إحياءً لذكرى ولادة السيدة الصديقة الطاهرة, مكنون الكمالات، وخزين الفضائل والمكارم والحسنات، ورمز العفاف والشجاعة والبلاغة وقوة الجنان، ومثال الزهد والورع والعلم والشهامة, هذه الولادة العطرة التي ملأت سماء الإسلام بالفرح والسرور والغبطة، أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة في رحاب الصحن الكاظمي الشريف حفلاً بهيجاً بهذه الذكرى الميمونة عصر الأربعاء 30 آذار 2016، بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ .د. جمال عبد الرسول الدباغ وعدد من الشخصيات الدينية والاجتماعية وجمع غفير من زائري الإمامين الجوادين "عليهما السلام"، حيث استهل الحفل بتلاوة آيات مباركة من كتاب الله العزيز عطر بها قارئ العتبة السيد عمار الموسوي أسماع الحاضرين، تلتها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ألقاها أمينها العام أ. د جمال الدباغ بين فيها قائلاً: ( عندما تطل علينا هذه الذكرى العزيزة على قلوب المؤمنين فإنها عادةً تبعث السرور في نفوسهم بهذه المناسبة الكريمة، ولكن الأهم من ذلك كله هو بعثُ السرور في قلب صاحبة الذكرى وذلك من خلال التمسك بنهجها وأخلاقها والتأسي بعفتها وحجابها والاقتداء بشجاعتها التي جعلتها من المدافعات عن الدين والعقيدة منذ شروق الرسالة الإسلامية وبعثة أبيها النبي الأعظم محمد "صلى الله عليه وآله" وحتى أواخر أيام حياتها.. وهذا يلقي على عاتق نسائنا مسؤولية جمة في رفع زخم المعركة ضد الدواعش وبث العزيمة في الأبن والأخ والأب والزوج التزاماً منها بفتوى الجهاد الكفائي التي أطلقتها المرجعية الدينية العليا المتمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله الوارف" دفاعاً عن العراق والمقدسات). بعدها ارتقى المنصة فضيلة الشيخ منير الكاظمي ليتحفنا بمحاضرة دينية قيّمة استعرض فيها قبسات من شخصية السيدة الزهراء وسيرتها المباركة مبيناً أن ولادتها تكريماً للمرأة بشكل عام وللمرأة المسلمة بشكل خاص، حيث وجدت في كل مرحلة من مراحل عمرها الشريف انموذجاً حياً حيث درجت في مدارج الكمال حتى وصلت إلى الرفعة والسمو وكنّاها رسول الله"صلى الله عليه وآله": بـ (أم أبيها)، إذ كسرت الطوق لتخطّ لنا منهجاً قويماً في سلوكها الفكري والحضاري عندما أرادات ان تنتصر لحقها . وشهد الحفل مشاركة للرادود الحسيني كرار الكاظمي بالاهازيج الإسلامية حيث أضفى خلالها روح البهجة ورسم البسمة على الشفاه الحاضرين الموالين من زائري الإمامين الجوادين "عليهما السلام". بعدها تألق الشاعر عامز عزيز الأنباري بقصيدة رائعة عنوانها: " إطلالة النور " مجدت صاحبة هذه الذكرى العطرة ونهلت من فضائلها الزاخرة. كما تخللت الحفل مشاركة لفرقة الجوادين الإنشادية حيث صدحت حناجرهم بالموشحات والإسلامية، واختتم الحفل المعد لهذه المناسبة بتوزيع الجوائز على الخمس الفائزين بقرعة حفظ أربعين حديثاً في الأخلاق التي نظمها قسم الشؤون الفكرية والإعلام، وقراءة سورة الفاتحة ترحماً على شهداء العراق.