أنامل الإبداع لخادم الإمامين الجوادين "عليهما السلام" استطاعت اليوم أن تُجسد لنا لوحة فنية جديدة لتضاف إلى سجل الإبدعات الثقافية لوحدة النقش والزخرفة في العتبة الكاظمية المقدسة لوحة .. بل هي أكثر من لوحة حملت بين طياتها أفكاراً ومعانٍ وأسراراً، نستطيع أن نتعرف عليها في حديث مع مدير وحدة النقش والزخرفة الأستاذ إبراهيم النقاش قائلاً: استطعنا بفضل الله تعالى وببركة الإمامين الجوادين "عليهما السلام" أن نقدّم عملاً جديداً بعنوان : (المناظرة) حيث تم اختيارنا لهذا الموضوع اختياراً دقيقاً للشروع بهذا العمل الفني بهدف توجيه رسالة إنسانية إلى أجيالنا المعاصرة عن الدور الكبير لشباب الأئمة الإمام محمد بن علي الجواد "عليه السلام"، وتسليط الضوء على موقف من المواقف المهمة في الحياة الشريفة لباب المراد "عليه السلام" ومناظرته لعددٍ من علماء عصره، في الوقت الذي تقلّد فيه الإمامة، وبلوغ هذا المنصب الإلهي وتحمل زمام الأمور وهو في سن صغير، فضلاً عن حواراته "عليه السلام" التي كان لها صدى كبير وأثارت جدلاً واسعاً آنذاك، فضلاً عن دوره الريادي في حمل مشعل رسالة جده المصطفى "صلى الله عليه وآله" ودحض كلّ شبهات التي أثيرت حول إمامته "عليه السلام" بالحجج الدامغة والساطعة وترسيخ أصل الإمامة.
حيث أشار العمل لمسألة الصيد حين سأل يحيى ابن أكثم الإمام الجواد "عليه السلام" عن مُحرم قتل صيداً فقال لهُ "عليه السلام": ( قتلهُ في حل أم حرمٍ؟ عالماً كان المُحرم أم جاهلاً قتله عمداً أم خطئاً، حراً كان المُحرم أم عبداً صغيراً كان أم كبيراً، مبتدئا بالقتل أو معيدا، من ذوات الطير كان الصيد أم من غيرها، من صغار الصيد أم من كباره مصراً على ما فعل أو نادماً؟ في ليلاً كان قتله للصيد أو نهاراً، مُحرما كان بالعمرة إذ قتله أو بالحج كان محرماً؟ فتحيّر يحيى بن أكثم وبان في وجهه العجز والانقطاع ).
وأضاف النقاش: أن ما يميز هذه اللوحة عوامل عدة منها: أبعادها المتناسقة وهي (100x 60سم)، ومدة انجازها التي استغرقت أربعة أشهر، وطبيعة الخشب المستخدم فيها هو الصاج، المأخوذ من خشب الأبواب القديمة للحرم الشريف.
وبيّن النقاش أن هذا العمل الإبداعي شهد اهتمام وتشجيع الكثيرين ومتابعة حثيثة من قبل الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الأستاذ الدكتور حيدر حسن الشمّري، وكانت نظرته لهذا العمل بمثابة حافز ودعم بأن تكون هناك لوحة تجسد مرحلة تاريخية لمسيرة إمام معصوم.
ومن خلال منبركم الكريم أدعو الله العلي القدير أن نوفق بأعمال وأفكار فنية جديدة، ونسعى أن تكون خالدة في أذهان أجيالنا القادمة، وأختتم قولي بالشكر والتقدير لكلّ الجهود التي ساهمت في إنجاح هذا العمل المبارك وأقدمه هدية إلى مقام سيدي ومولاي الإمام موسى بن جعفر الكاظم، وحفيده الإمام محمد الجواد، والإمام الحجة المنتظر "عليهم السلام" وإلى المرجعية المباركة متمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله الوارف" وإلى خدام الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام" وأن يتقبلوا منا هذا القليل وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين .