مقا- همر : أصل يدلّ على صبّ وانصباب , وهمر دمعه , وهمر الدمع وانهمر : سال. وفلان يهامر الشي‌ء , إذا أخذه جرفا. وهمر في كلامه : أكثر , وهو مهمار , أي كثير الكلام , وهمر له من ماله , كأنّه صبّه له صبّا.
أسا- ماء منهمر , وهمره : صبّه. وسحاب هامر. وهمرت عينه بالدمع وهملت. ومن المجاز : همر في كلامه : أكثر. وخطيب مهمر. وفلان مهذار مهمار.
التهذيب 6/ 297- قال الليث : الهمر : صبّ الدمع والماء والمطر. وهمر الماء وانهمر فهو هامر ومنهمر. والفرس يهمر الأرض همرا , وهو شدّة حفره الأرض بحوافره. والهمّار والمهمار : هو المكثار الّذي يهمر الكلام : أي يصبّه.
والتحقيق‌
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو انصباب شديد يقرب من السيلان. وسبق في الصبّ إنّه انحدار من فوق بلا قيد. بخلاف السفح والسفك والسكب و‌
السقط.
والصبّ أعمّ من الانحدار مادّيّا أو معنويّا , بخلاف الهمر فلا يستعمل إلّا في الأمور المادّيّة , كالماء والدمع والكلام.
{فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10) فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ} [القمر : 10، 11] أي فبدّلنا انسداد أبواب السماء وانقباضها بالفتح والهمر , فصبّ الماء عليهم بالشدّة والسيلان والتتابع.
{وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [الفتح : 7]. {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا} [الأحزاب : 9].
 _______________________________
‏- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ ‏مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ ‏هـ.
- أسا = أساس البلاغة للزمخشري ، طبع مصر، . ١٩٦ ‏م .