المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة في ذكرى مولد الإمام المهدي "عجل الله فرجه الشريف" والذكرى الثامنة لصدور فتوى الدفاع الكفائي


  

1474       02:51 صباحاً       التاريخ: 19-3-2022              المصدر: aljawadain.org
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وأفضلُ الصلاةِ وأتمُّ التسليم على النبيِّ المصطفى الأمين، وعلى آلهِ الأئمةِ الهداةِ المعصومين ..
السلامُ على الإمامينِ الكاظمينِ الجوادينِ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه ..
السلامُ عليكَ يا مولاي يا صاحبَ العصرِ والزمانِ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه ..
السلامُ على أرواحِ الشهداءِ الزاكيةِ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه ..
السادةُ الحضور مع حِفظ ِالمقاماتِ والألقاب.. السلامُ عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته..
إنه ليومٌ مباركٌ، ومكانٌ مباركٌ أنْ نلتقيَ في رحابِ اللهِ تعالى، وفي رحابِ مراقدِ خلفائهِ في أرضه، ونحنُ نحتفي بمناسبتينِ عظيمتينِ كريمتينِ، الأولى ذكرى ولادةِ الطلعةِ البهيةِ لإمامِنا الحجةِ بنِ الحسنِ المهدي (صلوات الله عليه)، والأخرى الذكرى السنويةُ لولادةِ الفتوى المباركةِ للدفاعِ الكفائيِّ التي أصدرَها نائبُ الإمامِ المهديِّ السيدُ عليُّ الحسينيُّ السيستانيُّ (دام ظله).
إنَّ ذكرى ولادةِ الإمامِ المهديِّ (عليه السلام) والتطلُّعَ إلى فرجهِ الشريفِ لَهِيَ مناسبةٌ إنسانيةٌ وإسلاميةٌ مهمَّةٌ؛ لتحقيقِ السعادةِ والخيرِ والبركةِ للبشريةِ كُلِّها، وكما جاءَ على لسانِ جدِّه الصادق الأمين (صلى الله عليه وآله وسلم) في الدعوةِ لانتظارِهِ، والاستعدادِ لأيامِه بقوله: (لَوْ لَمْ يبقَ من الدنيا إلا يومٌ واحدٌ لَطَوَّلَ اللهُ ذلكَ اليومَ حتى يخرجَ ولديَ المهديُّ فيملأَ الأرضَ قسطًا وعدلًا بعدما مُلِئَتْ ظلمًا وجورًا)، فهذهِ الولادةُ التي نحتفي بها إنما هي ٱحتفاءٌ بالمبادىءِ الإنسانيةِ والإسلامية، والسعيُ نحو آمالِ الأمةِ التي تبحثُ عن سعادَتِها، وليست مجرَّدُ ٱجتماعاتٍ نتحدثُ فيها عن سيرةِ إمامِنا المباركةِ عامةً، بل هي عقيدةٌ راسخةٌ يجبُ علينا أنْ نعملَ على تحقيقِ مقدماتِها للوصولِ إلى نتائِجِها المباركَة، فَمُقَدِّماتُها هو إعلانُ البيعةِ والولاءِ والعهدِ على إمامتِهِ (صلواتُ اللهِ عليه)، ونتائِجُها الارتباطُ العقائديُّ به، والاستعدادُ لظهورِهِ الشريف، وتحقيقُ ما تصبو إليهِ دولَتُهُ الكريمة، وهذا يتطلَّبُ من الجميعِ معرفَةُ ذلكَ، والعملُ على أساسِهِ، ونشرُ الثقافَةِ المهدويةِ في المجتمع، من خلالِ فعالياتٍ متعدِّدَةٍ تقومُ بها المؤسساتُ المختلِفَةُ، وما وجودُنا في هذا المكانِ المقدَّس إلا هو واحدةٌ من تلكَ الفعالياتِ المهدويَّةِ في الأمة.
وأما مولودُنا الآخَرُ الذي شهدناهُ وعاصرناهُ وتشرَّفنا أنْ نكونَ تحتَ لوائِهِ، والإجابَةِ لندائِهِ، هي تلك الفتوى التاريخيةُ لسماحةِ سيدِنا المفدى التي ٱنطلقَتْ في مثلِ هذهِ الأيامِ قبلَ أعوامٍ ثمانية، فكانَ الصادِحُ بدعوتِها نائبُ مَنْ نحتفي اليومَ بولادتِهِ المباركة (عليه السلام)، وكانَ مكانُ ٱنطلاقِها بقعةَ الأحرارِ والفداء من أجلِ العقيدةِ والمقدسات، كربلاءَ الإباء، كربلاءَ سيدِ الشهداء (عليه السلام)، هذهِ البقعةُ التي ما زالت منذ أربعةَ عشرَ قرنًا تُذكِّر البشريةَ أنَّ الدماءَ الزاكيةَ سيبقى صداها في ضميرِ الأمة ما بقيَتْ الدنيا، ويتوارثُ لِوَاها الأحرارُ جيلًا بعدَ جيل.
ومن مصاديق الإباء والتضحية والفداء هي الانتفاضة الشعبانية المباركة التي نعيش ذكراها هذه الأيام ونستذكر تضحيات المؤمنين من أجل العقيدة والوقوف ضد الظلم، وإعلان البراءة من الطاغية ونظامه المُباد، وبهذه المناسبة الكريمة سيتم إزاحة الستار عن عمل فني نفذه خدم الإمامين الجوادين (عليهما السلام) في وحدة النقش والزخرفة ليجسدوا من خلاله انتفاضة شعبان ولتبقى ذكراها حيةً في ضمير أبنائنا والأجيال المتعاقبة فهي ثمرةٌ من ثمرات النهضة الحسينية وإسهام في تمهيد لدولة الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) والذي نحتفي اليوم بذكرى مولدهِ المبارك.
السادة الحضور..
إنَّ ٱستذكارَ يومِ الفتوى هو ٱستذكارٌ لمدادِ العلماء، ودماءِ الشهداء، ويجبُ علينا أنْ نحفظَ ذلكَ المدادَ المبارَك، وتلكَ الدماءَ الزكية؛ لتبقى جذوَتُها حيَّةً في الأمة، وتتناقَلُها الأجيالُ وتفخَرُ بها وبصفحاتِها التاريخيةِ المُشْرِقَة، لقد شَهِدْنا -وكُلُّنا شهودٌ أمامَ الله- تلكَ الاستجابةَ العظيمةَ التي لا مثيلَ لها، في تطوعِ إخوتنا وأبنائِنا المجاهدينَ مع الجيشِ العراقي والقوات الأمنية والتسابق معهُما من أجلِ تلبيةِ نداءِ العقيدة في مثلِ هذهِ الأيام، بل كانَتْ هناكَ أروعُ الأمثلَةِ في البطولةِ والفداء، فقدَّمَ الآباءُ والأمهاتُ والأزواجُ أفلاذَ أكبادِهِم قربانًا للمقدسات، فكانَ النصرُ الإلهيُّ ثمارَ ولائِهِم ودفاعِهِم، ودعائِهِم وٱستجابَتِهِم، ودموعِهِمْ ودمائِهِم .. فماذا نقدمُ لهم وفاءً لمواقفِهِم ؟!!.. وكيفَ نستذكِرُهُم لإحياءِ ذِكْرَاهم؟!!.. وما هي مسؤوليتُنا التاريخيةُ أمامَ أهليهِمْ وأبنائِهِمْ وأبنائِنا ؟!! إنَّ مسؤوليتَنا اليومَ هيَ كبيرةٌ جدًّا في الحفاظِ على ذلكَ التأريخِ المُشْرِقِ المُشَرِّفِ الذي عهدناه، ويجبُ علينا أنْ نحافظَ عليهِ، ونتمسكَ به، ونُعَلِّمَهُ للأجيال، وخصوصًا شبابُنا الذي هو بأمسِّ الحاجةِ إلى هذا النميرِ العذبِ الذي لا يَنْضَب، وهم في وسطِ تلكَ الدعواتِ المختلفةِ التي تحاولُ التأثيرَ على عقائِدِهِم، وموروثِهِم الإسلاميِّ، والأخلاقيِّ، والتربويِّ، وهذا لا يكونُ إلا من خلالِ العملِ الجادِّ المخلِص في الجوانبِ المختلفة، والفعالياتِ المتعددةِ التي توثِّقُ ذلك، فالباحثونَ والمؤلفونَ، والمبدعونَ والمثقفونَ والمؤمنونَ، وجميعُ شرائحِ المجتمعِ عليها أنْ تعملَ من أجلِ الوفاءِ لخلودِ تلكَ الفتوى وتلكَ الدماء، وأنْ لا ننسى هذا اليومَ العظيمَ، بل نجعلَهُ عهدًا نتوارثَهُ من خلالِ مشاركاتِنا في تخليدِه، فالجامعاتُ والمدارسُ والمؤسساتُ الحكوميةُ ومؤسساتُ المجتمعِ المدنيِّ عليها أنْ يكونَ لها موقِفٌ مباركٌ تجاهَ ذلك، وما أعظَمَهُ أنْ يكونَ أسبوعُ الفتوى في كُلِّ عامٍ نحتفي بهِ من شمالِ العراقِ إلى جنوبِه، فالأمةُ العظيمةُ الحيَّةُ هي التي تستذكِرُ مواقفَها التاريخيَّةَ العظيمة، ولا تتنازلُ عنها مهما كانت الظروف.
ختامًا أيها الإخوة ..
إننا إذ نعيشُ هذهِ الأيامَ المباركةَ لاستذكارِ ولادةِ إمامِنا وفتوى مرجعيتِنا، علينا أنْ نبتهلَ إلى اللهِ تعالى ونعاهِدَهُ بالعملِ على التهيئةِ لظهورِهِ الشريف، وأنْ نكونَ من أنصارِهِ وأعوانهِ والذابينَ عنه، والمحامينَ عنه، والممهدينَ لدولتِه الكريمة، والتمسكِ بتعاليمِ الشريعةِ المقدسةِ، وأنْ نكونَ خيرَ جنودٍ له وللمرجعيةِ الدينيةِ المباركة .. والعاملين على التمهيد لدولة الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) فبقلوب مؤمنة ونيات صادقة لنتوجه في هذا المقام بدعاء تعجيل الفرج لإمام عصرنا وزماننا:
(اللّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ في هذِهِ السّاعَةِ وَفي كُلِّ ساعَةٍ وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَليلاً وَعَيْناً حَتّى تُسْكِنَهُ أَرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً برحمتك يا أرحم الراحمين) والحمد لله أولا وآخرا وصلواته وسلامه على رسوله وآله دائما سرمدا.. والسلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.
الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة
الخميس 13 شعبان 1443 هـ
17 آذار 2022م


Untitled Document
منتظر جعفر الموسوي
الموازنة العامة : ادوارها وانواعها ومراحلها
طه رسول
الأسبرين الدواء قديم بأسرار كيميائية
أنور غني الموسوي
التسقيط والارهاب الفكري والقتل المعنوي
حسن الهاشمي
الآثار الوضعية للذنوب... النجاة في اتباع السبيل...
أنور غني الموسوي
بيان الله تعالى في القرآن الذي يبين كل شيء
د. فاضل حسن شريف
(لا تلفظ اللام الشمسية بعد لام الجر) في كلمة للناس في...
أنور غني الموسوي
الدليل العقلي والفلسفي القرآني على وجود الله تعالى...
نجم الحجامي
صحابة باعوا دينهم -9 [ الحتات بن يزيد بن علقمة ]
نجمة آل درويش
منْ حقي أنْ أتزوجَ !
مجاهد منعثر الخفاجي
قراءة في أطروحة الدكتوراه لـ أ.د/ فرات عبد الحسن كاظم...
.مرتضى صادق
تأثير الموجات الصوتية على الحشرات
علي الحسناوي
إجازة الخمس سنوات للموظف
طه رسول
التنظيم الحيوي لنشاط الإنزيمات في الجسم البشري
د. فاضل حسن شريف
(لا تلفظ اللام الشمسية بعد لام الجر) في كلمة للناس في...