إنّ مسيرة المجاهدين ليس لها إلا أن تتوّج بإحدى الحُسنيين إما نصر أو شهادة، وما الشهادة إلا حياةُ النصر، والشهادة هي عهد الأولياء وميثاق الأوصياء .. بل وأقصر الطرق إلى معارج الإنسانية وهي التي يثبتُ فيها الشهيدُ حياتهُ، فهو حيُّ عند اللهِ يُرزق وعند الناس مكرّمٌ، ولمناسبة ذكرى أربعينية القادة الشهداء السعداء الأفذاذ الذين نالوا شرف الشهادة والجهاد وفي طليعتهم القائد المجاهد الشهيد أبو مهدي المهندس "طيب الله ثراه" والثلة المؤمنة الذين وهبوا أنفسهم في سبيل الحقّ، أقامت العتبة الكاظمية المقدسة وبرعاية كريمة من قبل أمينها العام الأستاذ الدكتور حيدر حسن الشمّري مهرجان الشهداء المركزي، تحت شعار: (شهداؤنا أبطال معارك الانتصار والتحرير .. عزّنا وفخرنا وقدوتنا )، بحضور أعضاء مجلس الإدارة وعدد من الشخصيات الاجتماعية والدينية، ونخبة من القيادات الأمنية، وكوكبة من جرحى القوات الأمنية، ومجموعة من الوجهاء وشيوخ العشائر.
استهل حفل المهرجان بتلاوة مسجلة من الذكر الحكيم بصوت الشهيد الحاج أبو مهدي المهندس، وقراءة سورة الفاتحة ترحماً على أرواح الشهداء الأبرار، بعدها تلاوة قرآنية شنّف بها أسماع الحاضرين كلّ من: القارئ محمد الربيعاوي، وقارئ العتبة المقدسة همام عدنان، أعقبها كلمة للعتبة الكاظمية المقدسة وألقاها أمينها العام قائلاً: ( أربعون يوماً تكاد أن تنقضي على فقدنا قرّة عيوننا الأحبة الشهداء، قادة أبطال الانتصار والتحرير، بعد أن تحققت أغلى أمنياتهم ونيلهم وسام الشهادة الرفيع فكانوا بحقّ من سادة الشهداء المقاومين للعدوان والفجور الداعشي التكفيري.
تعود اليوم الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة من جديد لتجدّد رفع التعازي وآيات الحزن وآهات الأسى كما التبريكات الممزوجة بدموع الأنصار لدين الله من المجاهدين المُلبين لفتوى وجوب الدفاع الكفائي لآية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني " دام ظله الشريف" وإلى مقام صاحب العصر والزمان الإمام الحجة بن الحسن المهدي أرواحنا لتراب مقدمهِ الفداء، وإلى مقام المرجعية الدينية العُليا، وإلى عوائل الشهداء الكريمة المجاهدة وأولادهم الكرام، بمناسبة أربعينية الشهداء الأبطال السعداء الأبرار سيما الأخ القائد الكبير الشهيد أبو مهدي المهندس، والأخ القائد الكبير الحاج قاسم سليماني "رضوان الله عليهم" الذين ضربوا أروع الأمثلة في مقاومتهم ومن معهم من المجاهدين لقوى الشر والظلام ووقفوا ببسالة وشجاعة بوجهِ الإرهاب التكفيري الداعشي.
وسنكمل الطريق بكلّ قوة وعزيمة وإصرار وإيمان وثبات كوننا أصحاب حقّ بل حقوق ستعود وتصان وسيبقى شعارنا الخالد "هيهات منا الذلة).
بعدها ألقى المجاهد أبو ضياء الصغير كلمة هيأة الحشد الشعبي تقدّم فيها بالشكر الجزيل والثناء الجميل إلى الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة لإقامتها هذا البرنامج المبارك، وأشار خلال حديثه إلى السيرة الجهادية والإنسانية للشهداء القادة السعداء وهدفهم المقدس في الحفاظ على العقيدة ووحدة البلاد الإسلامية.
تلتها كلمة سفير الجمهورية الإيرانية الإسلامية الحاج إيرج مسجدي عبّر خلالها عن سعادته لإقامة هذا المهرجان الكبير، مقدّماً كلمات الشكر والعرفان إلى الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الأستاذ الدكتور حيدر حسن الشمّري، وأعضاء مجلس الإدارة الموقّر على حسن الضيافة والتنظيم والاستقبال، مؤكداً أن الدماء الطاهرة للشهداء القادة وحادثة اغتيالهم وحدت جهود البلدين والشعبين الجارين وترسيخ ما انُجز من انتصارات على مدى السنوات الماضية في مكافحة الإرهاب التكفيري.
وشهد المهرجان مشاركة فرقة إنشاد الجوادين "عليهما السلام" بأوبريت يحمل عنوان: (القادة الشهداء)، كما تخللت فعاليات الحفل مشاركة للشاعر ناظم الحاشي بقصيدة عنوانها (قادة الانتصار).
ليختتم المهرجان بمشاركة الرادود كرار الكاظمي بقراءة مجموعة من المراثي استذكر فيها مواقف الشهداء السعداء المدافعين عن حياض الوطن ومقدساته بعد أن عرّج على ذكر وفاة السيدة أم البنين"عليها السلام"، وقراءة دعاء الفرج لبقية الله الإمام المهدي المنتظر "عجل الله فرجه الشريف"، سائلين المولى العليّ القدير أن يرحم شهداءنا، ويتغمدهم بوافر رحمته ويسكنهم فسيح جناته، وأن يُلحقهم بركب شهداء عاشوراء الذين استشهدوا مع سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين "عليه السلام" وأن يُلهم أهلهم وذويهم ومحبّيهم الصبر والسلوان ويربط على قلوبهم ويشدّ من أزرهم إنه نعم المولى ونعم النصير.