في احتفال رسمي مهيب: العتبة العباسية المقدسة تعلن البدء بالمشروع توسعة الحرم بتسقيف الصحن
أعلنت العتبة العباسية المقدسة هذا اليوم 4شعبان المعظم 1431هـ عن البدء بمشروع توسعة حرم أبي الفضل العباس عليه السلام بتسقيف صحنه الشريف، لتكون هذه حصيلة جهد عراقي دام سنتين من التخطيط والمثابرة والعمل المضني من قبل الكوادر الفنية والهندسية في العتبة المقدسة .وقد تحدث للكفيل رئيس قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة المهندس ضياء مجيد الصايغ عن المشروع مبيناً جاءت فكرة إنشاء المشروع من قبل الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة منذ عام 2007م، وكانت الغاية منه هي استيعاب الزيادات الكبيرة للزائرين بسبب جوّ الانفتاح الذي شهدته عتباتنا المقدسة منذ استلامها من قبل المرجعية الدينية، بعد سقوط ظلمة اللانظام التي هيمنت على مقدرات العتبات لعقود مرت، فالزيارات المليونية التي تشهدها هذه المدينة جعلت من مشروع توسعة الحرم المطهر من أولويات أعمالها، فالحرم القديم المحيط بضريح سيدنا ومولانا أبي الفضل العباس (عليه السلام) لا يستوعب في خضم الزخم الحاصل أيام الزيارات، غير أعداد قليلة من الزوار الكرام لا تتجاوز بضع المئات، وبعد التوسعة سيتم إضافة ما مساحته (5000) متر مربع هي مجمل مساحة الصحن المشرف، وإلحاقها بالحرم بعد تسقيفه ضمن هذا المشروع .مبيناً ستعطي المساحة المغطاة من الحرم الجديد بعد تنفيذ هذا المشروع، طابعاً للزائر يمثل أقصى غايات الراحة والطمأنينة، عبر توفيره مؤثرات تحميه من تقلبات المناخ في فصلي الشتاء البارد، والصيف الحار، ناهيك عن أن مشروعَ توسعة الحائر المشرف سيعمل على إضفاء مسحة جمالية من نوع خاص، ستكون ميزة لحرم سيدنا ومولانا أبي الفضل العباس عليه السلام، بعد الانتهاء من المشروع إن شاء الله.وأضاف الصايغ كان هناك حرصٌ من إدارة العتبة المقدسة على عدم حجب الرؤية لكامل الصحن، والمحافظة على روحية المكان، فسيغطى الصحن كله وبما يسمح بالوقت عينه برؤية جزء من السماء بطريقة لا تؤدي إلى حجب القبة والمنائر المشرفة من خلال القباب الزجاجية من جهة، والمتحركة بدورها لتفتح عند الحاجة من جهة أخرى .مبيناً ولتنفيذ المشروع كلّفت العتبة المقدسة المهندس المعماري (حميد مجيد) مدير شركة أرض القدس للمقاولات - وهي شركة عراقية تتخذ من مدينة كربلاء المقدسة مقراً لها - للبدء بتصميم المشروع، وفق ضوابط وشروط ارتأت الأمانة وضعها لتحقيق الهدف وتوفير الميزة المذكورة من رؤية المآذن والقبة وغيرها، بعد الإحاطة بمشروع التسقيف من كلّ جوانبه المعمارية، والمدنية، والتراثية، والأثرية، يتم من خلالها الحصول على مساحة أوسع مما هي موجودة داخل الحرم.مضيفاً دأبتِ الشركة المتعاقد معها في الأعمال المدنية والمعمارية؛ إلى تقديم الكثير من الجهود التي تصبّ في الخروج برؤية مشتركة لمشروع متكامل من جميع أطرافه، فقدمت تصميم المشروع المتضمن ثمانية احتمالات معمارية، وبعد المداولة والنقاش المستفيض في كلِّ حيثيات المشروع ومعالجاته مع الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة، تم الخروج بتصميم شبه نهائي تضمّنَ اختيار السقف وتحديد نوعية المادة الخاصة به، وتحديد المساحة المفتوحة والمتحركة، وعدد القباب، وقد تم عرضه على مجلس الإدارة في العتبة المقدسة، وتمت الموافقة عليه بعد المداولة.وبين الصائغ تم عرض الموضوع على ديوان الوقف الشيعي الموقر، الذي قام بدوره بتقديم رؤاه الهندسية والمعمارية بالتشاور مع مدير عام الدائرة الهندسية في الديوان المهندس (زهير الأنصاري)، وبعد سنتين من العمل المثمر والمتواصل، والمداولات الثرة بين الشركة المصممة والأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة، عُرض المشروع على رئيس ديوان الوقف الشيعي الموقر سماحة السيد صالح الحيدري، وتمّت الموافقة النهائية على المشروع.وحول المواصفات الفنية أضاف أن مواصفات المشروع العمرانية جاءت كنقلة نوعية في عالم العمارة الإسلامية من كل جوانبه، فكل ركن وجزء من التصميم تمت دراسته بدقة مستفيضة من قبل الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة، والشركة المنفذة للأعمال الهندسية والمعمارية، وديوان الوقف الشيعي، إذ لأول مرة يقام مثل هذا الصرح، ووفق هذا الفضاء الكبير، من دون أن يستندَ إلى أعمدة ساندة داخل الصحن، والمادة التي سيتم تغليف السقف بها اُختيرت بعناية خاصة، ومن شركة لها باع طويل في هذا المجال، فهي ماليزية متخصصة بمجال (المنشآت الحديدية)، ولها أعمالها في أكثر من دولة، والسقف سيحافظ على ما مساحته 40% للاحتفاظ به كفضاء مفتوح يعمل بنظام (sky light)، والتي تسمح بمرور الضوء ورؤية جزء من السماء إلى شكل السطح الداخلي من اجل أن نبقي إيحائية الحرم السابقة، ومساحة 60% سيتم تغليفه بالمرايا والجدران بالكاشي الكربلائي، حرصاً من قبل الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة على الاحتفاظ بالطراز المعماري الإسلامي للحرم ككل.
مبيناً إن المشروع سيتضمن أيضا بناء نوعين من القباب الثابتة، النوع الأول قباب صغيرة عددها أربع عشرة قبة ترمز إلى المعصومين من أهل البيت (عليهم السلام)، والنوع الثاني هي قباب كبيرة عددها أربع، ستوزع على أركان الصحن، الأولى ستكون باسم السيدة أم البنين والدة أبي الفضل العباس(عليه السلام)، والثلاث الأُخر ستكون كل واحدة منها باسم أخ من إخوة أبي الفضل العباس (عليه السلام) والذين استشهدوا في واقعة الطف الخالدة، تم الاعتناء بها بدقة هندسية عالية، وفق معيارية هندسية معمارية إسلامية مدهشة.
مضيفاً و أيضا سيكون من ضمن المميزات المهمة للمشروع، هو أمر التدفئة والتبريد، خصوصاً بعد الإتصال بثلاثة مكاتب استشارية من داخل العراق وخارجه، من الجامعة التكنولوجية ومن بغداد ومن الكويت، وقد قدموا ثلاثة تصاميم متكاملة للتبريد، وعملهم الآن متكامل لم يبقَ إلا الموافقة على إحداها.
أم عن تنفيذ المشروع فقد أضاف المهندس ضياء إنه سيكون على ثلاث مراحل، حيث قد بدأت المرحلة الأولى فعلياً منذ مرحلة التصميم، وبعد الموافقة على مرحلة التصميم المعماري والتي تعد في حسابات الهندسة من أهم المراحل، كونها ستكون أول خطوة على أساسها يتم الولوج في المرحلة الثانية (مرحلة التصميم الإنشائي)، وهنا في المشروع كان من المؤمل أن تتزامنَ في آن واحد في التنفيذ، لكن حرص الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة على الخروج بمشروع متكامل خال من الهنات، وبعد أن تمت الموافقة على التصميم المعماري، كان التصميم الإنشائي جاهزاً كونه مرتبطاً معه منذ البداية.
مبيناً إن أعمال المرحلة الثانية ستكون متكاملة من جميع النواحي، ابتداء من الهيكل الحديدي واستعمال المادة المهيأة للتسقيف وتهيئة (sandwich panel)، وتهيئة (sky light) الخاص بتغطية الأماكن المتحركة، والذي يستخدم الزجاج الفريد من نوعه الذي سيمثل الجزء الثابت والمتحرك من المشروع.
مضيفاً بعدها مباشرة سيتم الانتقال الى المرحلة الثالثة والتي ستمثل مرحلة التنفيذ، والتي بموجبها تم التعاقد مع شركة أرض القدس للمقاولات؛ كجهة مصممة ومشرفة على التنفيذ، حيث سيكون واجبها إكمال التصاميم الإنشائية والمعمارية والزخارف الشركة، ومن واجباتها وضع الشروط والمواصفات الهندسية والمعمارية والكهربائية، ووضع العقود مع الشركات الأجنبية التي سيتم التعامل معها في العتبة المقدسة، وتكون مشرفة عليها.
وقد بين أن الإشراف العام على المشروع سيكون من قبل قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة، نعتقد بأن شركة أرض القدس التي تم التعاقد معها هي التي ستكون مسؤولة عن الاتفاق مع الشركات الأجنبية بالتنسيق مع العتبة العباسية المقدسة، وتنفيذ المشروع سيكون من خلال العمل بمبدأ العمل بالبناء الجاهز، حيث سيتم تهيئة المقاطع الحديدية مسبقاً، وبعدها ينقل إلى العتبة المقدسة لتركيبه على السور، بعد تهيئة المستلزمات الخاصة بالتركيب.
يذكر أن قسم المشاريع الهندسية وقسم الشؤون الهندسية والفنية في العتبة العباسية المقدسة قد نفذا العشرات من المشاريع الكبيرة(ومنها هذا المشروع) منذ تأسيسهما بعد سقوط النظام البائد،وقد تم تنفيذ معظمها بكوادرهما العراقية، وأشرفا على ما تبقى منها والمنفذ معظمه بكوادر عراقية أيضاً تابعة لشركات من خارج العتبة، أو النادر مما نفذه عمالة أجنبية. وكانت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة على لسان الأمين العام العلامة السيد أحمد الصافي كان أدلى بتصريح رسمي لموقع الكفيل مفاده إن الأعمال المختلفة من المشاريع وشراء العديد من المعدات الهندسية والتصنيعية والعلمية والخدمية والسيارات المتنوعة، وذلك لرفد أقسام العتبة بما تحتاجه، لخدمتها ولتطويرها، ولراحة زائريها، يتم بتمويل من ديوان الوقف الشيعي التابع لمجلس الوزراء العراقي، وبنسبة 80% ، بينما يتم تمويل النسبة الباقية - أي 20% - من الأموال الواردة إلى شبابيك الأضرحة المقدسة من الزائرين، وقسم الهدايا والنذور في العتبة المقدسة، والتي ترد فيهما أموال من العراقيين في الداخل والخارج، ومن العرب والأجانب.