على مدى العقود الماضية حققت دولة الإمارات العربية المتحدة إنجازات رائدة في مجال التكنولوجيا النظيفة، بهدف تنويع اقتصادها ومزيج طاقتها.
وبصفتها رائدة في مجال العمل المناخي ، كانت الامارات أول دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا توقع اتفاق باريس وتصدق عليه، وأول دولة تلتزم بخفض الانبعاثات على مستوى الاقتصاد، وأولى دول المنطقة التي تلتزم تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وتعد الامارات اليوم واحدة من أكبر المستثمرين في العالم في مشاريع الطاقة النظيفة ، وقد استثمرت 50 مليار دولار في أكثر من 70 دولة ، بما في ذلك 31 دولة جزرية نامية هي الأكثر عرضة للتأثر بتداعيات تغير المناخ. وتشمل هذه الاستثمارات مزرعة رياح زرافشان في أوزبكستان التي ستزود نصف مليون منزل بالكهرباء، وتسهم في تفادي انبعاث ما يزيد على 11 طناً من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
كما خصصت دولة الامارات استثمارات إضافية بقيمة 50 مليار دولار على مدى العقد المقبل في العديد من البلدان لتسريع لتسريع الانتقال نحو الطاقة النظيفة.
ومؤخراً وقعت الدولة مع الولايات المتحدة الامريكية اتفاق شراكة استراتيجية لتسريع الانتقال إلى الطاقة النظيفة ، وتحقيق الأهداف المناخية المشتركة للدولتين، ودعم أمن الطاقة العالمي؛ إذ تهدف "الشراكة الإماراتية الأميركية لتسريع مسار الطاقة النظيفة"، إلى تحفيز جمع تمويل ودعم بقيمة 100 مليار دولار، وتنفيذ مشروعات للطاقة النظيفة تبلغ طاقتها الإنتاجية 100 غيغاواط في دولة الإمارات والولايات المتحدة والاقتصادات الناشئة بحلول عام 2035.
تتماشى هذه الإنجازات مع جهود دولة الإمارات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ، بما في ذلك الهدف 13 منها، وهو "اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغير المناخ وآثاره".
في عام 2006 ، أطلقت دولة الإمارات "مصدر"، التي أصبحت من أسرع شركات الطاقة المتجددة نموًا في العالم، وتطمح مصدر إلى تحقيق قدرة توليد طاقة تفوق 100 جيجاوات بحلول عام 2030، وقد كان لمصدر دور رئيسي في تشكيل قطاع الطاقة المتجددة في دولة الإمارات والأسواق الدولية.
في عام 2008، عززت دولة الإمارات التزامها الاستدامة من خلال إطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل، التي صارت من الفعاليات الرئيسية لأسبوع أبوظبي للاستدامة.
وبدءاً من الدورة السنوية للجمعية العامة لوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، التي تشهد حفل توزيع جوائز جائزة زايد للاستدامة، تَطور معرض أبوظبي للاستدامة ليصبح من أكبر التجمعات المعنية بالاستدامة في العالم؛ إذ يستقبل مئات العارضين في مجالات الطاقة، والغذاء، والمياه، والإدارة المستدامة للنفايات، والمتحدثين في المؤتمرات ذات الشهرة العالمية.
تعد الإمارات العربية المتحدة الآن مثالاً يحتذى، وهي موطن لثلاثة من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم وأقلها تكلفة.
كما أنها شريك في كثير من المشاريع التحويلية على الصعيد الدولي، بما في ذلك أول مزرعة رياح عائمة لتوليد الطاقة على نطاق تجاري، هايويند اسكتلندا، الواقعة قبالة ساحل أبردين.
في إطار جهود توسيع الوصول إلى الطاقة النظيفة على الصعيدين المحلي والدولي، اختيرت دولة الإمارات لتستضيف المقر جديد للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) في عام 2009.
يقع هذا المقر في مدينة مصدر بأبوظبي، وهي مشروع تطوير حضري مستدام رائد بدأ في عام 2008، يحتضن اليوم تجمعًا متناميًا للتقنيات النظيفة، وواحد من أعلى تركيزات المباني الصفرية الكربون في العالم.
أظهرت دولة الإمارات العربية المتحدة التزامها الطويل الأمد تجاه تحول الطاقة، من خلال الشراكة مع آيرينا لإطلاق منصة تسريع تحول نظام الطاقة (ETAF) بقيمة مليار دولار، وتهدف تلك الآلية العالمية لتمويل المشروعات المناخية إلى تسريع التحول إلى الطاقة المتجددة من خلال دعم توفير 1.5 جيجاواط من قدرات الطاقة المتجددة الجديدة في البلدان النامية بحلول عام 2030.
ومع ذلك، لا تقتصر مشاركة دولة الإمارات على المشروعات الواسعة النطاق؛ فعلى مدار الخمسة عشر عامًا الماضية، كانت تدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، والمنظمات غير الربحية والمدارس، بتمويل حيوي من خلال جائزة زايد للاستدامة.
وقد كان للفائزين بالجائزة البالغ عددهم 96 حتى الآن أثر إيجابي في حياة المجتمعات، خاصةً في الدول الأكثر عرضة لتداعيات التغير المناخي، من خلال تشجيع إنشاء المشروعات المحلية في مجالات الغذاء والطاقة والمياه والصحة.
تشكل النظم الغذائية نحو ربع انبعاثات الكربون العالمية، ولذا تتخذ دولة الإمارات نهجًا شاملاً للعمل المناخي. وفي العام الماضي اشتركت الدولة مع الولايات المتحدة في إطلاق مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ، وسيساعد البرنامج الإماراتي الأميركي على ازدهار الاستثمار والابتكار في مجال التكنولوجيا الزراعية الذكية مناخيًا بمشاركة عشرات الدول.
لا يكفي ذكر هذه المبادرات وحدها لإيضاح العمق الحقيقي لجهود العمل المناخي في دولة الإمارات، وإذ تتعاون الدولة مع جمهورية مصر العربية الشقيقة والمجتمع الدولي في مؤتمر COP27، فإنها تستعد بالفعل لمؤتمر COP27 بدولة الإمارات، راجيةً أن تستطيع مواءمة الطموح العالمي مع العمل، ومواصلة دورها في بناء توافق الآراء نحو تقدم أكبر في العمل المناخي.