيرة الغيرة من أمّ الإمام الهادي عليه السلام، فاتفق معها أخوها المعتصم (اللعين) على التخلّص من الإمام عليه السلام بعد أن أشعل غيرتها وحقدها بكلماته المسمومة، فأمر بسمّ فتّاك فوضعته في العنب الرازقي، فلما أكل الإمام عليه السلام منه أحسّ بآلام وأوجاع، فندمت أم الفضل على فعلها، فأخذت تبكي فقال لها الإمام عليه السلام: "ما بكاؤك! والله ليضربنك الله بفقر لا ينجى وبلاء لا ينستر".(1)
فبُليت بعلّة في بدنها، فأنفقت كلّ مالها على مرضها هذا فلم ينفع إلى أن نفد مالها كلّه، وانتقل الإمام الجواد عليه السلام إلى جوار ربّه صابراً محتسباً، فقام ابنه الإمام الهادي عليه السلام بمراسيم التجهيز والغسل ومستحباتها، وأُدرج في أكفانه الطاهرة ودُفن بجوار جدّه الإمام موسى بن جعفر عليه السلام، فالسلام عليك يا شباب الأئمة يا سيّدي يا محمد بن علي الجواد ورحمة الله وبركاته.
...................................
موسوعة الإمام الجواد عليه السلام: ج1، ص89.
نرجس مهدي
تم نشره في مجلة رياض الزهراء العدد98







وائل الوائلي
منذ 7 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN