أكد المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة، سماحة العلامة السيد أحمد الصافي، ضرورة تعريف المجتمعات بمبادئ أهل البيت (عليهم السلام) وأهميتها في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية والثقافية. جاء ذلك في أثناء استقباله الأمين العام لمجمع أهل البيت (عليهم السلام) العالمي في إيران، الشيخ رضا رمضاني، والوفد المرافق له واستماعه إلى شرح مفصل عن عمل المجمع ومشاريعه الفكرية والثقافية لنشر فكر أهل البيت (عليهم السلام) بلغات متعددة بلغت 27 لغة، ومشروع تأليف 14 مجلدًا عن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) ومجلدات أخرى عن أصول العقيدة نقلاً من كلام أهل البيت (عليهم السلام)، ووكالته الإخبارية المختصة في نقل أخبار العتبات المقدسة والحوزات العلمية والقضايا الثقافية والدينية، إذ اقترحوا التعاون لتغطية أنشطة العتبة العباسية المقدسة المختلفة بنشر أخبارها ونتاجها العلمي والثقافي. وأكد سماحته أنّ نشاطات المجمع ملحوظة وواسعة ولها حضور عالمي، ولسماحة الشيخ جهود واضحة في توسعة النشاطات منذ تسنّمه إدارة المجمع، مشيرًا إلى أنّ المشروع الكبير لتأليف 14 مجلدًا عن الأئمة (عليهم السلام)، وثلاثة مجلدات عن الأصول العلمية في عقيدة أهل البيت (عليهم السلام)، من أهم أعمال المجمع لحفظ الفكر الشيعي الزاخر بالنشاطات العلمية المختلفة. ولفت سماحته إلى أنّ هناك مشاريع تُعد من ناحية الأهمية ذات أولوية، لأنّها حفظت فكر الطائفة وجودًا واستمرارًا، مثل مشروع الكافي الذي نقل الكثير من أصول المعارف الشيعية عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) عبر العصور، ولولاه وباقي الكتب الثلاثة لما وصل إلينا كثير من معارفهم (عليهم السلام) . وبيّن أنّ الأئمة (عليهم السلام) ركّزوا على بعض الأمور التي تُعد مشاريع مهمة في الجانب الفكري للمؤمنين، منها التأكيد على كتابة نصوص الزيارات الخاصة للأئمة (عليهم السلام)، مثل زيارات وارث، وعاشوراء، والجامعة الكبيرة، مؤكدًا أنّ هذه النصوص حفظت مراسم الزيارات وثمرات وجودها لتبقى مستمرة بين أتباعهم (عليهم السلام) وتسهم في تكميلهم روحيًّا وتربويًّا ودينيًّا. ودعا إلى تشكيل لجنة من العلماء والمختصين للعمل على مشروع نقل كلام الأئمة (عليهم السلام) إلى كل الناس، فقد ورد عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) قوله: (إنّ الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا)، وهنا تقع المسؤولية على هذه اللجنة لتقوم بتميّيز مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) وتقريرها، مستلّة من نصوص كلامهم، مضيفًا أنّ هذه المهمة ليست بالسهلة وتحتاج إلى علماء قادرين على تحقيقها، وهم بحمد الله موجودون. وقد أشار إلى أهمية تبني تلك المبادئ من أحاديث النبي وأهل البيت (صلوات الله عليهم) ونقلها للناس بما يتناسب مع ثقافات شعوب العالم المختلفة كلٌ بحسبه، كون المجمع العالمي يخاطب كل الشعوب، ورسالتهم (عليهم السلام) كانت عالمية ولم تقتصر على أمة معينة، ولضرورة تطبيق تلك المبادئ في حلول مشاكل الشعوب، فهذا يستدعي ضرورة نشر مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) وترويجها على رأس أولويات المشاريع الفكرية، ليتعرف الناس على قيمة هذه المبادئ في تحسين حياتهم وإيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية والثقافية، وليعرفوا قيمة أهل البيت (عليهم السلام) وبالتالي يحصل الاتباع في الدنيا.
وحذّر السيد الصافي من قياس البعض لمبادئ أهل البيت (عليهم السلام) على المتبنيات المرتكزة في ذواتهم، في حين العكس هو الصحيح، لأنّ تلك المبادئ هي منهاج حياة صادر من الحق تعالى عن طريق النبي (صلى الله عليه وآله)، وهي المعيار الذي تُقاس به الأفكار لا العكس.