عَقَدَ المجلس الثقافي في مكتبة الجوادين العامة في العتبة الكاظمية المقدسة ندوته الثالثة والأربعين بعد المائة، بعنوان: (تراجيديا الثورة الحسينية في الفكر الاستشراقي .. رؤية تحليلية لآراء المستشرقين)، بحضور كوكبة من الباحثين والأكاديميين والمهتمين بالشأن الثقافي.
افتتحت الندوة بتلاوة آيات مباركة من الذكر الحكيم شنّف بها القارئ محمد راهي أسماع الحاضرين، بعدها قدّم الباحث الأستاذ الدكتور زهير يوسف الحيدري ورقة بحثية استعرض في محورها الأول معنى التراجيديا وأهم التشكيلات التي ظهرت على هامش فاجعة كربلاء، ورسم صورتها البنيوية وخصوصياتها المتمثلة بالأحزان، وقراءة مدلولاتها الاجتماعية والسياسية والنفسية.
كما أشار الباحث في المحور الثاني إلى حركة المستشرقين المعرفية حيث توجهت عناية الاستشراق بالتراث العربي الإسلامي وحضارته، والاهتمام بأفق الشرق الفكري، وكان لسيرة الأئمة الأطهار "عليهم السلام"، نصيب وافر من الجهد والاهتمام الاستشراقي، إذ اندفع المستشرقون، من شتى الجنسيات للتعرف على الشعائر والممارسات العزائية، فسافروا إلى العتبات المقدسة، ومكثوا فيها وبذلوا جهوداً لا تنكر، لرؤية تلك المراسم العزائية وتفحصها عن قرب وكثب، والكتابة عنها، فضلاً عن إعداد دراسات عن واقعة كربلاء، وما أحدثته من هزة في الوجدان والشعور الإسلامي والإنساني.
بعدها كانت هناك مشاركة شعرية للأستاذ الشاعر محسن الموسوي بقصيدة ولائية عن إمامنا زين العابدين علي بن الحسين السجاد "عليه السلام".
وشهدت جلسة الندوة العديد من المداخلات والمناقشات من قبل السادة الحاضرين وقام الباحث بالإجابة عنها وتوضيح ما يلزم توضيحه مما أثرى الندوة من حيث الطرح والحوار.