يحتفظ التاريخ بثلة من النساء اللاتي كان لهن الدور الريادي والمواقف الإنسانية والبطولية التي تستحق الخلود، وإحياءً لذكرى وفاة سليلة الشرف والشجاعة وباب الوفاء السيدة الزكية أم البنين زوج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليهما السلام"، أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة منهاجاً تأبينياً خاصاً بهذه المناسبة الأليمة في رحاب الصحن الشريف بمشاركة خطيب المنبر الحُسيني فضيلة الشيخ أحمد الدُر العاملي "دامت توفيقاته"، واستعرض خلال محاضراته نسب صاحبة الذكرى ونشأتها ومقامها وفضائلها المباركة، واقترانها بمولى الموحدين، ورعايتها للبيت العلوي، وسمو مكانتها ومنزلتها عند أهل بيت النبوة "عليهم السلام"، فضلاً عن ولائها وإخلاصها لسيد الشهداء عندما قدمت أبناءها الأربعة يتقدمهم الأخ الأكبر قمر بني هاشم أبو الفضل العباس لمنحر الشهادة والفداء في يوم عاشوراء ليكونوا خير معين لسيدهم ومولاهم الإمام الحسين "عليه السلام".
وأكدت تلك المحاضرات على ضرورة تربية الرجل والمرأة للنفس على المُثل والقيم التي تركتها السيدة أم البنين والتحلي بسيرتها وأخلاقها وجعلها منهجاً تربوياً في الحياة.
وشارك في مجالس العزاء مجموعة من رواديد مدينة العتبة المقدسة بالقصائد والمراثي التي جسدت المواقف العظيمة لأم البنين، بحضور الجموع الغفيرة من الزائرين الكرام الذين توافدوا إلى الحرم الكاظمي الشريف لتقديم العزاء بهذه المناسبة الأليمة.