لمناسبة الذكرى العطرة لولادة مكنونة الكمالات وخزين الفضائل والمكارم والحسنات، سيدة نساء العالمين وبنت أشرف الانبياء والمُرسلين وزوج سيد الوصيين، فاطمة الزهـراء "عليها السلام"، أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة حفلها المركزي البهيج بحضور نائب الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة المهندس سعد محمد حسن، وأعضاء مجلس الإدارة الموقّر، ووفود العتبات المقدسة والمزارات الشريفة وعدد من الشخصيات الدينية والاجتماعية وجمع غفير من زائري الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام" الذين جاءوا للتشرّف بإحياء هذا الحفل المبارك مؤكدين التزامهم بالنهج الرسالي والارتباط الوثيق بأهل بيت النبوة "عليهم السلام". استُهل الحفل بتلاوة أيٍ من الذكر الحكيم شنّف بها أسماع الحاضرين القارئ الدكتور رافع العامري، بعدها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ألقاها نائب أمينها العام وجاء فيها: (إنه يوم عظيم.. يوم أطلّت على الدنيا امرأةٌ تضاهي هِمَمَ الرجال.. امرأةٌ هي عنوانُ القداسة والشرف.. امرأةٌ جسّدت الهويةَ الإسلامية بالتزامها طاعةِ الله.. ويشهد التاريخ على الاحترام الكبير الذي أولاه رسولُ اللهِ محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لهذا المولودِ النبيل، لكي يُلفتَ الأنظارَ إلى عظمةِ المرأةِ.. ومكانتِها في المجتمع، وأنها ليست أدنى من الرجل.. فهذا اليوم هو يومُ افتخارٌ للمرأة المسلمة.. يومَ ولادةِ المثلِ الأعلى للنساء.. لذا باسمكم جميعا نرفع إلى مقام صاحب العصر والزمان الحجة بن الحسن أزكى التهاني والتبريكات والى العالمين الإسلامي والإنساني بهذه المناسبة الكريمة التي لا بد أن نخرج منها بفوائد روحية ومعنوية تنعكس على اخلاقنا وسلوكنا وحياتنا اليومية.
وأضاف: إن سعادةَ البلدان وشقاءَها منوطان بوجود المرأة.. فبتربيتها الصالحة يُصنَعُ الإنسانُ، وتُعَمّرُ البلدانُ.. وإن أحضانَ المرأة منطلقُ جميع السعادات.. ولكن للأسف هناك أصوات تريد أن تجعل من المرأة ألعوبةً.. وعلينا أن نسكت تلك الأصوات بأفعالنا لا بشعاراتنا.. بالتزام النساء الحجاب.. بإعطاء المرأة دورَها الذي وُجدت من أجله.. وهو بناء الأسرة وصنع الرجال.. فالمرأة مبدأ جميع الخيرات.. والتاريخ يشهد على عظمةِ المرأة ودورِها الريادي).
أعقبتها كلمة محاضرة لفضيلة الشيخ منير العامري "دامت توفيقاته" بيّن خلالها قائلاً: ( إن أجمل ما نحتفي به في مثل هذا اليوم .. يوم ولادة السيدة الزهراء "عليها السلام"، هو التعريف بها وبيان قداستها وفضائلها وصفاتها والسرّ المستودع فيها من خلال مقامها الشريف، وأن مسؤوليتنا تحتم علينا أن نعرفها ونُعرّف الناس بها ولو بالقدر الذي يسمح به وسعنا ووسعهم، فنُعرّف بكلامها الذي هو نُور يستضاء به، ونبيّن أمرها الذي يهدي إلى الرشاد، وندل على فعلها الذي هو محض الخير، ونُشيد بسماتها المفضية للإحسان ونثني على سجيتها المعتادة على الكرم، موضحاً عبارة (أم أبيها) التي أطلقها عليها رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" وحجيتها على الخلق حين نالت أعلى درجات الكمال).
وبعدها كان لشاعر أهل البيت صفاء الدفاعي قصيدة بهذه المناسبة بعنوان: (أميرة الرحى)
تبعتها مشاركة لفرقة إنشاد الجوادين بقراءة أنشودة بعنوان: (الزهراء أملنا) التي ترنّمت بحق السيدة الزهراء "عليها السلام"، تلتها مشاركة للشاعر محسن الجوراني بقصيدة عنوانها: (نهر الندى)، بعدها مشاركة للمنشد هاشم الساعدي بروائع الكلمات والأهازيج معبّراً عن الولاء المُطلق لصاحبة الذكرى "عليها السلام" ليختتم الحفل بأكف مرفوعة للمولى العليّ القدير بتعجيل فرج مولانا صاحب العصر والزمان، وقراءة سورة الفاتحة المباركة أهُدي ثوابها لجميع أموات المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لا سيما شهدائنا الأبرار.