بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
(ذلكَ ومَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإنَّهَا مِن تَقوَى القُلُوبِ)
صدقَ اللهُ العَلِيُّ العَظيمُ
نرفع من هذه الرحاب الطاهرة إلى مقام الحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف وإلى مراجعنا العظام والعالمَين الإسلامي والإنساني وإليكم أيها الموالون المعزون أحر التعازي والمواساة بهذا المصاب الجلل ذكرى شهادة الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام.. حيث اجتمعت قلوب حرى وعيون عبرى وصدور ملؤها الحزن والألم في رحاب الإمامين الكاظمين الجوادين عليهما السلام لتجديد العهد والولاء وتقديم المواساة للنبي الأعظم محمد وبضعته السيدة فاطمة الزهراء والأئمة المعصومين سلام الله عليهم أجمعين لا سيما صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه في هذا المصاب الجلل.
استنفرت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة جميع ملاكاتها وبمشاركة المتطوعين المتشرفين بالخدمة والجهات المختلفة من مؤسسات حوزوية ودينية وأمنية وخدمية وصحية وفعّاليات مدنية وشعبية الجهود والإمكانيات لاستقبال ملايين الوافدين الزائرين في ذكرى استشهاد الإمام المظلوم المسموم محمد بن الجواد (عليه السلام) من خلال إجراءات مكثفة لتوفير الأجواء الإيمانية للحشود المؤمنة الموالية لأداء مراسم الزيارة وإقامة الشعائر العزائية وتوفير كل الاحتياجات اللازمة لنجاح الزيارة والحفاظ على أمن الزائرين وراحتهم وضمان انسيابية الزيارة بحمد الله وتوفيقه.
إذ قارَبَ عدد الزائرين الذين أحيوا هذه المناسبة على مدى أيام 4 ملايين زائرا وعدد المتطوعين من الرجال والنساء (2400) كان منهم (1200) داخل الصحن الشريف وأرجاء العتبة المقدسة، و(1200) خارج الصحن الشريف والطرق المؤدية إلى العتبة المقدسة.
وعملا بالحديث القائل: (مَنْ لَمْ يَشْكُرِ الْمُنْعِمَ مِنَ الَمخْلُوقينَ لَمْ يَشْكُرِ اللَّهَ عَزّ وجل) تتقدم الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة بالشكر الجزيل والثناء الجميل إلى لله تعالى أولا وإلى مقام صاحب العصر والزمان الحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف ثانيا وإلى مقام المرجعية الدينية العُليا في النجف الأشرف مُمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظلّه الوارف)، وإلى رئاسةِ ديوان الوقف الشيعي وكل دوائره الساندة سيما دائرة إحياء الشعائر الحسينية والأمانات العامة للعتباتِ المقدسة والأمانات الخاصة للمزارات الشريفة وإلى أساتذة الحوزة العلمية وفضلائها في المشروع التبليغي وإلى ممثلية المرجعية الدينية في مدينة الكاظمية المقدسة، وإلى هيأة الحشد الشعبي والقوات الأمنية بمختلف صنوفها وتشكيلاتها والتي أسهمت في توفير الحماية للزائرين بشكل مباشر من خلال الجهد الأمني الكبير الذي كان برعاية القائد العام للقوات المسلحة السيد رئيس مجلس الوزراء المحترم والسيد وزير الداخلية المحترم ومن خلال السيد قائد عمليات بغداد والفرقة الثانية، واللواء الثامن/ الشرطة الاتحادية، وفوج حماية العتبة الكاظمية المقدسة والجهات الأمنية الأخرى وكل القادة والامراء والمراتب والشكر موصول إلى الجهات الاستخباراتية والأمن الوطني وجهاز مكافحة الإرهاب ومديرية مكافحة المتفجرات ومكافحة المخدرات والشرطة المجتمعية، والوزارات المشاركة بكافة تشكيلاتها لا سيما وزارات النقل والكهرباء والنفط والصحة والبيئة وإلى الدوائر الصحية لا سيما دائرة صحة بغداد الكرخ ومدينة الإمامين الكاظمين الطبية والمركز الوطني لنقل الدم وجمعية الهلال الاحمر وكذلك الدوائر الخدمية لا سيما أمانة بغداد وإلى دائرة بلدية الكاظمية والدوائر البلدية المساندة وسائر المؤسسات والدوائر الحكومية الرسمية وشبه الرسمية ومنظمات المجتمع المدني المباركة والمتطوعين الكرام.
كل الشكر والتقدير إلى أهالي مدينة الكاظمية المقدسة الكرام والمواكب والهيئات الحسينية لما بذلوه من جهود مباركة من حسن الاستقبال والضيافة للزائرين الوافدين.. كما نشكر جميع وسائل الإعلام والقنوات الفضائية والوكالات الإخبارية التي نقلت هذا الحدث المليوني إلى العالم، وشكر خاص إلى حشود الزائرين الكرام لالتزامهم بالتعليمات والضوابط وآداب الزيارة، كما لا يفوتنا تقديم الشكر إلى أبنائنا وبناتنا خدّام الإمامين الكاظمين الجوادين عليهما السلام الذين بذلوا قصارى جهودهم منذ أيام استعدادا لهذه الزيارة واستقبال الزائرين وخدمتهم على مدار الساعة بكل تفان وإخلاص ومن دون تعب أو كلل فشكرا جزيلا لهم..
كل الشكر والتقدير لشهدائنا الأبرار وشهداء الحوزة العلمية والشكر موصول إلى الشهداء الاحياء الذين كان لهم سهم في هذه الزيارة وفي كل زيارة لما قدموه من تضحيات من أجل الدفاع عن العراق والعتبات المقدسة والشكر موصول لعوائلهم الكريمة: الأمهات والأرامل والأيتام الأعزاء فلولا تضحياتهم لاندثرت هذه الشعائر المباركة ولانطمست الهوية ولما كانت لنا هذه الوقفة للحديث عن أجواء الزيارة المليونية الحاشدة.. كل الشكر لكل من شارك ودعم وساند هذه الزيارة المباركة بيده أو لسانه أو قلبه.. ولا زالت الحشود متواصلة في زحفها إلى مدينة الكاظمية المقدسة داعين لهم بقبول الأعمال وسلامة العودة.
ختاما نحمده تعالى على سلامة الزائرين وسلامة بناتنا وأبنائنا الخدم أعزهم الله ونجاح مراسم الزيارة ونسأله أن يسدد خطى الجميع لنصرة الدين ومذهب أهل البيت وخدمة النبي المختار وآله الأطهار.. وأن يحفظ البلاد والعباد من كل سوء وبلاء ويرحم شهداءنا الأبرار وكلَّ من غاب عن زيارة هذا العام بعد رحيله إلى الباري عز وجل.. وأن يمنّ على الجرحى والمرضى بالشفاء العاجل.. اللهم عجّل لوليك الفرج والعافية والنصر برحمتك يا أرحم الراحمين..
يا أبا جعفر يا محمد بن علي أيها التقي الجواد، يا ابن رسول الله يا حجة الله على خلقه يا سيدنا ومولانا إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك إلى الله، وقدمناك بين يدي حاجاتنا، يا وجيها عند الله، اشفع لنا عند الله.
يا مولانا يا صاحب الزمان نهدي إليك بركة كل (لحظةِ خِدمةٍ) قدمها خدم الإمامين الجوادين عليهما السلام والمتطوعون والمتبركون بالخدمة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة
آخر ذي القعدة 1444 هـ
19 حزيران 2023 م