بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين..
السلام على الإمامين الهمامين موسى الكاظم ومحمد الجواد ورحمة الله وبركاته..
السلام على من اجتمعنا لبيان قضيته الإمام المهدي المنتظر ورحمة الله وبركاته..
يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ هذا يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَهُوَ يَوْمُكَ الْمُتَوَقَّعُ فيهِ ظُهُورُكَ وَالْفَرَجُ فيهِ لِلْمُؤْمِنينَ عَلى يَدَيْكَ وَقَتْلُ الْكافِرينَ بِسَيْفِكَ وَاَنَا يا مَوْلايَ فيهِ ضَيْفُكَ وَجارُكَ وَاَنْتَ يا مَوْلايَ كَريمٌ مِنْ اَوْلادِ الْكِرامِ وَمَأْمُورٌ بِالضِّيافَةِ وَالْاِجارَةِ فَاَضِفْني وَاَجِرْني صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكَ وَعَلى اَهْلِ بَيْتِكَ الطّاهِرينَ.
السادة الحضور.. الضيوف الكرام.. الشعراء والأدباء.. كل محفوظ بمقامه.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لا يخفى على المبدعين في الأدب والشعر العربي أن أجواء الشعر وما يحمله من قيم وجماليات إنسانية جعلت من المهرجانات والملتقيات الشعرية تقاليد ثقافية مهمة وضرورية لإدامة المشهد الابداعي وتفعيله، فهي تسهم الى حد كبير في تنشيط الحراك الثقافي وإبراز التجارب الجديدة وإشاعة روح المنافسة الإبداعية الحرة بين هذه التجارب لتقديم الأفضل، لأهمية الابداع في حياتنا وتفجير الطاقات الكامنة في نفوس المبدعين وأصحاب الأقلام الحرة ومن أجل هذا نلتقيكم اليوم في المهرجان السنوي السابع للشعر العربي وتحت شعار (القضية المهدوية في قوافي الولاء) لتوظيف فن الشعر العربي لإشاعة ثقافة الانتظار وخدمة العقيدة المهدوية وترسيخها في أذهان المجتمع.
إن قضية الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) قد شغلت مساحة واسعة في الأدب وفي ضمائر الشعراء لما تمثله من أمل ينتظره عشاق أهل البيت (عليهم السلام)، والدعوة إلى تأسيس دولة العدل الإلهي فكانت لقصائدهم دور كبير في ربط الموالين بإمام زمانهم وشدهم إليه عاطفيا واستنهاض الهمم للتمهيد والانتظار واستصراخهم لنشر القسط والعدل ومحاربة الظلم والجور الذي صار مهيمنا على المشهد العالمي.. ولله در الشاعر السيد رضا الهندي (رحمه الله) الذي جسد صورة من صور الانتظار والأمل قائلا:
يا صاحبَ العصرِ أدرِكنا فليسَ لنا ... وِردٌ هنيٌّ ولا عَيـْــشٌ لنــــــا رَغـَــدُ
طالت علينا ليالي الانتظـــارِ فـَهَلْ ... يا ابنَ الزكيِّ للـــيلِ الانتظارِ غَـــدُ
فاكحُلْ بطلعتِك الغـَـرّا لنا مُقـَــــلاً ... يكـــادُ يــأتي على إنسانِــها الرَّمَــــدُ
ها نحنُ مرمىً لنَبلِ النائباتِ وهَـلْ ... يُغني اصْطِبارٌ وَهَى مِن دِرعِه الزَرَدُ
فانهَضْ فَدَتْكَ بقايا أنفُــسٍ ظَفَـرَتْ ... بــــها النوائـــِـــبُ لمـّــا خَانَها الجَلَــدُ
السادة الحضور..
كلنا أمل أن يكون هذا المهرجان نسخةً متميزةً لارتباطها بقضية معاصرة لها علاقة بالعالم أجمع وليس بالمسلمين فقط ألا وهي ظهور المخلص الموعود الذي يرفع معاناة البشرية.. وأية معاناة أبشع من الشعور بالظلم والقهر والتعرض إلى الجور والتعسف والحرمان؟!!.. فمهرجاننا هو في الواقع مناسبةٌ طيبة لالتقاء الشعراءِ والأدباء في رحاب الإمامين الكاظمين الجوادين (عليهما السلام)، فضلا عن قيامهم بواجبهم الأخلاقي والديني في نصرة القضية المهدوية وإظهار صورهم الشعرية الجميلة وتجسيد تطلعاتهم وعلاقتهم بالإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه).
ختاما نتوجه بالشكر الجزيل والثناء الجميل إلى اللجنة المنظمة للمهرجان الشعري المنبثقة من اللجنة التحضيرية للمؤتمر العلمي السنوي العاشر الذي أقيم في الجمعة الماضية والشكر موصول إليكم أيها الشعراء المشاركون في خدمة القضية المهدوية وشكرا لكل العاملين من داخل العتبة وخارجها لإنجاح هذه النشاطات الثقافية وتسجيل حدث إبداعي جديد على ساحة الأدب والشعر العربي الأصيل في هذه الرحاب الطاهرة.. وها نحن من هذ المكان نضم صوتنا الى صاحب هذه الابيات ونتمثل بقوله:
يَا صَاحِبَ الأَمْرِ صَرْفُ الدَّهْرِ أَعْيانا والصَبْرُ قَدْ عِيلَ فَاسْمَعْ بَثَّ شَكْوَانَــا
واطْلُـبْ مِـنَ اللهِ جـَبـَّارِ السـّمَـا فَرَجـاً تَكُـنْ بِـهِ يـَا إِمـَامَ الـعـَصـْرِ سُلـْطـَانـَا
لِتَمْـلأَ الأَرضَ قِسْـطاً بَعْدَمَـا مُـلِـئَتْ ظـُلْمـاً وَ تَـمْـلأهَــا عَـدْلاً وإِحْـسـَـانــَا
قـَوَاعِدُ الدِّيـنِ يَا ابـْنَ المُـصْطَفَى هُدِمَتْ فَانْهَـضْ وَشَـيِّـدْ لِـدِيـنِ الـلـهِ بُـنْـيَـانَـا
فلنتوجه معا إلى الله تعالى بدعاء تعجيل الفرج.. اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً برحمتك يا أرحم الراحمين والحمد لله أولا وآخرا وصلواته وسلامه على رسوله وآله دائما أبدا سرمدا.. والسلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.
خادم الإمامين الكاظمين الجوادين عليهما السلام
الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة
أ. د. حيدر حسن جليل الشمري