المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


معنى كلمة عصف


  

11696       05:58 مساءاً       التاريخ: 17-12-2015              المصدر: الشيخ حسن المصطفوي

أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-12-2015 14050
التاريخ: 10-1-2016 10159
التاريخ: 10-12-2015 8827
التاريخ: 10-6-2016 7695
التاريخ: 23250
مصبا- عصفت الريح عصفا من باب ضرب ، وعصوفا : اشتدّت ، فهي‌ عاصف وعاصفة ، والجمع عواصف وعاصفات ، ويقال اعصفت أيضا ، فهي معصفة ، ويسند الفعل الى اليوم والليلة لوقوعه فيهما ، فيقال يوم عاصف كما يقال بارد .
والعصفر : نبت معروف. وعصفرت الثوب صبغته بالعصفر. والعصفور : معروف.
مقا- عصف : أصل واحد صحيح يدلّ على خفّة وسرعة. فال أو ل من ذلك العصف : ما على الحبّ من قشور التبن. والعصف ما على ساق الزرع من الورق الذي يبس فتفتّت ، كلّ ذلك من العصف- {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} [الفيل : 5] .
قال بعض المفسّرين : العصف : كلّ زرع أكل زرعه وبقي تبنه. وكان ابن الأعرابى يقول : العصف ورق كلّ نابت. ويقال عصفت الزرع إذا جززت أطرافه وأكلته ، كالبقل. ومكان معصف أي كثير العصف. والريح العاصف : الشديدة- {جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ} [يونس : 22] ، ومعنى الكلام أنّها تستخفّ الأشياء فتذهب بها تعصف بها. والناقة العصوف : الّتي تعصف براكبها فتمضى كأنّها ريح في السرعة.
الأفعال 2/ 325- عصفت الريح عصوفا ، وأعصفت : اشتدت هبوبها.
والدابّة : أسرعت براكبها. والحرب القوم : ذهبت بهم. وبالشيء : أهلكته. وعصفت الزرع : جززته قبل أن يدرك. والرجل : كسب. وأعصف الزرع : أنبت البقل. والفرس : مرّ مرّا سريعا. والرجل : هلك ، وجار عن الطريق.
التحقيق‌
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو سرعة بشدّة ، وهذا المعنى يختلف بحسب اختلاف الموارد .
فشدّة السرعة في الريح شدّة جريانها. وفي الدابّة سرعتها في السير وفي الحرب والحوادث شدّة في جريانها وسرعة في القتال . وفي الزرع التسريع والتعجيل في الحصاد قبل أو انه وقبل تماميّة الزرع والحرث. وفي كسب الرجل فعّاليته الشديدة السريعة فيه لتحصيل التأمين في معاش عائلته. وفي الذهاب سرعة في الحركة.
والعصب مصدرا أو صفة كالصعب ، في الأصل : كلّ شي‌ء فيه شدّة سرعة ، إمّا في جريان حياته أو في جريان أمره ، كما في أو راق الزرع وأطراف السنابل من‌ التبن وغيره. والرزق النازل. والبقول التي يتغذّى بها. والقصيل المقطوع من النباتات.
فيلاحظ في جميع هذه المعاني : القيدان- السرعة والشدّة.
{وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ} [الرحمن : 12] هذا في مقام ذكر النعم الإلهيّة ، فالحبوبات كالحنطة والشعير والعدس والحمّص وغيرها من أغذية الإنسان ، وهكذا الريحان من الخضر أو ات اللطيفة المعطرة ، والعصف من اغذية سائر الأنعام.
ولا يخفى أنّ كلمة ذا تدلّ على السلطنة والغلبة والمالكيّة والتفوق بالنسبة الى المضاف اليه ، فالحبّ في ذيل نفوذه وتفوقه يتحصّل عصف ، كال أو راق والبقول والقصيل وما في أطراف السنابل ، وهذه يتغذّى بها الحيوان. والريحان من أحسن الغذاء للإنسان.
{تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} [الفيل : 4، 5] العصف ما فيه وفي جريان حياته سرعة شديدة الى الفناء ، وليس له صلابة ودوام واستمرار حياة ، بل يفنى ويصفّر ويزول سريعا.
وهذا إذا انضمّ الى كونه مضاغا ومأكولا : فيشتدّ فناؤه وزواله.
والتشبيه بالعصف : اشارة الى ضعفهم ووهنهم في أنفسهم. والتعبير بالمأكول : اشارة الى كونهم مغلوبين مقهورين تحت حكومة الربّ عزّ وجلّ ، كما أنّ المأكول مقهور تحت إرادة الآكل.
{جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ} [يونس : 22] . {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ} [الأنبياء : 81] يراد اشتداد في جريان الريح وسرعة حركتها.
وتذكير العاصف نعتا للريح مع تأنيث الريح في صدر الآية. {وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ} [يونس : 22]  وفي فعله قبله : اشارة الى جواز التذكير في المؤنّث المجازيّ ، مضافا الى أنّ التذكير في مقام العقوبة : يدلّ على اشتداد وكثافة وحدّة ، كما أنّ التأنيث يدل على لطف وإرفاق وعطوفة ، كما تشاهد هذه الصفات في الرجل والمرأة. وفي قوله- تجرى بأمره : اشارة الى خضوعها تحت أمره ، مع شدّة وسرعة فيها.
{ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ} [إبراهيم : 18]  اليوم قطعة من الزمان معيّنة محدودة نهارا أو ليلا أو منضمّة أو ممتدّة ، والزمان يتعيّن ويتشخّص بخصوصيّات خارجيّة ، كالحركة الوضعيّة في الأرض توجب تشخّص الليل والنهار. وكالحركة الانتقاليّة فيها توجب تشخّص السّنة مع خصوصيّات خارجيّة من تأثير الشمس والقمر والكواكب ، والهواء والحرارة والبرودة واللطافة والكثافة والجريان في الهواء ، وسائر ما يقع فيها من الحوادث السماويّة والأرضيّة وغيرها.
فليس للزمان وجود مستقلّ قائم بنفسه غير هذا الاعتبار الاضافيّ ، فاليوم قطعة محدودة من الزمان ، وتشخّصه وتحقّقه بهذه الأمور الخارجية من نور وظلمة وحرارة وبرودة ولطافة وكثافة وحدّة ولينة وسائر الوقائع الملائمة أو المنافرة فيها ، ونسبة كلّ منها الى آخر.
فتوصيف اليوم بالعاصف : باعتبار تلك الحوادث والوقائع والحركات الأفلاكيّة ، وهذا أمر حقيقيّ صحيح لا تجوز فيه ، والت أو يل بريح عاصف : تجوز ، مضافا الى أنّ في التعبير اشارة لطيفة الى أنّ الريح تجرى في محيط قد أحاطته هذه الحوادث الصعبة الشديدة السريعة ، وهذا كقوله تعالى : {ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ} [النور : 40].
وفي هذا المثل اشارة الى أنّ أعمالهم كالرماد الباقي من الموادّ المحترقة تذروه الرياح وليس له أثر نافع ، ولا يعبأ به ، وأعمالهم كذلك لفقدان الشرائط الظاهريّة والباطنيّة والتوجّه والإخلاص فيها- أعمالهم كرماد.
وحالاتهم وجريان أمورهم ظاهرا وباطنا كاليوم العاصف الذي لا استقرار فيه ولا طمأنينة ولا اعتدال من أي جهة- والّذين كفروا.
ثمّ كفرهم وسترهم الحقائق الروحانيّة كالريح الذي يشتدّ عليها ويذروها منبثّة لا يبقى من أعمالهم أثر.
{وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا} [المرسلات : 1، 2] سبق في عذر وعرف : أنّ هذه الآيات الكريمة تشير الى مراحل خمس من سلوك السالك الى اللّه عزّ وجلّ- والمراد هو النفوس الممتازة المجذوبة تكوينا المرسلة الى إلقاء الذكر فيما بين الناس.
والعصف اشارة الى المرحلة الثانية ، وهي تحصيل الوفاق والطاعة والامتثال في العمل والحركات والسكنات.
وهذا منزل ابتدائي في مقام العمل والاستقرار في طريق السلوك ، وأساس يلزم تحكيمه وتشييده ليثبّت الحركات والعمل عليه ، وهو أهمّ المراحل من جهة المجاهدة وأصعب المنازل من جهة الاستقامة ، يحتاج الى مراقبة شديدة ومحاسبة دقيقة في جميع الأعمال الصادرة الظاهرة من الأعضاء والجوارح والقوى الظاهريّة.
ولا بدّ في هذا المنزل من التسريع الشديد في العمل بالوظائف والدقّة السريعة في تحصيل الطاعة والامتثال الصريح والاهتمام الأكيد في تحصيل حقيقة الوفاق والتجنّب عن خلاف. ومن اللّه التوفيق.
وليعلم أنّ التساهل والتباطي في هذه المرحلة : يوجب سلب التوفيق من اللّه عزّ وجلّ ، ويمنع توجّه الرحمة واللطف منه تعالى ، فيصير السالك مقطوعا محروما متوقّف محجوبا لا يقدرون ممّا كسبوا على شي‌ء.
وأمّا العصفور : فكأنّه مأخوذ من العصف والعصفر بمعنى الصفرة ، لسدّة سرعة في حركاته من بين الطيور ، ولصفرة في لونه في الغالب.
____________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ  .
‏- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ ‏مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ ‏هـ 


Untitled Document
علي الفتلاوي
المياه الجوفية Ground water والأشكال الأرضية الناجمة عنها
د. فاضل حسن شريف
بارالمبية باريس للمعوقين 2024: الأعرج، تحرير، السباحة،...
أنور غني الموسوي
التقييم العرضي للحديث
د. فاضل حسن شريف
بارالمبية باريس للمعوقين 2024: بكم، العجز، طريق،...
نجم الحجامي
الإعلام اليهودي الأموي في محاربة الامام علي (عليه...
علي الفتلاوي
كيفية تكوين مياه البحار والمحيطات
د. فاضل حسن شريف
بارالمبية باريس للمعوقين 2024: الأعمى، الألواح، تدور في...
أنور غني الموسوي
صحة سند ومتن حديث من جلس مجلسا يحيي فيه امرنا
حامد محل العطافي
العصور الأدبية
السيد رياض الفاضلي
من وجوه النجف واعلام الإماميّة
د. فاضل حسن شريف
أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 196)
الشيخ أحمد الساعدي
شذرات من دولة الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه)
حسن الهاشمي
سايكلوجيا الذات بين نخب الحياة وسكرة الموت
السيد رياض الفاضلي
التقدّم بغير الحقّ تخلّف