أقامَ قسمُ التربية والتعليم العالي في العتبة العبّاسية المقدّسة محفله المركزيّ السنويّ للقرآن الكريم، الذي عُقِد تحت شعار: (لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ) على حدائق جامعة العميد، تيمّناً بليالي شهر رمضان المبارك وضمن فعّاليات برنامج (الأُذن الواعية) الخاصّ بمدارس مجموعة العميد التعليميّة.
المحفل شهد حضور عددٍ من أعضاء مجلس إدارة العتبة العبّاسية المقدّسة ورؤساء أقسامها، فضلاً عن حضور مجموعةٍ من أساتذة الجامعة، وجمعٍ غفيرٍ من أولياء الأمور وعددٍ كبير من المعلِّمِين والمتعلِّمينَ في مدارس مجموعة العميد التعليميّة.
استُهِلَّ المحفلُ بقراءة بعض الآيات القرآنيّة بصوت الطالب منتظر فلاح جمعة، تلتها كلمةُ قسم التربية والتعليم العالي التي ألقاها المُشرِفُ على الملفّ التربويّ في القسم الأستاذ وسيم النافعي، وبيّن فيها "إذا ما أُريد لأمّةٍ أن تنهض نهضةً شاملةً لا بُدّ أن يكون لها مجتمعٌ متعلّمٌ مثقّفٌ واعٍ، له نظامه التربويّ الذي يُؤطِّر سلوكه وتعاملاته مع ما حوله، وفي إطار رؤية العتبة العبّاسية المقدّسة وسعيها إلى تشخيص مكامن الحاجة في المجتمع، فقد أخذ قسمُ التربية والتعليم العالي على عاتقه تحقيق هذا الهدف الأسمى، الذي أُنشِئت من أجله مدارسُ مجموعة العميد التعليميّة، واختطّت لنفسها برنامجاً تربويّاً وتعليميّاً مثّلَ بصمةً علميّةً وتربويّة ودينيّة".
وأضاف "من البرامج التي عملت عليها المعاونيّةُ التربويّة في قسمنا برنامج (الأذن الواعية)، الذي جعل من حفظ السور القرآنيّة حفظًا واعيًا، ولأجل تطوير المهارات (الاستقباليّة والتعبيريّة) لدى المتعلِّمِين؛ عبر استيعاب المضامين والمقاصد التي تهدف إلى تمكين المتعلِّم من حفظ القرآن الكريم، وتعلُّم أحكام التلاوة والتجويد الصحيحة للآيات القرآنيّة، والتدبّر في معاني هذه الآيات وارتباطها بأهل البيت(عليهم السلام)؛ من طريق معرفة أسباب نزولها، وتفسير آياتها، وبيان مقاصدها، والكشف عن أحكامها الدينيّة".
وتابع النافعي أنّ "قسم التربية والتعليم العالي يؤكّد في جميع محطّاته التعليميّة وثاقة الصِّلَة مع أولياء الأمور، ذلك أنّ العمليّة التربويّة بكلّ أبعادها معادلةٌ متفاعلة، بُغية تأدية هذه الرسالة على خير وجهٍ للوصول إلى النتائج الطموحة، وإلّا فالتعليم قضيّة مجتمعيّة لابُدّ أن يشارك فيها المجتمع بمؤسّساته المختلفة، لنضمن بذلك تطبيق برامج التطوير التربويّ بأبعاده الجديدة المتنوّعة ما استطعنا إليه سبيلًا".
تلا ذلك ترتيلُ بعض السور القرآنيّة بأصوات عددٍ من قرّاء العتبة العبّاسية المقدّسة ومجموعة العميد التعليميّة، أعقبها تقديمُ فواصل إنشاديّة وإلقاء قصائد شعريّة قدّمها عددٌ من متعلِّمِي مدارس مجموعة العميد، ليكون مسك ختام المحفل بتكريم المشاركين.