أكّد الأمين العامّ للعتبة العبّاسية المقدّسة السيّد المهندس محمد الأشيقر(دام تأييده) أنّ: "العتبات المقدّسة قطعت أشواطاً كبيرة في مجالات متعدّدة، منها العمرانيّ والاستثماريّ والاجتماعيّ والفكريّ، ونتج عن ذلك الحراك المدروس والحركة الدؤوبة مشاريع عملاقة تُضاهي بنتاجاتها وجودتها مؤسّسات أخرى كان لها من العمر والاشتغال عتيّاً".
وأضاف: "كلّ تلك الأمور وغيرها تأتي لتحقيق الهدف المشترك الذي تضطلع به العتبات المقدّسة والمزارات الشريفة والدور التكاملي الذي تؤدّيه في سبيل تحقيق أفضل الخدمات للإنسانية جمعاء، تجسيداً لرسالتنا السمحاء التي جاءت رحمةً متعدّدةً مشاربها وأنواعها للعالمين، مؤكّدين أنّ الاتّفاقات الثنائيّة بين كلّ عتبةٍ وأختها لها آثار إيجابيّة وفوائد كبيرة، لكونها ستكون أكثر تركيزاً وأعظم نفعاً وأكثر إحاطةً بشؤون العمل، وهذا ما لمسناه أيضاً في أكثر من تجربةٍ بهذا الخصوص".
هذا بحسب ما جاء في الكلمة التي ألقاها السيّد الأشيقر في اختتام فعاليّات المؤتمر الثاني للعتبات المقدّسة والمزارات الشريفة في العالم الإسلاميّ الذي احتضنته العتبةُ الحسينيّة المقدّسة.
وممّا جاء في كلمته أيضاً: "انطلاقاً من شعار (حقوق الزائرين أمانةٌ في أعناقنا) والمتحقّق والمتجسّد في كلّ المناسبات التي تشهدها العتبات المقدّسة والمزارات الشريفة، فإنّ الدافع والطموح ما زال يرنو نحو الارتقاء والكمال في كلّ المتطلّبات والاحتياجات، ودافع الخدمة المتجذّر لدى القائمين والعاملين على خدمة الزائرين توّاق لتحقيق أسمى أنواع الخدمة التي تليق بزائري العتبات المقدّسة والمزارات الشريفة".
وأضاف: "إذ نؤكّد على ذلك الأمر فإنّنا نؤكّد أيضاً على عملنا لخدمة الزائرين والمجتمع في المجال الفكريّ انطلاقاً من الحركة الفكريّة الدؤوبة التي تنتهجها العتبات المقدّسة في إحياء تراث أهل البيت(عليهم السلام) وفكر علمائنا الأعلام في المجالات المعرفيّة المختلفة، إيماناً منّا بضرورة أن تتوازى الخدمات في جانبيها المادّي والفكريّ لتحقيق التكامل المنشود، لاسيّما وأنّ العتبات والمزارات الشيعيّة مراكز إشعاعٍ فكريّ رائد".
وتابع الأشيقر: "لم تقتصر جهود العاملين في العتبات المقدّسة والمزارات الشريفة عند هذه الأنواع من الخدمة بل تعدّاه الى أن تكون المبادر الأوّل لتلبية نداء المرجعيّة الرشيدة بعد انطلاق فتوى الجهاد الكفائيّ للدفاع عن المقدّسات والوطن، فقد قدّمت كلّ ما أمكنها من رجالٍ ودعمٍ وتجهيزات ومساعدات في سبيل ذلك الهدف الأسمى، ناهيك عن الشهداء الذين تزفّهم تلك العتبات المقدّسة بين الحين والآخر قرابين رفض الذلّ والمهانة والعبوديّة، ملبّين نداء الإمام الحسين(عليه السلام) يوم الطفّ (هيهات منّا الذلّة)".
مضيفاً: "ذلك النداء الذي استلهمته المرجعيّةُ العليا في فتوى الجهاد الكفائيّ المقدّس التي جاءت لحفظ الإسلام والدفاع عن حياضه ومقدّساته والدفاع عن عتباتنا المقدّسة التي نجتمع اليوم في رحابها، تلك الفتوى المباركة المسدّدة التي لبّى نداءها رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فتسابقوا الى الشهادة وهم يخطّون في قلب تاريخ الأجيال القادمة أروع صور الاقتداء بأبي الأحرار الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام) أولئك الشهداء الذين ننعم بالأمن والسلام ببركة تضحياتهم".
واختتم الأشيقر كلمته بتقديم الشكر للقائمين على هذا المؤتمر والمشاركين فيه من العتبات المقدّسة والمزارات الشريفة في العالم الإسلاميّ خدمةً للزائرين.