لمهرجان ربيع الشهادة الثقافيّ العالمي صفحاتٌ إنسانية متألّقة تضمّ بين دفّتيها أروع أنواع الأنشطة الفكريّة والثقافية لإنسان الثقافة والحضارة إنسان وادي الرافدين الذي يعمل ويجهد وهو يرنو إلى أفق بعيد يحدوه أمل تحقيق النقاء المتجذّر في عمق التاريخ وهو يحمل هذه المرّة همّ معانقة الجراح العراقية وهي تنزف من فلذّات أكباد هذه الأمّة العريقة في كلّ شيء.. وتنزف أيضاً دموعٌ من أحداق الأمّهات الثكالى وقد أقبلن إلى حياض الجود والمكرمات ليحظين بتكريم المهرجان وفاءً لتلك الجبال الشاهقات وهنّ يفجّرن ينابيع الخير بخيرة الأبناء المضحّين عن الوطن والمقدّسات..
حيث كرّمت العتبتان الحسينيّة والعبّاسية المقدّستان على هامش فعاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافيّ العالمي الثاني عشر أمّهات شهداء الحشد الشعبي المقدّس ممّن لديهنّ أكثر من شهيد ومن مختلف محافظات العراق.
عضو اللّجنة التحضيريّة ورئيس اللّجنة الإعلامية لمهرجان ربيع الشهادة الأستاذ حيدر السلامي بيّن من جانبه قائلاً: "تمّ تكريم أمّهات الشهداء من أبطال الحشد الشعبيّ المقدّس اللاتي قدّمن للوطن أكثر من شهيد أو من ينوب عنهنّ من أقارب الشهيد من الدرجة الأولى وذلك بالتنسيق مع هيأة الحشد الشعبيّ والفصائل التي تُقاتل الإرهاب".
وأضاف: "إنّ التكريم كان عبارة عن هدايا عينيّة وشهادة شرف بالإضافة الى رحلة لأداء مناسك العمرة في بيت الله الحرام تتحمّل نفقاتها العتبتان المقدّستان الحسينيّة والعبّاسية وفاءً وتثميناً لما قدّمت هذه النسوة من فلذّات أكبادهنّ استجابةً لفتوى الدفاع المقدّس التي أطلقتها المرجعيّة الدينيّةُ العُليا في الدفاع عن الوطن والمقدّسات بعد دخول عصابات داعش الى العراق واحتلال أجزاء من أراضيه".
يُذكر أنّ منهاج فعاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافيّ العالمي يشهد كلّ دورةٍ بعضاً من الإضافات التي ترتأي اللّجنة التحضيريّة له بإضافتها، حسبما ينسجم ويتلاءم مع الأجواء العامّة للعراق خصوصاً وللعالم الإسلامي على وجه العموم، فكانت هذه الفعالية لكون أنّ العراق يشهد حرباً ضروساً ضدّ عصابات داعش الإرهابية وكان لأبناء الحشد الشعبيّ المقدّس الكأس المعلّى من هذه الحرب لما قدّموه من تضحياتٍ ودماء حفظت العراق ومقدّساته.