المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


العتبة العبّاسية: ملفّ الهوية الثقافية في صدارة اهتمامنا لأهمّيته في رسم مستقبل الفرد


  

634       02:09 صباحاً       التاريخ: 2023-11-23              المصدر: alkafeel.net
أكّدت الأمانة العامة للعتبة العبّاسية المقدّسة، أنّ ملفّ الهوية الثقافية يأتي في صدارة اهتمامها، لأهمّيته في رسم مستقبل الفرد العراقيّ المشرِق الآمن. جاء ذلك عبر كلمة الأمانة العامّة التي ألقاها الدكتور عباس الدده الموسوي، خلال انطلاق فعّاليات مؤتمر متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات الذي عُقد تحت شعار (المَتَاحِفُ هُويَّةٌ ثَقَافِيَّةٌ). وأدناه نصّ الكلمة: فحين خطت العتبة العباسية المقدسة رؤيتها ورسمت أهدافها وطرحت رسالتها، كانت الهوية والحفاظ عليها شاغلاً لا يدانيه شاغل، ومحرّكاً ذاتياً تستمدّ منه الزخم وتنافح عنه، ولأنّ الهوية حاصل جمع علامات وخصائص ومكوّنات ومعتقدات بها كلّها، تتميّز وتستقلّ وتسجّل حضورها فقد ركّزت على مقوّمات هويتها الإسلامية، فهي في صميم انتمائها وأهدافها في صون الهوية الإسلامية، من أيّة مؤثّرات سلبيّة دخيلة، وأولت هويتها الإنسانية عناية فائقة، فتوجّهت إلى الإنسان، أنّى كان وحيث كان، لتخدمه بمشاريع فكريّة وثقافيّة وخدميّة يكلّ عن عدّها العادّون. ثم أنها دأبت بفعل رؤية متولّيها الشرعي سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه)، على تبنّي العقل العراقي ومنحته ما يستحقّ من ثقة، ووفّرت له فرصاً ليُبدع، فأثمرت عن إبداعات وابتكارات أعادت إليه بهاءه وألمعيّته وتميّزه. كما انتصرت بفعل صنيعها ذاك على أزمة الثقة في الذات العراقية وإمكانياتها الداخلية، ونافحت طويلاً بوجه حالة الإحباط واليأس من إمكانياته، وحالة التشكيك في مدى قدرته على مواجهة التحدّيات، وما ذلك كلّه إلّا إيمان راسخ منها بأن العراقية ركن ركين من أركان الهوية والاعتزاز بها. ولأن العتبة تستنّ بهدي المرجعية الدينية العُليا أدام الله ظلّ سيّدها الذي به تآصرت الجزيئات وتوحّدت، فقد جعلت ألوان العراقية عامل توحيدٍ فامتدّت جذورها لتشمل مكوّنات النسيج الاجتماعي العراقيّ كلّه. وكانت الثقافة في صميم متبنّياتها فكان قسم الشؤون الثقافية رائد أقسامها المشكّلة مع بداية تأسيسها، وكان بعد ذلك أمًّا أنجبت أقسامًا انشطرت منه بعدد مفاصل، وما زال يَعِدُ بالمزيد. فالعتبة تدرك تماماً أنّ الثقافة مفصلٌ حيوي من مفاصل هويتنا التي نعتز بها، ونتميز بها عن الآخر وبها نستقل ونصون الفرد عن الذوبان في الآخر المختلف، ومن فقدان الهوية تحت لافتات التعدّديات الثقافية، أو الثقافة بلا حدود أو البنية الثقافية عابرة الثقافات التي بدأت بالحداثة، ومرّت بالعولمة وسوف لن تقف عند الأمركة البغيضة، وإذا كانت الخشية الأولية من الذوبان والانحلال والتلاشي ومسخ الهوية، فإن عاقبتها ستكون في التسليم والرضوخ لا للتهميش وحده، بل لهيمنة الآخر المختلف والانسحاق تحت وطأته، ولا شيء أدعى من الاعتزاز بثقافتنا ومن تغليبها وحماية هويتنا والدفاع عن خصوصيتها، ومقاومة المدّ الثقافي العالمي في ظلّ آليّات العصر عابرة الحدود منتهكة الخصوصيات، عبر الشبكات والفضائيات وغيرها. نعم أيّها الإخوة فملفّ الهوية الثقافية كان وما يزال في الصدارة، إيماناً من العتبة بأهمّية تفعيل العقل ودوره في رسم مستقبل الفرد العراقي المشرِق الآمِن، ولا شكّ فإنّ البحث العلمي يظلّ حجر الزاوية فيه، وإن إدامة المعرفة والاكتشاف يوسّع لا شكّ مداركه وينمّي قدراته ويفتح له آفاقاً معرفية جديدة، وإن رفع مستوى الوعي لديه سيُسهم في تنميته وتطويره وحلّ مشاكله، وتتعدّد وجوه البحث العلمية وتتباين ويبقى أوسمها هو المؤتمرات العلمية، فبها تصنع تجمّعات بشرية نوعية تدعّم العلائق العلمية، وعنها تذاع نشرات الجهد البحثي وتنتشر فنعرف آخر المستجدّات والتطورات في مجالاته، ومن خلالها ترصّن جودة البحوث من خلال مجسّات التحكيم العلمي والمراجعة والتقييم، وفيها يتمّ تبادل الخبرات العلمية والتباحث والتدارس، وتنمّى إمكانات الحوار، وبها تولد أفكار جديدة، وتتلاقح سابقاتها إيذاناً بولاداتٍ أُخَر، وعن طريقها يتمّ تعريف الأشخاص والمؤسّسات بأرصدتهم البحثية، وآفاق التفكير ومديات الثقافة، وغير ذلك من أهداف.
يمكن لواحدٍ منها أن يكون باعثاً لإقامة مؤتمر، فكيف بها وقد اجتمعت هنا في هذا المؤتمر الذي يقيمه متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات تحت شعار (المتاحف هوية ثقافية)، وبنسخته الرابعة هذه التي ندعو الله جلّ وعلا أن يأخذ بأيديهم إلى حيث مرضاته وأن يوفّقهم، وختاماً نشكر كلّ من كان وراء إقامة هذا المؤتمر، الباحثين الأفاضل، اللجان العلمية والتحضيرية، واللجان الساندة الموقرة، المؤسّسات الحكومية والأهلية، الضيوف الكرام بعناوينهم الموقّرة، قسم المتحف رئيساً ومعاوناً وتشكيلات إدارية وفنية، أقسام العتبة العباسية المقدّسة المؤازرة، كما نشكر كلّ مَن حضر وشارك وأسهم، ولله الشكر من قبل ومن بعد.


Untitled Document
د. فاضل حسن شريف
كتاب الامام الصادق لمؤلفه الجندي والقرآن الكريم (ح 8)
نجم الحجامي
صحابه باعوا دينهم (11) - خالد بن عرفطة العذري
أقلام بمختلف الألوان
جوائز مسابقة كنز المعرفة لشهر نيسان 2024
د. فاضل حسن شريف
کتاب الإمام الصادق عليه السلام للشيخ المظفر والقرآن...
حسن الهاشمي
الآثار الوضعية للذنوب... جريمة الزنا بين الشريعة...
د. فاضل حسن شريف
شبهة العصمة "لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ...
عبد العباس الجياشي
هل الاستشفاء بملابس الرسول (صلى الله عليه وآله) جائز؟
حسن الهاشمي
من أين لك هذا... خيال أم حقيقة؟!
د. فاضل حسن شريف
کتاب الإمام الصادق عليه السلام للشيخ المظفر والقرآن...
إسلام سعدون النصراوي
إمام المحدثين وجليس المساكين
د. فاضل حسن شريف
کتاب الإمام الصادق عليه السلام للشيخ المظفر والقرآن...
احمد الخرسان
ذكرى استشهاد الإمام العظيم جعفرِ بن محمد الصادق (عليه...
د. فاضل حسن شريف
اشارات قرآنية من كتاب فقه الإمام الصادق للشيخ مغنية (ح...
نجم الحجامي
صحابة باعوا دينهم – 10 عمرو بن حريث المخزومي