مصبا- دار حول البيت يدور دورا ودورانا : طاف به . واستدار
بمعنى دار. والدار معروفة ، وهي مؤنّثة ، والجمع أدور ، وتهمز الواو ولا تهمز
وتقلب فيقال آدر ، وتجمع أيضا على ديار ودور. والأصل في اطلاق الدور على المواضع ،
وقد تطلق على القبائل مجازا. والدار الصنم وبه سمّى فقيل عبد الدار. والدارة :
دارة القمر وغيره ، سمّيت بذلك لاستدارتها ، والجمع دارات. ودائرة السوء : النائبة
تنزل وتهلك.
مقا-
دور : أصل واحد يدلّ على احداق الشيء بالشيء من حواليه ، يقال دار يدور دورانا.
والدوّاري : الدهر ، لأنّه يدور- بالناس أحوالا. والدوار : مثقّل ومخفّف : حجر كان
يؤخذ من الحرم الى ناحية ويطاف به ، ويقولون هو من جوار الكعبة التي يطاف بها.
والدوار في الرأس هو من الباب ، يقال دير به وادير به ، فهو مدور به و مدار به.
والدائرة في حلق الفرس : شعيرات تدور وهي معروفة. ودارت بهم الدوائر أي الحالات
المكروهة أحدقت بهم. والدار أصلها الواو.
والدار
: القبيلة- ألا أنبئكم بخير دور الأنصار ، فلم تبق دار الّا بنى فيها مسجد ، أي
قبيلة. والداري : العطّار- مثل الجليس الصالح كمثل الداري ان لم يحذلك من عطره
علقك من ريحه ، وانّما سمّى داريّا من الدار أي هو يسكن الدار ، والداري الرجل
المقيم في داره لا يكاد يبرح. والدارة أرض سهلة تدور بها جبال. وأصل الدار دارة.
مفر-
الدار : المنزل اعتبارا بدور انها الّذى لها بالحائط ، وقيل دارة ، وجمعها ديار ، ثمّ
تسمّى البلدة دارا ، والصقع دارا ، والدنيا كما هي دارا ، والدار الدنيا والدار
الآخرة اشارة الى المقرّين في النشأة الاولى والنشأة الاخرى ، وقيل دار الدنيا
ودار الآخرة- {لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ} [الأنعام : 127] ، {دَارَ الْبَوَارِ...} [إبراهيم : 28] ، {خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ...} [البقرة : 243] ، {سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ } [الأعراف : 145] ، أي الجحيم. وقولهم ما بها من ديّار أي ساكن ، وهو
فيعال ، ولو كان فعّال لقيل دوّار ، كقولهم قوّال وجوّاز.
صحا-
الدار مؤنّثة ، وانّما قال { وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ} [النحل : 30] ، وذكّر على معنى
المثوى والموضع ، كما قال نِعْمَ الثَّوٰابُ وحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً ، فأنّث على
المعنى ، وأدنى العدد أدؤر ، فالهمزة فيه مبدلة من واو مضمومة ، ولك أن لا تهمز ، والكثير
ديار ، والدارة أخصّ من الدار ، والدارة التي حول القمر وهي الهالة. وما بها من
ديّار أي أحد ، وهو فيعال من درت وأصله ديوار ، قلبت الواو ياء مثل أيام وقيّام
وتدوير الشيء : جعله مدوّرا ، والمداورة كالمعالجة. والداري العطّار وهو- منسوب الى
دارين فرضة بالبحرين فيها سوق كان يحمل اليها مسك من ناحية
الهند.
ودير النصارى أصله الواو ، والجمع أديار ، والديراني صاحب الدير.
[فظهر
انّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو الاحاطة. وتوضيح ذلك انّه قد مرّ في مادّة
حوط : انّ الاحاطة يلاحظ فيها جهة الاستيلاء بالرعاية والتوجّه ، وفي الاحداق :
بالنظر ، وفي الاطافة جهة الطواف ، وفي الاستيلاء جهة الولاية ، وأمّا الدور :
فيلاحظ فيه جهة الدوران من حيث هو وفي نفسه ، من دون نظر الى جهة نظر أو طواف أو
ولاية.
فهذا
المعنى مفهوم كلّى له مصاديق خارجيّة ومعنويّة ، منها الدائرة أي الخطّ الّذى على
شكل الدائرة الهندسيّة ، ومنها ما يدور في حلق الفرس من الشعيرات ، ومنها المكاره
التي تدور على الإنسان ويقال لها دائرة السوء والتعبير بالدائرة لاتّصالها وعدم
تكسّر وانقطاع فيها ، والدوّار مبالغة وكذلك الدوّاري بمعنى الدهر الّذى يدور على
الموجودات ، والديّار فيعال صفة كالقيد والبيطار بمعنى ما يدور وهو أخصّ من
الدابّة ، والدار اسم لما فيه دور أي محوطة مخصوصة ظاهرا أو معنا أو اعتبارا ، والادارة
هو جعل أمر في دور وذا دائرة وهو كناية عن الاستحكام وجعله في جريان متّصل.
{إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً
حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ} [البقرة : 282] - أي تجعلونها دائرة
وجارية بالدوران بينكم.
{وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ ... } [يوسف : 109] ، {يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ... } [يونس : 25] ، {دٰارُ الْمُتَّقِينَ ... } ، {دَارُ الْخُلْدِ...} [فصلت : 28] ، {دار الْقَرٰارِ...} ، {فِي دارهم...} ، {مِنْ دِيٰارِكُمْ ... } ، {مِنْ ديارهم ...} ، {مِنْ ديارنا ...} ، {دار الفاسقين ...} ، {دار الْبَوٰارِ... } ، {دَارَ الْمُقَامَةِ} [فاطر : 35] - فالوسع والضيق
في الدار مربوط على حدود متعلّقها ومقدار ما تنسب وتضاف اليه ، وكذلك من جهة كونها
محسوسة أو معقولة ، دنيويّة او اخرويّة ، ويجمعها ما يدور ويحيط بأي عنوان كان من
دائرة الحياة الدنيا ، الحياة الآخرة ، دائرة السلامة ، البوار ، دائرة الحياة
للمتّقين ، للفاسقين ، وغيرها.
{عاقبة الدار ... } ، {عُقْبَى الدار...} ، {ذِكْرَى الدار...} ، {سُوءُ الدار } - راجع الخلص.
يراد ما
ينتج من تلك الحياة الدنيويّة وما يتحصّل فيها وفي عاقبتها من خير وسوء. وأمّا ذِكْرَى الدارفمفعول
لأجله.
{أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيٰارِكُمْ ... } ، {وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ...} [الممتحنة : 9] ، {فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ...} [الأعراف : 78] ، {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ
وَدِيَارَهُمْ... } [الأحزاب : 27] ، {كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ ...} [الأنفال : 47] ، {وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ
دِيَارِنَا...}
[البقرة : 246] ، {وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ} [البقرة : 85] - أي البيوت
الخاصة بهم ، أو البلاد والقرى التي يسكنون فيها ويقيمون فيها توطّنا.
وأمّا
التعبير بالدار والديار في هذه الموارد دون البيت والحياة والبلد وأمثالها : فانّ
النظر الى مجرّد دائرة الحياة من حيث هي ، من غير لحاظ جهة بيتوتة أو حياة أو
غيرهما.