أكّدت العتبة العباسية المقدّسة، أن حفل تخرّج طالبات الجامعات العراقية (دفعة بنات الكفيل السادسة)، يهدف إلى طرح بدائل نموذجية بدلاً من النقد للسلوكيات الهجينة والتجريح بالآخرين. وحول آخر الاستعدادات والفعّاليات التي سيشهدها الحفل، أجرى المركزُ الخبريّ مقابلةً خاصة مع عضو مجلس إدارة العتبة العباسية المقدسة ورئيس هيأة التربية والتعليم العالي فيها، والمتحدّث الرسمي باسم الحفل الدكتور عباس الدده الموسوي، هذا أهمّ ما تضمّنته: س/ ما هي رسالة العتبة العباسية المقدسة التي تريد أن توجّهها في إقامة مثل هذه الاحتفالات؟ ‏ج/ إن العتبة العباسية المقدسة اعتادت على طرح البدائل النموذجية التي تحمل رسالتها وأهدافها ورؤيتها، وحين تجد أن هناك فراغاً ما أو نقصاً ما فإنها لا تستخدم النقد والتجريح والطعن بالآخرين، وإنما تسعى إلى صناعة أنموذج إيجابي يجسّد رسالتها. فعندما لاحظت أن المشهد الجامعي العراقي بدأ يفرز مظاهر سلبية طفحت منها سلوكيات هجينة على الأعراف والتقاليد الاجتماعية والأكاديمية، واستهجان المجتمع العراقي لما يراه ويسمعه في تلك الحفلات الصاخبة، ووصول مناشدة تستنجد بنا من قِبل أبنائنا وبناتنا الطالبات، وبدا فيها استياء ممّا وصلت إليه حالة حفلات التخرّج… ‏سعت العتبة العبّاسية المقدسة إلى تقديم الأنموذج وصناعة مثال يحتذى به وإرسائه في المشهد العراقي، فكان أن قدمت هذا الاحتفال بتخرّج بناتنا الفضليات، وفي هذه السنة نقدّم النسخة السادسة للحفل المركزيّ بتخرّج طالبات الجامعات العراقية الحكومية والأهلية، واشتركت معنا جامعات دولية بعد أن راق لها وأعجبها الانضمام إلى ركب الحفل المركزي.
س/ هل يعد هذا الحفل حلقة وصل بين العتبة العباسية والوسط الأكاديمي؟ ‏ج/ حبال الوصل أكثر من أن تعدّ أو تحصى بين العتبة المقدسة والوسط الأكاديمي، فثمة الرؤية الإنسانية المشتركة التي تصالحنا عليها، فنحن نولي العلماء والمتعلّمين مكانة مرموقة ونقدّر عالياً الجهد العلمي ونقف له وندعمه، وهناك تعاون مشترك بيننا في المجالات العلمية والبحثية ويشهد بذلك الجهد البحثي الأكاديمي. وثمة إيمان للعتبة المقدسة الراسخ بالعقل العراقي وثقتها به وبإمكانياته وقدراته، والكلّ يعرف أن العتبة المقدسة أولت الملفّ التربوي أهمية بالغة، فقد سعت إلى دعمه في كلّ المرافق التربوية والتعليمية سواء في المؤسّسات الجامعية الحكومية والأهلية وجهدها مشهود له. ولأن العتبة تهدف إلى خدمة الإنسان في كل زمان ومكان، فقد سعت من وراء هذا المحفل أو النشاط إلى خدمة الطالب الجامعي، من خلال صناعة هذه اللحظة التاريخية كي تجعل منها لحظة يعتزّ بها الطالب الخرّيج ويفتخر بها أهله وذووه. وعندما توثق هذه اللحظة أو عندما يستعيد ذكراها في المستقبل، فإنها ستكون من مفاخره التي يعتزّ بها. ‏وبهذا نكون قد خدمناه أكثر من مرّة؛ مرّة عندما هيأنا له مراسيم الاحتفال الموقّرة المحترمة، التي تتناسب مع حرمته الإنسانية ووقاره كما تتناسب مع بيئة الحرم الجامعي، ومرّة أخرى حين ربطنا هذه اللحظة الزمنية في البيوت التي أذن الله أن يرفع فيها اسمه، وهي بيوت أهل بيت نبيه صلوات ربي وسلامه عليه وعليهم. ‏ومرّة عندما أبعدنا الطالب عن أجواء طالما توجّهت إليها سهام النقد والتجريح، ومرّة عندما جعلنا من ذلك الطالب بطلاً في صناعة حدثٍ عمّا قريب سيكون سنّةً محمودة، وسيكون له أجرها وأجر من عمل بها في المستقبل إلى يوم القيامة، بمعنى أنه أصبح قدوة يحتذى به، ومرّة أخرى عندما فتحنا معه أفقاً تواصلياً مستقبلياً ومددنا معه الجسور، ولعله في المستقبل سيكون شريكاً فاعلاً معنا في مشاريعنا الإنسانية. س/ بمَ تتميّز هذه النسخة عن باقي النسخ التي سبقتها؟ ‏ج/ مثل ما هو مألوف ومعتاد فإن شعبة مدارس الكفيل النسوية التابعة للعتبة العباسية المقدسة، وهي الجهة المنظّمة لهذه الفعالية، عودتنا أن تجدّد في فقرات هذا النشاط السنوي، وفي كلّ سنة نشاهد تغييرات وتطويرات في البرنامج، بحيث كلّ سنة تختلف عن السنة التي قبلها. ‏الجديد هذه السنة أن الحفل لم يقتصر على خريجات الجامعات العراقية، وإنما شاركت جامعات دولية معنا، وهذه الدول هي الكويت والبحرين والسعودية وسلطنة عمان ولبنان وإيران. ‏علماً أننا اقتصرنا على عدد محدّد من الخريجات من هذه الدول، من أجل الوصول إلى جودة عالية في التنظيم تكون هذه التجربة الأولى في العراق، ومن أجل ألا نقصر مع ضيوفنا من الخارج. ‏ومن الجديد هذا العام أننا استثمرنا هذا الوجود العراقي والعربي والدولي لمناصرة إخوتنا في غزة الجريحة من خلال بعض الفعاليات، فضلاً عن إعلان المناصرة المعنوية من خلال الرفض والاحتجاج. ‏ومن الفقرات الجديدة فعاليات وأنشطة فكرية وثقافية ودينية، تترجم الحرص على العفة والشرف والمحرّمات وتدعو إلى صون المقدّسات، وقد أخذ الوطن وحبّ الوطن حظاً وافراً منها. وتطلق العتبة المقدسة احتفاليتها السنوية دفعة (تخرّج بنات الكفيل)، مساء اليوم، ويستمرّ ليومين، ويُعدّ من أضخم المهرجانات التي تقيمها، بفعالياتٍ وفقرات متنوعة؛ من أجل تقديم الدافع المعنوي للطالبات المتخرّجات، وأن تُكلّل مسيرتهنّ التعليمية وانطلاقتهنّ للحياة العملية من حرم أبي الفضل العباس (عليه السلام).