المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


معنى كلمة سجد‌


  

11358       04:20 مساءاً       التاريخ: 24-11-2015              المصدر: الشيخ حسن المصطفوي

أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-10-2014 2215
التاريخ: 25/9/2022 1280
التاريخ: 21/12/2022 1167
التاريخ: 2023-11-23 1000
التاريخ: 2-1-2016 6805
مصبا- سجد سجودا : تطامن ، وكلّ شي‌ء ذلّ : فقد سجد. وسجد : انتصب في لغة طيّئ . وسجد البعير : خفض رأسه عند ركوبه. وسجد الرجل : وضع جبهته بالأرض. والمسجد : بيت الصلاة ، والمسجد أيضا : موضع السجود ، والجمع مساجد. وقرأت آية سجدة وسورة السجدة. وسجدت سجدة بالفتح لأنّها عدد.
وسجدة طويلة بالكسر ، لأنها نوع.
مقا- سجد : أصل واحد مطّرد يدلّ على تطامن وذلّ. يقال : سجد إذا تطامن. وكلّ ما ذلّ فقد سجد. قال أبو عمرو : أسجد الرجل ، إذا طأطأ رأسه وانحنى. وأمّا قولهم : أسجد إسجادا ، إذا أدام النظر ، فهذا صحيح ، إلّا أنّ القياس يقتضي ذلك في خفض.
أسا- رجال ونساء سجّد ، وباتوا ركوعا سجودا ، ورجل سجّاد ، وعلى وجهه سجّادة وهي أثر السجود ، وبسط سجّادته ومسجدته ، ويجعل الكافور على مساجد الميّت ، جمع مسجد بفتح الجيم. ومن المجاز : شجر ساجد وسواجد ، وشجرة ساجدة : مائلة. والسفينة تسجد للرياح : تطيعها وتميل بميلها. وفلان ساجد المنخر : إذا كان ذليلا خاضعا ، وعين ساجدة : فاترة. وسجد البعير وأسجد : طأمن‌ رأسه لراكبه.
مفر- السجود : أصله التطامن والتذلّل ، وجعل ذلك عبارة عن التذلّل للّه وعبادته ، وهو عامّ في الإنسان والحيوانات والجمادات ، وذلك ضربان : سجود باختيار وليس ذلك إلّا للإنسان وبه يستحقّ الثواب ، نحو قوله تعالى : {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا} [النجم : 62] - أي تذلّلوا له. وسجود تسخير وهو للإنسان والحيوانات والنبات ، وعلى ذلك-. { وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} [الرعد : 15] - وهو الدلالة الصامتة الناطقة المنبّهة على كونها مخلوقة وأنّها خلق فاعل حكيم ، وقوله. اسْجُدُوا لِآدَمَ*- قيل أمروا بأن يتّخذوه قبلة ، وقيل أمروا بالتذلّل والقيام بمصالحه ومصالح أولاده فأتمروا إلّا إبليس. وقوله-. {ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا} [النساء : 154] *- أي متذلّلين منقادين.
والتحقيق‌
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو كمال الخضوع بحيث لا يبقى أثر من الأنانيّة.
والفرق بين المادّة وبين موادّ- الركوع والخضوع والخشوع والتواضع والذلّ والصغار والهوان والخزي.
أنّ الخضوع : تواضع مقارنا بالتسليم وله مراتب :
فالركوع : حالة متوسّطة من الخضوع وهو ظاهريّ أو معنويّ أو هما معا.
والسجود : حالة كاملة تامّة منه ، وهذا النحو من الخضوع لا يجوز لغير اللّه العزيز المتعال.
والتواضع : مرتبة دانية من الخضوع.
وكلّ من هذه المراتب لا يتحقّق إلّا بفعل العبد واختياره لنفسه هذه الحالة.
وأمّا الذلّ : فهو حالة متحصّلة من غلبة من هو أعلى منه ...
ولمّا كان حقّ السجود ، هو منتهى الخضوع : يناسب ذكره بعد التسبيح والركوع والخرّ :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا} [الحج : 77].
{وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} [الحج : 26].
{إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا} [السجدة : 15].
{إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا} [الإسراء : 107].
{وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ } [الأعراف : 206].
ويذكر بعده القرب والعبوديّة :
{كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} [العلق : 19].
{ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ} [الحج : 77].
ثمّ إنّ السجود إمّا من الملائكة :
{إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ} [الأعراف : 206].... {وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ } [الأعراف : 206].
وإمّا من الإنسان : . {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} [الفتح : 29].
وإمّا من جميع أفراد الإنسان :
{وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا} [الرعد : 15].
وإمّا من الظلال : .... {طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} [الرعد : 15].
وفي خصوص النجم والشجر : {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ} [الرحمن : 6].
وإمّا من جميع الأنواع : {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ} [الحج : 18].
والسجود إمّا بالطَوْع والاختيار : كما في سجود أهل الايمان والاطمينان فانّهم يسجدون للّه تعالى بالرغبة والاختيار وقصد الاطاعة.
وإمّا بالكره والاضطرار ومن دون قصد طاعة : كما في خضوع الكفّار وسجودهم في موارد الاضطرار والابتلاء وبالفطرة.
وإمّا بالطبيعة التكوينيّة الذاتيّة ومن دون إرادة : كما في سجود الجماد والنبات والحيوان ، فانّهم يسجدون للّه تعالى من حيث لا يشعرون.
ثمّ إنّ حقيقة السجود كما قلنا عبارة عن الخضوع التامّ مع التسليم الكامل ، و أمارة هذا المفهوم قد تكون بالإظهار القوليّ ، أو بالإظهار العملي كالسجدة الشرعيّة وغيرها ، أو بخضوع القلب وتسليمه بحيث تظهر آثاره في الجوارح ، أو بالانقياد والطاعة عن جريان الطبيعة والتكوين.
فهذه الحقيقة إنّما يتحقّق مفهومها أوّلا وبالذات في الطبيعة والتكوين والفطرة ، سواء كانت عن علم أو عن إرادة أو إختيار أم لا ، فالاختيار والعلم والتوجّه إنّما هي خارجة عن الحقيقة من حيث هي ، فانّ الإرادة والاختيار من المقدّمات ، والعلم والتوجّه من الملحقات المؤخّرات.
فحقيقة مفهوم السجود من حيث هو هو : إنّما يتحقّق وجوده من دون أن يتوقّف الى أمر آخر ، وهذا المعنى في جميع المراتب واحد وثابت.
نعم تختلف مراتبه بالشدّة والكمال والضعف : من جهة انضمام المعرفة والتوجّه والعلم والارادة والاختيار والحبّ والشوق ودرجات الخضوع.
كما أنّ التسبيح الذاتيّ والنظم العامّ في ذوات الموجودات وأثر الحكمة والرحمة في جميع مراتب الوجود متحقّقة ثابتة ، من غير حاجة الى اظهار بقول أو عمل.
فظهر أنّ خضوع الموجودات في مقابل التقدير الإلهيّ وتسليمها في قبال قانون التكوين والخلق وإطاعتها ذاتاً عن الحكمة : هو حقّ السجود.
فإظهار الخضوع بالقول أو بالعمل من دون تحقّق مفهومه في القلب : خارج عن حقيقة السجود-. {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ} [الأعراف : 206].
فالسجود يلازم التسبيح والتنزيه عن جهات النقص والحدّ والضعف ، ويتحقّق بعد نفي الاستكبار والأنانيّة ، وظهور حقيقته في مرحلة العبوديّة.
نعم بحقيقة السجود يرتفع الاستكبار والحجب النفسانيّة بين العبد والربّ تعالى ، ويتحصّل كمال الخضوع والعبوديّة والفناء - {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} [العلق : 19].
وفي هذه المرحلة : يتحقّق الخضوع التامّ للنفس وقواه والجوارح والبدن وجميع متعلّقاته الّتي تظهر من وراء النفس ، وهذا هو المراد من الظلال في الآية الكريمة : {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ} [الرعد : 15] ، كما ورد في‌ الدعاء- سجد لك عظمي ولحمي وشعري ... راجع الظلّ.
وكما أنّ الظِلّ من الساجد يسجد : الظِلّ من المسجود أيضا يسجد بالتبع ، لكونه وجها ومظهرا ومجلى ، فالوجه من حيث إنّه وجه : ليس فيه أنانيّة :
{ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ} [الأعراف : 11].
{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} [الحجر : 29].
{قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} [الحجر : 33].
فجهل إبليس حقيقة الحال وغفل عن وجه الربّ ولم يتوجّه الى الروح الّذي ينفخ من روحه ، بل توجّه الى جهة الظاهر الجسمانيّ المادّيّ.
نعم هذا المقام من مزالّ أقدام العارفين : فانّ المعرفة بالمظهريّة وكونه وجها ، إنّما يتوقّف على معرفة المبدأ عزّ وجلّ ، حتّى يصحّ مشاهدة وجهه وجماله ونور كبريائه ، ولا سيّما إذا كان الوجه مظهرا تامّا.
وقد زلّت أفكار الملائكة أيضا في هذا المقام-. {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ} [البقرة : 31].... {قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ} [البقرة : 33].... {إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [البقرة : 33].
فلمّا عرّفّهم مقام آدم وشاهدوا مظهريّته التامّة للأسماء : سجدوا له في المرحلة الثانية : {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} [الحجر : 30].
ولا يخفى أنّ الملائكة لمّا كانوا متنوّعين من جهة الذوات والمظهريّة ، ولكلّ نوع منهم وجهة خاصّة به واستعداد مخصوص وليس فيهم ما للإنسان من الجامعيّة والتماميّة : فلم يكونوا مستغنين عن تعريف مقام آدم ، بعد معرفة اللّه تعالى على مقدار استعدادهم ووسعهم- منهم سُجود لا يَركعون ورُكوع لا يَنتصِبون وصافّون لا يَتزايَلون ومسبّحون لا يسأمون.
وأمّا الإنسان : فله استعداد ومظهريّة جامعة تامّة ، وقابل لأن تتجلّى فيه الصفات الإلهيّة ، وأن يكون وجها كاملا للحقّ تعالى ، فمعرفة اللّه عزّ وجلّ كاف في معرفة الإنسان الكامل- اللّهمّ عرّفني نفسك فانّك إن لم تعرّفني نفسك لم أعرف‌ رسولك.
وأمّا المساجد : فوجه التسمية لزوم الخضوع وحصول حالة حقيقة السجود والتذلّل للعبد في تلك الأمكنة ، فالمسجد محلّ حصول القرب ومكان رفع الحجب الظلمانيّة والأنانيّة ، فللعبد أن يتوجّه الى المسجد لتحصيل القرب والانقطاع الى اللّه وتنزيه النفس عن العيوب : {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن : 18].
_______________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
‏- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ ‏مجلدات ، طبع مصر ١٣٩ ‏هـ .
- أسا = أساس البلاغة للزمخشري ، طبع مصر، . ١٩٦ ‏م .
‏- مفر = المفردات في غريب القرآن للراغب ، طبع  ١٣٣٤ ‏هـ .


Untitled Document
د. فاضل حسن شريف
يوم الغدير كذلك جعل فيه عيسى عليه‌ السلام شمعون...
حسن الهاشمي
الآثار الوضعية للذنوب... سيدتي لكي تبتعدي عن الزنا...
د. فاضل حسن شريف
يوم الغدير كذلك نصب فيه موسى عليه‌ السلام وصيه يوشع بن...
محمدعلي حسن
ما عقاب الحاسد؟
د. فاضل حسن شريف
يوم الغدير كذلك جعل الله تعالى النار فيه على إبراهيم...
جواد مرتضى
المباهلة
د. فاضل حسن شريف
يوم الغدير كذلك انتصر فيه موسى عليه السلام على السحرة...
جواد مرتضى
نبذة من سيرة الامام الهادي (عليه السلام)
د. فاضل حسن شريف
الشهادة الثالثة و مفردات من القرآن الكريم (أشهد أن) (ح 12)
زيد علي كريم الكفلي
مَسِيرَةٌ الْمَنَايَا...الْإِمَامُ الْحُسَيْنُ...
زيد علي كريم الكفلي
لَا شَيْءَ يُعْجِبُنِي ....
علي الحسناوي
امتيازات الشهادة التي يحصل عليها الموظف اثناء الخدمة
طه رسول
كيمياء الشاي: سحر العلوم في كوبك!
منتظر جعفر الموسوي
النمو الاقتصادي وتعزيز البنى التحتية للدول