قوله – سبحانه -: { وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [البقرة: 202.النور: 39 ]

أي : المجازاة. لأن ما هو آت ، قريب. قوله  : { وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ} [النحل: 77].

والحساب بمعنى : الكفاية ، والمكافأة. قوله : { جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا } [النبأ: 36].

[قال(1) الشاعر (2)

وفي الناس حُرُ ـ إن تأملت ـ محسبُ

معناه : کافٍ.

وقيل : يعني(3) : في العدل(4) من غير حاجة إلى خط(5) ، ولا(6) عقد ، لأنه عالم به ، وإنما تحاسب العبد بظاهره في العدل ، والإحالة على ما يوجبه الفعل مـن خير ، أو شر.

وقيل : لا يشغلة محاسبة [بعض عن محاسبة ] (7) آخرين.

وقيل : أي : يحاسب الخلق ـ جميعاً ـ في أوقات يسيرة ، ويقال إن مقـدار ذلك ، حلب شاة(8). وهذا دليل على أنه لا يتكلم بآلةٍ ، وأنه ليس بجسم.

وسئل أمير المؤمنين (9) عليه السّلام ـ : كيف يحاسب الله الخلق ـ على كثرتهم - في حالة واحدة؟

فقال : كما يرزقهم [ـ على كثرتهم -](10) في حالة واحدة.

ويقال : المراد بالآية  : أنه سريع العلم بكل محسوب ، وأنه ـ لما كانـت عـادة بني الدنيا(11) أن يستعملوا الحساب ، والإحصاء في أكثـر أمـورهم أعلمهم الله

ـ تعالى ـ أنه يعلم ما تحسبون بغير حساب.

وإنما سمي هذا العلم حسابا ، لأن الحساب ، إنما يراد به العلم.

وقال المرتضى(12) : المراد ـ بالحساب . محاسبة الخلـق عـلى أعمالهـم ـ يـوم

القيامة ـ ومواقفهم عليها ، وتكون(13) الفائدة بسرعتة الإخبار عن قرب الساعة.

________

1- ما بين المعقوقتين زيادة من (ح).

2- هو كثير عزة ، انظر ديوانه : 157 وفيه :

وإذ لا ترى في الناس شيئاً يفوقها     وفيهن حسن لو تأملت ـ محسب

وفي الزاهر : 1 : 96 : محسب ، وكذلك أمالي المرتضى : 1 : 389. وأمالي القـالي : 2 : 291، وفيه تقول العرب : أحسيني الشيء يحسبني إحسـاباً وهو محسب أي : كافٍ.

3- في (ح) : يعفي ، بالقاء الموحدة بعد العين المهملة .

4- في (ش) و(هـ) : العذل. بالذال المعجمة ، وهو تصحيف.

5- في (ش) و(ك) و(هـ) : حظ ، بالحاء المهملة والظاء المعجمة.

6-(ولا) ساقطة من (ح).

7- ما بين المعقوفتين ساقط من (ش).

8- في (ح) : شاء بالهمزة.

9- نهج البلاغة بشرح محمد عبده : 4 : 72.

10- ما بين المعقوفتين ساقط من (ش).

11- في (ح) : عادة بني آدم في الدنيا.

12- أمالي المرتضى : 2: 391.

13- في (ح) : يكون ، بياء المضارعة المثناة من تحت .