1

مَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَى أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا

في قريةٍ بعيدة تُدعى نوران، كان الناس يعيشون في ظلامٍ دامس، لا لأن الشمس لا تشرق، بل لأنهم كانوا يجهلون طريق الهداية، وكانت نفوسهم تائهة بين الخرافات والمخاوف.

في هذه القرية كان يعيش رجلٌ مسنّ يُدعى الشيخ مالك، عُرف بأنه أعلمُ أهل البلدة، وكان يمتلك كتبًا نادرة ومعرفةً عميقة اكتسبها في شبابه من مدنٍ بعيدة.

لكن الشيخ مالك آثر العزلة، وقال في نفسه:
"ما لي ولهؤلاء الجهّال؟ إنهم لا يسمعون، وإن سمعوا لا يفهمون، فدعني وشأني."

ومرّت الأعوام، وازداد جهلُ أهلِ نوران، حتى جاء يومٌ أُصيب فيه أحد الأطفال بمرضٍ غريب، ولم يعرف أحدٌ في القرية كيف يُعالجه، مع أن الشيخ كان يملك كتابًا يحتوي وصفًا دقيقًا للمرض ودواءه.

توسّل إليه الناس أن يدلّهم، لكنه تردّد، ثم مات الطفل بين أيديهم.

حينها، انتفض قلبه ألمًا، وعاد إلى كتبه، وبينما هو يتأمل في صمته، قرأ حكمةً للإمام علي (عليه السلام) تقول:
"ما أخذَ اللهُ على أهلِ الجهلِ أن يتعلّموا، حتى أخذَ على أهلِ العلمِ أن يُعلّموا."

جثا على ركبتيه وبكى، وقال:
"لقد خُنتُ الأمانة، فالعِلمُ ليس زينةً أضعها على رأسي، بل سراجٌ ينبغي أن أُضيء به طريقَ من حولي."

ومنذ ذلك اليوم، فتح بيته لكل من أراد التعلّم، فكان يُعلّم الصغار والكبار، وأضاءت القرية من نور المعرفة، وأصبح هو نفسه أكثر قُربًا إلى الله، حين أدرك

أن تبليغ العلم عبادة.

--------------

روي عن الإمام علي (عليه السلام): مَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَى أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا.

مَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَى أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا

شَرُّ الْإِخْوَانِ مَنْ تُكُلِّفَ لَهُ

إِذَا احْتَشَمَ الْمُؤْمِنُ أَخَاهُ فَقَدْ فَارَقَهُ

أعجز الناس من عجز عن اكتساب الأخوان

إذا قدرت على عدوك ؛ فاجعل العفو عنه شكراً للقدرة عليه

خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ

إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى أحَد أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ

اعْجَبُوا لِهذَا الْإِنْسَانِ يَنْظُرُ بِشَحْمٍ

وَأَعْمَالُ الْعِبَادِ فِي عَاجِلِهِمْ، نُصْبُ أَعْيُنِهِمْ فِي آجالِهِمْ

الصَّدَقَةُ دَوَاءٌ مُنْجِحٌ

والبشاشة حِبَالَةُ الْمَوَدَّةِ

والإحتمال قبر العيوب

صَدْرُ الْعَاقِلِ صُنْدُوقُ سِرِّهِ

وَالْفِكْرُ مِرْآةٌ صَافِيَةٌ

وَالْأَدَبُ حُلَلٌ مُجَدَّدَةٌ

الْعِلْمُ وِرَاثَهٌ كَرِيمَةٌ

1

المزيد
EN