لم يدخر خدمة العتبة العباسية المقدسة جهدًا في سبيل مد يد العون لضحايا الزلزال المدمر في سوريا، ومساندتهم في مواجهة الكارثة الإنسانية والظروف الصعبة التي خلفها الزلزال، تلبية لنداء المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف التي دعت الى تضافر جهود الجهات المعنية وعامّة أهل الخير لمساعدة المتضررين، وتوجيهات المتولي الشرعي للعتبة المقدسة السيد احمد الصافي. العتبة العباسية المقدسة حشدت ملاكاتها لحملة إنسانية كبرى، وأطلقت قافلة دعم اغاثية ضمّت كميات كبيرة من المواد الغذائية والمستلزمات الطبية والعلاجية وهي مستمرة منذ أيام عدّة دون كلل أو ملل في تقديم المساعدات الانسانية إلى العوائل المتضرّرة جرّاء الزلزال. ويوم أمس، أرسلت العتبة العبّاسية المقدّسة على متن طائرتين 26 طنًّا من الإمدادات الإغاثية تضمّنت موادّ غذائيّة وطبّية بينها علاجات لأمراض الفشل الكلوي وحليب أطفال إلى سوريا، دعمًا لمتضرّري الزلزال. وحول عمل وفد العتبة العباسية المقدسة من داخل الأراضي السورية أجرى المركز الخبري مقابلة خاصة وحصرية مع رئيس وفد العتبة السيد نافع الموسوي هذا ما جاء فيها: ١- كيف وجدتم الوضع الإنساني في سوريا؟ ج/ الانتصارات لا تأتي في المعارك فقط، وانما في عصرنا هذا بهزيمة الافكار والمعتقدات الشريرة، وعند مرور الوفد في المناطق وجدنا الترحيب والانتظار وانتشار الاطفال على الطرقات بمشاعرهم الصادقة والابتسامة على وجوههم، وهذا الشعور الصادق يُعدّ مكسبًا كبيرًا لتعريفهم بإنجازات المرجعية الرشيدة والعتبات المقدسات.
٢- كيف تصف مشاعر الناس مع قدوم المساعدات العراقية الى سوريا؟ ج/ عند مشاهدة الكبار والصغار تتهاوى لاستلام المساعدات العينية المقدّمة والأدوية الطبية يُهَيّن علينا عناء السفر والمعاناة وتتهاوى القلوب قبل الايدي لمساعدة الصغير قبل الكبير والعليل قبل السليم، فتلك المعاني يدركها نبلاء الاخلاق، وكرماء السجايا، وذوي الاطباع الاصيلة. ٣- ما الرسائل التي حمّلها الشعب السوري إلى السيد السيستاني والعتبة العباسية؟ ج/ عندما تكون حديث اشخاص لا تعرفهم ولا يعون مكانة المرجعية العليا، فنعلم بأنّ ذلك هو النجاح والتميز في العمل، وهناك الكثير من الرسائل الصادقة والمشاعر الجياشة تشيد بعمل العتبات وما قدّمت للشعب السوري لإغاثة العوائل المتضررة بالزلزال. ٤ - بأيّ روحية تعملون في خدمة المتضرّرين هل تشعرون بالتعب بعد هذه الأيام من العمل والخدمة الإنسانية تنفيذًا لتوصيات المرجعية الدينية العليا؟ ج/ عمل دؤوب وجهود مميزة يبذلها وفد العتبة العباسية المقدسة من خلال عمل برنامج خاصّ بتوزيع الموادّ الغذائية والاحتياجات اللازمة. كما يحرص على محو الحقد والضغائن من خلال زيارة المتضرّرين، ونعمل على وضع حد للماضي الاليم وفتح صفحة جديدة في تعاملهم مع الآخرين، مثلما تفعل اشجار الطبيعة التي تنفض عن نفسها غبار الماضي وتبدأ الحياة من جديد. ٥- ما التوصيات التي تصلكم من إدارة العتبة العباسية ومن سماحة السيد المتولي في مساعدة المتضررين؟ ج/ يوصي سماحة السيد المتولي الشرعي (دام عزّه) بالتعامل الحسن وايصال المؤونة للعوائل المتضررة ومساعدة عوائل الجرحى والمتوفين إثر الزلزال ٦- ما الخُطط المعتمدة في توزيع المساعدات؟ ج/ منذ وصولنا ولحد الان نعمل ضمن برنامج معدّ من قبلنا بمساعدة جمعية الهلال الاحمر السوري ومجلس محافظة اللاذقية، إذ يتم التحري عن المناطق المنكوبة وبعد مشاهدة العوائل المتضررة والقرى والارياف الفقيرة تُسلّم للعوائل السلّات الغذائية والمستلزمات الطبية والاحتياجات الضرورية وحسب الاحتياجات الإنسانية. ٧- متى ستنتهي مهمّتكم في سوريا؟ ج/ بوتيرة متصاعدة وهمّة عالية مستمدة من منبع الجود أبي الفضل العباس (عليه السلام)، وحسب توصيات المرجعية الرشيدة وسماحة السيد المتولي الشرعي (دام عزّه) سيستمرّ توزيع المواد بعد التنسيق مع رئاسة الوزراء العراقية للسماح بفتح المنافذ الحدودية، كون الاضرار الناجمة من الزلزال تستحق مساعدة العوائل المتضررة لفترة ما يقارب ثلاثة اشهر. ووسط عمل دؤوب ومتواصل يقدّمه الوفد، تؤكّد العتبة العباسية المقدسة استمرارعملها الإنساني بإرسال المساعدات الإنسانية لمساعدة المتضرّرين من الزلزال. وارتفع عدد ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق في سوريا وتركيا إلى 5951 شخصاً في سوريا، ليضاعف مآسي شعبٍ كان يعاني منذ نحو 12 عامًا من حرب مدمرة.