المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16450 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


تفسير سورة الفاتحة  
  
1994   04:19 مساءاً   التاريخ: 17-10-2014
المؤلف : مركز نون للتأليف والترجمة
الكتاب أو المصدر : دروس قرآنية
الجزء والصفحة : ص173-178.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / مواضيع عامة في علوم القرآن /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-27 950
التاريخ: 2024-01-24 881
التاريخ: 2024-04-06 301
التاريخ: 5-05-2015 1839

قال تعالى : {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ } [الفاتحة : 1 - 7] .

1- مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ

هذه الآية تُلفت الأنظار إلى أصل هامّ آخر من أصول الإِسلام ، هو يوم القيامة : ﴿مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ ، وبذلك يكتمل محور المبدأ والمعاد ، الّذي يُعتبر أساس كلّ إصلاح أخلاقيّ واجتماعيّ في وجود الإِنسان.

تعبير (مَالِكِ) يوحي بسيطرة الله التامّة وهيمنته المستحكمة على كلّ شيء وعلى كلّ فرد في ذلك اليوم ، حيث تحضر البشريّة في تلك المحكمة الكبرى ، وتقف أمام مالكها الحقيقيّ للحساب ، وترى كلّ ما فعلته وقالته ، بل وحتّى ما فكّرت به ، حاضراً..

الإِيمان بيوم القيامة ، وبتلك المحكمة الإِلهيّة الكبرى الّتي يخضع فيها كلّ شيء للإحصاء الدقيق ، له الأثر الكبير في ضبط الإِنسان أمام الزلّات ، ووقايته من السقوط في المنحدرات. وأحد أسباب قدرة الصلاة على النهي عن الفحشاء والمنكر هو أنّها تُذكِّر الإِنسان بالمُبدئ المطّلع على حركاته وسكناته ، وتُذكّره أيضاً بمحكمة العدل الإلهيّ الكبرى.

التركيز على مالكيّة الله ليوم القيامة يُقارع من جهة أُخرى معتقدات المشركين ومنكري المعاد ، لأنّ الإِيمان بالله عقيدة فطريّة عامّة ، حتّى لدى مشركي العصر الجاهليّ ، وهذا ما يُوضّحه القرآن إذ يقول : {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [لقمان : 25] بينما الإِيمان بالمعاد ليس كذلك ، فهؤلاء المشركون كانوا يواجهون مسألة المعاد بعناد واستهزاء ولجاج : {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (7) أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ } [سبأ : 7-8] وروي عن الإمام عليّ بن الحسين السجّاد عليه السلام : (أَنَّه كَانَ إذا قَرَأَ ﴿ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ يُكَرِّرُهَا حَتَّى يَكَاد أَنْ يَمُوتَ) (1) .

أمّا تعبير (يَوْمِ الدِّينِ) ، فحيثما ورد في القرآن يعني يوم القيامة ، وتكرّر ذلك في أكثر من عشرة مواضع من كتاب الله العزيز ، وفي الآيات 17 و 18 و 19 من سورة الانفطار ورد هذا المعنى بصراحة.

وأمّا سبب تسمية هذا اليوم بيوم الدِّين ، فلأنّ يوم القيامة يوم الجزاء ، و (الدِّين) في اللغة (الجزاء) ، والجزاء أبرز مظاهر القيامة ، ففي ذلك اليوم تُكشف السرائر ويُحاسب النّاس عمّا فعلوه بدقّة ، ويرى كلّ فرد جزاء ما عمله صالحاً أم طالحاً.

وفي حديث عن الإِمام جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام يقول : (يَوْمُ الدِّينِ هُوَ يَوْمُ الْحِسَابِ) (2) (والدِّين) إستناداً إلى هذه الرواية يعني (الحساب) .

2- إِيّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ

في هذه الآية يتغيّر لحن السّورة ، إذ يبدأ فيها دعاء العبد لربّه والتضرّع إليه. الآيات السابقة دارت حول حمد الله والثناء عليه ، والإِقرار بالإِيمان والاعتراف بيوم القيامة. وفي هذه الآية يشعر الإِنسان ـ بعد رسوخ أساس العقيدة ومعرفة الله في نفسه ـ بحضوره بين يدي الله... يُخاطبه ويُناجيه ، ويُقرّ أوّلاً بتعبّده ، ثمّ يستمدّ العون منه وحده دون سواه : ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾.

بعبارة أُخرى : عندما تتعمّق مفاهيم الآيات السابقة في وجود الإِنسان ، وتتنوّر روحه بنور ربّ العالمين ، ويُدرك رحمة الله العامّة والخاصّة ، ومالكيّته ليوم الجزاء ، يكتمل الإِنسان في جانبه العقائديّ. وهذه العقيدة التوحيديّة العميقة ، ذات عطاء يتمثّل.

أوّلاً : في تربية الإِنسان العبد الخالص لله ، المتحرّر من العبوديّة للآلهة الخشبيّة والبشريّة والشهويّة.

ثانياً : في الاستمداد من ذات الله تبارك وتعالى خاصّة دون غيره.

الآيات السابقة تحدّثت في الحقيقة عن توحيد الذَّات والصِّفات ، وهذه الآية تتحدّث عن توحيد العبادة وتوحيد الأفعال.

وقد ذكرنا في درس سابق معنى هذا التوحيد الّذي يعني أنّ الله هو المؤثّر الحقيقيّ في العالم (لاَ مُؤَثِّرَ فَي الْوُجُودِ إلاَّ الله). وهذا لا يعني إنكار عالم الأسباب ، وتجاهل المسبّبات ، بل يعني الإِيمان بأنّ تأثير الأسباب إنّما كان بأمر الله ، فالله سبحانه هو الّذي يمنح النار خاصّيّة الإحراق ، والشمس خاصّيّة الإِنارة ، والماء خاصّيّة الإِحياء.

 

ثمرة هذا الاعتقاد أنّ الإِنسان يُصبح معتمداً على (الله) دون سواه ، ويرى أنّ الله هو القادر العظيم فقط ، ويرى ما سواه شبحاً لا حول له ولا قوّة بل لا يرى شيئاً غير الله ، وهو وحده سبحانه اللائق بالاتّكال والاعتماد عليه في كلّ الأمور.

وبالتّالي هو الواحد الّذي يستحقّ العبادة فلا معبود سواه.

3- اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُستَقِيمَ

بعد أن يُقرّ الإِنسان بالتسليم لربّ العالمين ، ويرتفع إلى مستوى العبوديّة لله والاستعانة به تعالى ، يتقدّم هذا العبد بأوّل طلب من بارئه ، وهو الهداية إلى الطريق المستقيم ، طريق الطّهر والخير ، طريق العدل والإِحسان ، طريق الإِيمان والعمل الصالح ، ليهبه الله نعمة الهداية كما وهبه جميع النِّعم الأخرى.

الإِنسان في هذه المرحلة مؤمن طبعاً وعارف بربّه ، لكنّه معرّض دوماً بسبب العوامل المضادّة إلى سلب هذه النعمة والانحراف عن الصراط المستقيم. من هنا كان عليه لزاماً أن يُكرِّر عشر مرّات في اليوم على الأقلّ طلبه من الله أن يقيه العثرات والانحرافات.

أضف إلى ما تقدّم أنّ الصراط المستقيم هو دين الله ، وله مراتب ودرجات لا يستوي في طيّها جميع النّاس ، ومهما سما الإِنسان في مراتبه ، فثمّة مراتب أُخرى أبعد وأرقى ، والإنسان المؤمن توّاق دوماً إلى السير الحثيث على هذا السلّم الارتقائيّ ، وعليه أن يستمدّ العون من الله في ذلك.

عن الإمام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ، في تفسير ﴿ اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ﴾ قال : أي : "أَدِمْ لَنَا تَوْفِيقَكَ الَّذِي أَطَعْنَاكَ بِهِ فِي مَا مَضى مِنْ أيَّامِنَا ، حَتَّى نُطِيعَكَ في مُسْتَقْبَلِ أَعْمَارِنَا" (3) .

وقال الإِمام جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام : (يَعْني أرْشِدْنَا لِلزُومِ الطَّريقِ الْمُؤَدّي إلى مَحَبَّتِكَ ، وَالْمُبلِّغِ إلى جَنّتكَ ، وَالْمَانِعِ مِنْ أَنْ نَتّبعَ أَهْواءَنَا فَنَعْطَبَ ، أو أَنْ نَأْخُذَ بِآرَائِنَا فَنَهْلَكَ) (4) .

4- صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّآلِّينَ

خطّان منحرفان!

هذه الآية تفسير واضح للصراط المستقيم المذكور في الآية السابقة ، إنّه صراط المشمولين بأنواع النِّعم (مثل نعمة الهداية ، ونعمة التوفيق ، ونعمة القيادة الصالحة ، ونعمة العلم والعمل والجهاد والشهادة) لا المشمولين بالغضب الإلهيّ بسبب سوء فعالهم وزيغ قلوبهم ، ولا الضائعين التائهين عن جادّة الحقّ والهدى.

ولأنّنا لسنا على معرفة تامّة بمعالم طريق الهداية ، فإنّ الله تعالى يأمرنا في هذه الآية الكريمة أن نطلب منه هدايتنا إلى طريق الأنبياء والصالحين من عباده : (الَّذِينَ أَنْعَمَت عَلَيْهِمْ) ، ويُحذِّرنا كذلك من أنّ أمامنا طريقين منحرفين ، وهما طريق (الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) ، وطريق (الضّالّينَ) ، وبذلك يتبيّن للإِنسان طريق الهداية بوضوح.

1ـ من هم (الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)؟

تُبيّن الآية الكريمة من سورة النساء من هم الّذين أنعم الله عليهم ، إذ يقول تعالى : { وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء : 69].

والآية تُقسِّم الّذين أنعم الله عليهم إلى أربعة مجاميع : الأنبياء ، والصدّيقين ، والشهداء ، والصالحين.

2ـ من هم (الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) ، ومن هم (الضَّالِّينَ)؟

يتّضح من الآية الكريمة أنّ (الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) و (الضّالِّينَ) مجموعتان لا مجموعة واحدة ، وأمّا الفرق بينهما :

فإنّه يُستفاد من استعمال التعبيرين في القرآن أنّ "المغضوب عليهم" أسوأ وأحطّ من "الضّالّين" ، أي إنّ الضّالين هم التائهون العاديّون ، والمغضوب عليهم هم المنحرفون المعاندون ، أو المنافقون ، ولذلك استحقّوا لعن الله وغضبه.

قال تعالى : {وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ} [النحل : 106].

وقال سبحانه : { وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ } [الفتح : 6] .

(الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) إذاً يسلكون ـ إضافة إلى كفرهم ـ طريق اللّجاج والعناد ومعاداة الحقّ ، ولا يألون جهداً في توجيه ألوان التنكيل والتعذيب لقادة الدعوة الإِلهيّة.

يقول سبحانه : {وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} [آل عمران : 112].

_______________________

1- وسائل الشيعة ، الحر العاملي ، ج6 ، ص152.

2- الأمثل ، مكارم الشيرازي ، ج1 ، ص48.

3- معاني الأخبار ، الصدوق ، ص33. 

4- م.ن ، ص34.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .



اختتام الأسبوع الثاني من الشهر الثالث للبرنامج المركزي لمنتسبي العتبة العباسية
راية قبة مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام) تتوسط جناح العتبة العباسية في معرض طهران
جامعة العميد وقسم الشؤون الفكرية يعقدان شراكة علمية حول مجلة (تسليم)
قسم الشؤون الفكريّة يفتتح باب التسجيل في دورات المواهب