سعياً منها لتقديم أفضل الخدمات في زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام 1433هـ, وحرصاً على أنجاح أكبر زيارة مليونية تشهدها العتبات المقدسة, إفتتحت العتبة العباسية المقدسة في 1صفر مضيف العتبة العباسية المقدسة (موكبها الرسمي) على طريق الزائرين بين كربلاء المقدسة والنجف الأشراف(85كم عنها)، وبالقرب من منطقة خان الربع، الذي يقع في ربع المسافة المذكورة من الجهة الأقرب لكربلاء, ليقدم خلال هذه الفترة مئات الآلاف من وجبات الطعام إضافة إلى الفواكه والمعجنات والمشروبات الساخنة التي تلائم والأجواء الباردة في هذا الموسم .
وكانت الأمانة العامة للعتبة المقدسة قد أنشئت هذا الموكب قبل ثلاث سنوات إلى أن تم افتتاحه بشكل رسمي بعد أنجاز كافة المرافق الخدمية والتي توفر أفضل وسائل الراحة للزائرين ومنها ( الأمور الطبية ، وأماكن الوضوء والصلاة، والاستراحة والمبيت.. وغيرها ).
وقد جرت مراسيم الافتتاح الرسمي له في 1 من شهر صفر الخير 1433هـ بحفل رسمي حضرة عدد من الشخصيات الدينية والسياسية والأكاديمية وعلى رأسهم الأمينان العامان للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية السيد أحمد الصافي والشيخ عبد المهدي الكربلائي.
وقد رفعت خلال الحفل راية كتب عليها السلام (عليك يا حامل لواء الحسين عليه السلام) لتكون أعلى سارية علم في طريق الزائرين لتشكل نقطة داله لهذا الموكب .
وقد تحدث لشبكة الكفيل رئيس قسم المضيف الحاج كاظم عبد الحسين عبد عن هذا الموكب " جاءت فكرة إقامة موكب ثابت للعتبة المقدسة يقدم خدمات متكاملة, فتم بحمد الله وبركات ابي الفضل(عليه السلام) شراء قطعة ارض تبلغ مساحتها الكلية (6) دونم أي ما يعادل(15000) متراً مربعاً، وتم خلال الفترة السابقة وضع التصاميم المطلوبة من قبل قسم المشاريع الهندسية في العتبة المقدسة.
وأضاف " تمت المباشرة الفعلية بالأعمال على الأرض في بداية شهر رمضان المبارك عام 1430هـ، ورفعت فيه راية ابي الفضل العباس(عليه السلام) على سارية يبلغ ارتفاعها من(45) متراً، وقد بلغت إبعادها (15×10)متراً، وكُتب عليها(السلام عليك يا حامل لواء الحسين(عليه السلام)).
مبينا "بعد الإقبال الكبير على الموكب من قبل الزائرين الكرام في العامين المنصرمين، ارتأت الأمانة العامة للعتبة المقدسة توسعة الموكب لاستيعاب اكبر عدد ممكن من الزائرين، حيث كانت قياسات القاعة الواحدة(10×60)متراً، فتم الاتفاق على توسعة هذه القاعات باستغلال الأرض المخصصة للحديقة الوسطية والتي تبلغ مساحتها(32×60)متراً، فتمت إضافة (13)متراً الى قاعة الرجال، ومثلها الى قاعة النساء، لتصبح كل قاعة منهما بقياس (23×60)متراً، يتوسطهما طريق خدمي بعرض(6)متر، يستعمل كممر للأشخاص ولإيصال المواد الغذائية الى المطبخ والمخازن إضافة الى الإنارة و التهوية.
وقد بين الحاج كاظم "بالإضافة الى توسعة القاعات تم إكمال الصحيات والتي تتضمن إضافة(75) مرفقاً تم تجهيزها بسخانات لتوفير الماء الحار ، كما تم استغلال أعلى الصحيات لبناء قاعتين إضافيتين لإستراحة الزائرين (للرجال والنساء)".
موضحاً" تم إضافة أربعة كرفانات على الطريق العالم ، أحدها لتوزيع الشاي والعصائر والمشروبات للزائرين مباشرة، إضافة الى كرفان للصوتيات يرفع فيه الأذان ويستخدم كمركز للمفقودين, واثنان شغلتهما مفرزتان طبيتان واحده للرجل وأخرى للنساء, وقد استفدنا من بعض الملاحظات التي سجلت في الأعوام الماضية وهي أن يكون موقع المفرزة الطبية على الطريق العام فأنها ستقدم خدمة أكبر مما إذا كانت داخل الموكب".
مضيفاً" كما أضيف هذا العام مخبزً حديث ومتطور ، وفرن صمون يعمل على الطاقة الكهربائية ، وقد تم في هذا العام إضافة بعض الأكلات السريعة(الهمبرگر، الشاورما)، بالإضافة الى بعض الأكلات والمشروبات الساخنة التي تتناسب مع فصل الشتاء، فضلاً عن الفواكه الطازجة والمتنوعة التي يتم توزيعها طيلة ساعات النهار على الشارع العام.
يذكر أن تواجد الزائرين خلال أربعينية العام الماضي 1432هـ وخلال 20 يوماً بلغ أكثر من 16 مليون زائر من العراق بينهم 500ألف ومن أكثر من55 بلد في العالم، وهو حدث يُعد الأكبر فيه من عدة جوانب، من حيث عدد المتواجدين في هذه المدة القصيرة، ومن حيث حجم الخدمة المجانية المقدمة من قبل العراقيين البسطاء لجميع هؤلاء الزائرين، من الطعام والمبيت والكماليات الأخرى والعلاج وغيره، فضلاً عن إن تواجد هذه الجموع المليونية إنما يكون من خلال المشي من مسافات كبيرة تصل لمئات الكيلومترات، وغير ذلك من الأمور التي تنفرد بها كربلاء عن سواها من مدن العالم.