تناول الباحث من جامعة البصرة الدكتور مخلد جبار الشاهر أثر السيرة في توجيه آيات الشخصيّة النبوية الكريمة عند المفسّرين. جاء ذلك خلال الجلسة المسائية من اليوم الثاني لمؤتمر دار الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) الثالث، التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، الذي يُعقد تحت شعار (رَسُولٌ مِّنَ اللهِ يَتْلُواْ صُحُفًا مُّطَهَّرَةً) وبعنوان (السيرة النبوية في كتب التفسير). وذكر الشاهر في ملخّص بحثه اختلاف أنظار المفسّرين في توجيه الآيات التي تتعلّق بشخصية النبيّ الأعظم محمد(صلّى الله عليه وآله)، تبعاً لبعض المحدّدات التي توجّه آراءهم كاختلافهم المنهجيّ في التعامل مع هذه الآيات، أو الأثر الاعتقادي أو تأثّرهم بمن سبقهم من كبار العلماء والأئمّة.
وتطرّق خلال البحث الى الآيات التي تتعلّق برسم شخصيّة النبيّ الأعظم(صلّى الله عليه وآله)، لا سيما تلك الآيات التي اتّخذها بعض المفسّرين سبيلاً للحطّ من قدر مقامه، كبعض آيــات الـلـوم والعتاب أو التي قد تُفهم على أنّها آيات تهديد وتوبيخ، أو بعض الآيات المتشابهة المحتملة لمعانٍ متعدّدة. وتوصّل الباحث في الختام إلى نتائج مهمّة من شأنها تصحيح النظر التفسيريّ للنصّ القرآنيّ، معتمداً في ذلـك عـلى ما صحّ مـن السيرة النبوية الشريفة، كما عالج آياتٍ زعم المفسّرون أنها تتعلّق بالنبيّ الأعظم في الوقت الذي نراها فيه تعارِضُ ما صحّ عن أئمّة أهل البيت(عليهم السلام)، بل تعارض الأحكام العقليّة الثابتة في تنزيهه.