استقبل الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الأستاذ الدكتور حيدر حسن الشمّري، وزير الصحة والبيئة العراقية، رئيس لجنة الأمر الديواني رقم (55) لسنة 2020 الدكتور جعفر صادق علاوي، ومدير مكتب منظمة الصحة العالمية (WHO) الدكتور أدهم رشاد إسماعيل يوم السبت 14/3/2020.
وجرى خلال اللقاء التباحث بالشأن الصحي الذي بمرّ به العالم عموماً والعراق خصوصاً من انتشار فيروس " كورونا " المستجد الذي تفشى في معظم دول العالم، بعد ما أعلنته منظمة الصحة العالمية " وباءً عالمياً "، فضلاً عن تدارس الإجراءات الصحية في مواجهة هذا الفيروس، والاستعدادات القائمة من قبل الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وتدابيرها الوقائية في الحفاظ على سلامة الزائرين الكرام وهي تشهد زيارة شهادة الإمام موسى بن جعفر الكاظم "عليه السلام".
وشهد اللقاء إقامة مؤتمراً صحفياً تحدث خلاله وزير الصحة والبيئة العراقية قائلاً: أن الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة متمثلة بأمينها العام الأستاذ الدكتور حيدر الشمّري مشكوراً جدّدت فينا العزم، وشجعتنا على مواصلة التعاون المستمر في الحفاظ على صحة الزائرين الكرام وسلامتهم، ونأمل النجاح في هذه المهمة الإنسانية الموكلة إلينا في الوقت الذي تواجه فيه وزارة الصحة والبيئة تحدياً كبيراً، ونسأل الله تعالى ومن جوار الإمامين الجوادين "عليهما السلام" الشفاء العاجل لجميع المرضى والمصابين.
من جانبه تحدث الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة قائلاً: العالم يمر بأزمة صحية من تفشي وانتشار فيروس "كورونا" وإعلانه من قبل منظمة الصحة العالمية (WHO) وباءً عالمياً، الأمر يتطلب وقفة جدية من أبناء الشعب العراقي، ودليل هذه الوقفة زيارة السيد وزير الصحة والبيئة، ومدير مكتب منظمة الصحة العالمية في بغداد، وتدارس تفاصيل الأزمة والأمكانيات المتاحة وكذلك الواجب توافرها من قبل الجهات المعنية. وأعلن أن هذا الموقف هو مسؤولية الجميع ومن هنا أدعو الرئاسات الثلاث: رئاسة الجمهورية، ورئاسة مجلس الوزراء، ورئاسة مجلس النواب لدعم وزارة الصحة والبيئة مادياً ومعنوياً ليتسنى لها القيام بواجباتها.
وأضاف: أن المرجعية الدينية العُليا عادة ما توصي وتنصح وترشد بخطوط عامة، حيث سبق وأن أشارت إلى الحفاظ على سلامة المؤمنين ووقايتهم من خلال حظر التجمعات البشرية في الأماكن العامة لما فيها من ضرر وذلك للحد من تفشي فيروس كورونا، إذ أقررت العتبة الحسينية المقدسة إيقاف صلاة الجمعة، في الوقت ذاته تقوم الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة بإجراءات صحية وقائية مشددة استجابة لتوصيات المرجعية الدينية الرشيدة، ربما البعض يُشكل على العتبة الكاظمية المقدسة، ولكن أتكلم بصراحة بوصفي أميناً عاماً من جهة، وطبيب استشاري بحقل الاختصاص من جهة ثانية اتخذنا قرار بغلق الضريح المقدس وغلق الأروقة، ورفع السجاد باعتباره وسيلة وسطوح تمكن أن تكون ناقلة للوباء، وهناك أجراءات تعفيرية لكلّ جوانب العتبة المقدسة بشكل يومي مكثف وفرض إجراءات لحفظ وسلامة الزائرين.
اليوم يحتم علينا واجبنا الشرعي والإنساني والأخلاقي التصدي لهذا الأمر، وهناك إشارة مهمة إلى زائري العتبة الكاظمية المقدسة والعتبات الأخرى وأصحاب المواكب الكرام نحن ندرك ونؤمن تماماً أن استعدادكم لهذه الزيارة على أسس دينية وإحياء الشعائر ونحن نؤمن بها كذلك .. لن ولم نتخلَّ عنها أبداً .. ولكن الظرف الحالي يتطلب تأجيل هذه الشعائر، لأن الزيارة مستحبة والحفاظ على حرمة الأنفس والأرواح وسلامة الزائرين واجب مقدس، فضلاً عن التزامنا بضوابط وزارة الصحة والبيئة، وتوجيهات خلية الأزمة، وقرارات لجنة الأمر الديواني (55) لسنة 2020والالتزام بقانون الصحة العامة رقم (89) لسنة 1981م في الحفاظ على الوعي الصحي وسلامة الزائرين الكرام، في الوقت ذاته نتقدّم بالشكر والتقدير لجميع المواكب والحسينية.
بعدها وجّه مدير منظمة الصحة العالمية مكتب بغداد كلمة خلال المؤتمر قائلاً: منظمة الصحة العالمية شريك أساسي للعراق منذ بداية الأزمة، ونؤكد من خلال منبركم وطنية وزارة الصحة واحترافية لجنة الأمر الديواني في اتخاذ قرارات جريئة، ونؤكد لا داعي للخوف والذعر مع شرط .. أن جميع العراقيين عليهم مسؤولية كبيرة وهو امتثالهم لقرارات لجنة الأمر الديواني رقم (55) لسنة 2020، وتوجيهات المرجعية الدينية العُليا، والشخصيات العلمائية، وقرارات العتبات المقدسة وبهذا الأمر سوف نتجاوز الأزمة، ونحن بدورنا نصدر قرارات علمية بحتة ليست ملونة بألوان أخرى بالتالي: " يا شعب العراق العظيم .. يا من عَبَرت الكثير من الأزمات والمحن والخطوب .. أعبُر معنا هذه الأزمة " وإن شاء الله تعالى ستزور العتبات المقدسة في أوقات أخرى والكلّ يعلم أن المؤمن من غير صحة لا يستطيع أداء فرائضه.
وفي ختام اللقاء وجّه الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة ندائه إلى لجنة الأمر الديواني رقم (55) لسنة 2020 وإلى وزارة الصحة والبيئة بإصدار القرارات والتوجيهات المهنية التخصصية المناسبة والتي تحفظ العراق والعراقيين من مخاطر وباء فيروس كورونا، ودعا اللجنة والوزارة المذكورتين إلى عدم التردد بإصدار القرارات والتوجيهات التي تصب في حفظ الأرواح والأنفس.
كما وجّه الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة ندائه إلى كل المواكب الحسينية التي تستعد للمشاركة في زيارة ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم "عليه السلام" ودعاها إلى الالتزام بقرارات لجنة الأمر الديواني (55) لسنة 2020 بخصوص الزيارة المذكورة وتعاونها مع الجهات الصحية والأمنية لتنفيذ القرارات المذكورة.
وأشاد الأمين العام بدور ومواقف المواكب الحسينية التي ليس لها همٌ إلا خدمة زائري مراقد أهل البيت "عليهم السلام وإحياء الشعائر إلا أن نُذكرّهم بأن الموقف الكريم يتطلب وقفة مشرفة جديدة منهم تمثل الالتزام بالتعليمات والقرارات الحكومية المسؤولة بخصوص الزيارة المذكورة للمشاركة بحفظ الأرواح بمنع انتشار فيروس كورونا المستجد.
وأعرب الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة عن ثقته المطلقة بالمواكب الحسينية بأنها ستكون مثالاً مشرفاً كما عهدناها دائماً. وذكّر الأمين العام أننا اليوم لسنا في زمن ننتظر المعاجز وإنما يجب أن نعمل بالأسباب، كما وأننا لا نحتاج للمعاجز لتعزيز إيماننا بالله ورسوله وآله "عليهم السلام" فايماننا بهم مطلقاً.
وأشار الأمين العام للعتبة المقدسة أن النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" وأهل بيته الأطهار "عليهم السلام" كانوا يتداوون ويوصون الناس بالوقاية قبل العلاج، وبالعلاج عند المرض، وكانت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة قد رفعت شعاراً لذكرى استشهاد الإمام الكاظم "عليه السلام" هذا العام وهو " طبيبُ بغداد " وهو أحد الألقاب التي عُرف بها للإمام موسى بن جعفر الكاظم "عليه السلام" وأساس اطلاق هذا الشعار لهذا العام مع الظرف الصحي الخطير الذي يمر به العالم عموماً والعراق خصوصاً وأن واجب الطبيب الأول هو الوقاية والتوصية باتخاذ كل الاجراءات الوقائية الصحية تحسباً لمنع الاصابة بالمرض ومن بعد ذلك يقوم الطبيب بالواجب الثاني وهو العلاج.
كما أوصى الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة التأسي بطبيب بغداد في العمل وبكلّ الاجراءات العلمية الوقائية والاستجابة لكل القرارات والتوصيات التي تصدر من الجهات التخصصية لوزارة الصحة والبيئة العراقية، ومنظمة الصحة العالمية (WHO).
ودعا الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة المولى عز وجل أن يحفظ العباد وكل بلاد المسلمين من كل سوء وأن يمن عليهم بالصحة والعافية والسلام وأن يكشف هذه الغمة عن هذه الأمة أنه سميع مجيب الدعاء.