المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8830 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
لا عبادة كل تفكر
2024-04-27
معنى التدليس
2024-04-27
معنى زحزحه
2024-04-27
شر البخل
2024-04-27
الاختيار الإلهي في اقتران فاطمة بعلي (عليهما السلام)
2024-04-27
دروس من مدير ناجح
2024-04-27

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


التراث التفسيري للإمام محمد الباقر ( عليه السّلام )  
  
1201   03:35 مساءً   التاريخ: 20/11/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 7، ص214-218
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / التراث الباقريّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-8-2016 2734
التاريخ: 18-8-2016 2869
التاريخ: 15-04-2015 5449
التاريخ: 21-8-2016 2679

لا ريب في أن القرآن الكريم هو أول مصادر التشريع الاسلامي وأهم مصادر الثقافة الإسلامية التي تعطي للأمة الإسلامية وللرسالة الإلهية هويّتها الخاصة وتسير بالأمة إلى حيث الكمال الانساني المنشود .

وقد اعتنى الإمام الباقر ( عليه السّلام ) كسائر الأئمة من أهل البيت ( عليهم السّلام ) بالقرآن الكريم تلاوة وحفظا وتفسيرا وصيانة له عن أيدي العابثين وانتحال المبطلين ، فكانت محاضراته التفسيرية للقرآن الكريم تشكّل حقلا خصبا لنشاطه المعرفي وجهاده العلمي وهو يرسم للأمة المسلمة معالم هويتها الخاصة . ومن هنا خصص الإمام ( عليه السّلام ) للتفسير وقتا من أوقاته وتناول فيه جميع شؤونه . وقد أخذ عنه علماء التفسير - على اختلاف آرائهم وميولهم - الشيء الكثير[1] فكان من ألمع المفسّرين للقرآن الكريم في دنيا الإسلام .

وقد نهج الإمام الباقر ( عليه السّلام ) في تفسير القرآن الكريم منهجا علميّا خاصا متّسقا مع أهداف الرسالة وأصولها ونعى على أهل الرأي والاستحسان وأهل التأويل والظنون ، فكان مما اعترض به على قتادة أن قال له :

بلغني أنك تفسّر القرآن ! .

فقال له : نعم .

فأنكر عليه الإمام ( عليه السّلام ) قائلا : « يا قتادة إن كنت قد فسرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت ، وإن كنت قد فسرته من الرجال فقد هلكت وأهلكت ، يا قتادة ويحك إنما يعرف القرآن من خوطب به »[2].

وقد قصر الإمام أبو جعفر ( عليه السّلام ) معرفة الكتاب العزيز على أهل البيت ( عليهم السّلام ) فهم الذين يعرفون المحكم من المتشابه ، والناسخ من المنسوخ وليس عند غيرهم هذا العلم ، فقد ورد عنهم ( عليهم السّلام ) « انه ليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن ، الآية يكون أولها في شيء وآخرها في شيء وهو كلام متصل ينصرف إلى وجوه »[3].

أما الأخذ بظواهر الكتاب فلا يعد من التفسير بالرأي المنهيّ عنه .

وألّف الإمام الباقر ( عليه السّلام ) كتابا في تفسير القرآن الكريم نص عليه محمد بن إسحاق النديم في « الفهرست » عند عرضه للكتب المؤلفة في تفسير القرآن الكريم حيث قال : « كتاب الباقر محمد بن علي بن الحسين رواه عنه أبو الجارود زياد بن المنذر رئيس الجارودية » . وقال السيد حسن الصدر : وقد رواه عنه أيام استقامته جماعة من ثقات الشيعة منهم أبو بصير يحيى بن القاسم الأسدي ، وقد أخرجه علي بن إبراهيم بن هاشم القمي في تفسيره من طريق أبي بصير[4].

نماذج من تفسيره :

فسّر الإمام الباقر ( عليه السّلام ) الهداية في قوله تعالى : وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى[5] « 2 » بالولاية لأئمة أهل البيت حين قال : فو اللّه لو أن رجلا عبد اللّه عمره ما بين الركن والمقام ، ولم يجيء بولايتنا إلّا أكبه اللّه في النار على وجهه »[6].

2 - وعن قوله تعالى : يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ[7].

قال ( عليه السّلام ) : إن اللّه أوحى إلى نبيّه أن يستخلف عليا فكان يخاف أن يشق ذلك على جماعة من أصحابه فأنزل اللّه تعالى هذه الآية تشجيعا له على القيام بما أمره اللّه بأدائه[8].

3 - وفي قوله تعالى : تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها[9] « 6 » قال ( عليه السّلام ) : تنزّل الملائكة والكتبة إلى سماء الدنيا فيكتبون ما يكون في السنة من أمور ما يصيب العباد ، والأمر عنده موقوف له فيه على المشيئة ، فيقدم ما يشاء ، ويؤخر ما يشاء ، ويثبت ، وعنده أم الكتاب »[10].

4 - وفي قوله تعالى : فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ[11] ، قال الإمام أبو جعفر ( عليه السّلام ) : « إنّها نزلت في قوم وصفوا عدلا بألسنتهم ثم خالفوه إلى غيره »[12].

5 - وفي قوله تعالى : فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ[13]. روى محمد ابن مسلم قال : قلت : للإمام أبي جعفر إن من عندنا يزعمون أن المعنيين بالآية هم اليهود والنصارى . قال : إذا يدعونكم إلى دينهم ! ثم أشار ( عليه السّلام ) إلى صدره فقال : نحن أهل الذكر ونحن المسؤولون[14].

6 - في قوله تعالى : يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ[15] روى جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر ( عليه السّلام ) أنّه قال : لما نزلت هذه الآية قال المسلمون : يا رسول اللّه ألست إمام الناس كلهم أجمعين ؟ فقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : أنا رسول اللّه إلى الناس أجمعين ، ولكن سيكون من بعدي أئمة على الناس من أهل بيتي يقومون في الناس فيكذبون ، ويظلمهم أئمة الكفر والضلال وأشياعهم ، فمن والاهم واتّبعهم ، وصدقهم فهو مني ومعي ، وسيلقاني ، ألا ومن ظلمهم وكذّبهم فليس مني ، ولا معي ، وأنا منه بريء »[16].

7 - وسئل الإمام أبو جعفر عن قوله تعالى : ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ[17] فقال ( عليه السّلام ) : السابق بالخيرات الإمام ، والمقتصد العارف للإمام ، والظالم لنفسه الذي لا يعرف الإمام[18].

8 - وعن المتوسّمين في قوله تعالى : إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ[19] ، قال ( عليه السّلام ) : قال أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) : كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) المتوسم ، وأنا من بعده والأئمة من ذريتي المتوسمون »[20].

9 - وفي قوله تعالى : وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً[21] قال ( عليه السّلام ) : « يعني لو استقاموا على ولاية علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) والأوصياء من ولده ، وقبلوا طاعتهم في أمرهم ونهيهم لأسقيناهم ماءا غدقا يعني أشربنا قلوبهم الإيمان ، والطريقة : هي الإيمان بولاية علي والأوصياء »[22].

10 - وفي ما يرتبط بقوله تعالى : قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ[23] ، سأل بريد بن معاوية الإمام أبا جعفر ( عليه السّلام ) عن المعنيين بقوله تعالى : وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ؟ فقال ( عليه السّلام ) : « إيّانا عنى ، وعليّ أوّلنا ، وأفضلنا وخيرنا بعد النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) »[24].

 

[1] حياة الإمام محمد الباقر ، باقر شريف القرشي : 1 / 174 .

[2] البيان في تفسير القرآن : 267 .

[3] فرائد الأصول : 28 .

[4] تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : 327 ، الفهرست للشيخ الطوسي : 98 ، وحقق هذا التفسير المحامي السيد شاكر الغرباوي إلّا انه لم يقدمه للنشر .

[5] طه ( 20 ) : 82 .

[6] مجمع البيان : 7 / 23 طبع بيروت .

[7] المائدة ( 5 ) : 67 .

[8] مجمع البيان : 4 / 223 .

[9] القدر ( 97 ) : 4 .

[10] دعائم الإسلام : 1 / 334 .

[11] الشعراء ( 26 ) : 94 .

[12] أصول الكافي : 1 / 47 .

[13] الأنبياء ( 21 ) : 7 .

[14] أصول الكافي : 1 / 211 .

[15] الاسراء ( 17 ) : 71 .

[16] أصول الكافي : 1 / 215 .

[17] فاطر ( 35 ) : 32 .

[18] أصول الكافي : 1 / 214 .

[19] سورة الحجر ( 15 ) : 75 .

[20] أصول الكافي : 1 / 219 .

[21] الجن ( 72 ) : 16 .

[22] أصول الكافي : 1 / 220 .

[23] الرعد ( 13 ) : 43 .

[24] أصول الكافي : 1 / 229 مجمع البيان : 6 / 301 روى عن أبي جعفر أنها نزلت في آل البيت ( عليهم السّلام ) .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






قسم الشؤون الفكرية يقيم برنامج (صنّاع المحتوى الهادف) لوفدٍ من محافظة ذي قار
الهيأة العليا لإحياء التراث تنظّم ورشة عن تحقيق المخطوطات الناقصة
قسم شؤون المعارف يقيم ندوة علمية حول دور الجنوب في حركة الجهاد ضد الإنكليز
وفد جامعة الكفيل يزور دار المسنين في النجف الأشرف