أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-08-2015
651
التاريخ: 3-08-2015
924
التاريخ: 21-4-2018
560
التاريخ: 13-4-2017
610
|
إن اضطرار الخلق الى الرسول والامام واحتياجهم الى ذلك ووجوب ارسال الرسل ونصب الخليفة والائمة على اللّه تعالى والبرهان على ذلك من وجوه :
الاول : إن ذلك من باب اللطف الواجب وهو ما يقرب العبد الى طاعة اللّه تعالى يبعده عن معصيته بغير إلجاء ولا اكراه ولا إجبار إذ لا اكراه في الدين ولا دخل له في اصل القدرة اذ قد أعطى سبحانه كل مكلف قدرة الفعل والترك فيما كلفهم به كما قال اللّه تعالى لا يكلف اللّه نفسا إلا وسعها ولا يكلف اللّه نفسا إلا ما أتاها فاللطف امر زائد على ذلك.
والدليل على ذلك مضافا الى قوله تعالى اللّه لطيف بعباده أي يفعل ما هو لطف بحالهم فقد وصف نفسه بذلك ومن اصدق من اللّه قبلا لأي نقض الغرض وهو ترك فعل يحصل به غرضه بالسهولة قبيح فلا يتركه تعالى لأنه العليم الحكيم القدير ولعل المراد بالطف الواجب ما لا يتم التكليف بدونه كإرسال الرسل والأنبياء ونصب الائمة والأوصياء (عليهم السلام) في كل زمان لما يأتي من وجوب الأصلح على اللّه ووجوب نصب الحج عقلا ونقلا.
الثاني : قال بعض المحققين اعلم أن الدنيا منزل من منازل السائرين الى اللّه عز وجل والبدن مركب ومن غفل عن تدبير المنزل والمركب لم يتم سفره ما لم يتنظم امر المعاش في الدنيا لا يتم أمر التبتل والانقطاع الى اللّه الّذي هو السلوك ولا يتم ذلك حتى يبقى بدنه سالما ونسله دائما وإنما يتم كلاهما بأسباب لوجودهما واسباب الدفع لمفسدتهما ومهلكاتهما اما اسباب الحفظ لوجودهما فالأكل والشرب وذلك لبقاء البدن والمناكحة وذلك لبقاء النسل وقد خلق اللّه الغذاء والمنكوح سببا للحياة والاناث محلا للمراءة إلا أنه ليس يختص المأكول والمنكوح ببعض الآكلين والناكحين بحكم الفطرة مع انهم محتاجون الى تمدن واجتماع وتعاون إذ لا يمكن لكل منهم أن يعيش مدة يتولى تدبيراته المتكثرة المختلفة من غير شريك يعاونه على ضروريات حاجاته بل لا بد مثلا من ان ينقل هذا لهذا وشخص ثاني للبناء والثالث للحراثة وعلى هذا القياس فافترقت اعدادا واختلفت احزابا وانعقدت ضياع وبلدان فاضطروا في معاملاتهم ومناكحاتهم وجناياتهم الى قانون مرجوع إليه بين كافتهم يحكمون به بالعدل وإلا لتهارشوا وتقاتلوا بل شغلهم ذلك عن السلوك للطريق بل افضى بهم الى الهلاك وانقطع النسل واختل النظام لما جبل عليه كل أحد من ان يشتهى لما يحتاج إليه ويغضب على من يزاحمه فيه.
وذلك القانون هو الشرع ولا بد من شارع يعين لهم ذلك القانون والمنهج لينتظم به معيشتهم في الدنيا وليس لهم طريق يصلون به الى اللّه عز وجل بأن يفرض لهم من يذكرهم امر الآخرة ويوصلهم الى ربهم وينذرهم يوما ينادون فيه من مكان قريب وتنشق الارض عنهم سراعا ويهديهم الى صراط مستقيم لأن لا ينسوا ذكر ربهم ويذهلوا بدنياهم عن عقباهم التي هي العناية القصوى والمقصد الأسنى.
الثالث : إن الغرض والحكمة في ايجاد الخلق المعرفة والعبادة كما قال اللّه تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] وذلك يتوقف على تعيين واسطة بين الحق والخلق وتعيين سفير بين الملك الديان والرعية وذلك السفير نبيا كان او إماما يعلمهم ذلك لاستحالة الافاضة والاستفاضة بلا واسطة كالملك في الدنيا إذ لا ربط بين النور والظلمة وغاية مراتب الكمال ومنتهى النقص فتستحيل المشاهدة والمكالمة إلا بالواسطة كما قال اللّه تعالى {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الشورى: 51] {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} [المائدة: 35] وانما كان الواسطة قابلا لذلك لأن له جهتي نورانية وجسمانية كما قال (صلى الله عليه واله) اوّل ما خلق اللّه نورى قل انما انا بشر مثلكم يوحي الي.
الاخبار الواردة في هذا المقام :
في الكافي عن هشام بن الحكم عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) أنه قال لزنديق سأله من اين اثبت الأنبياء والرسل قال : أنا لما اثبتناه أن لنا خالقا صانعا متعاليا عنا وعن جميع ما خلق وكان ذلك الصانع حكيما متعاليا لم يجز أن يشاهده خلقه ولا يلامسوه فيباشرهم ويباشروه ويحاجهم ويحاجوه ثبت أن له سفراء في خلقه وعباده يعبرون عنه الى خلقه وعباده ويدلونهم على مصالحهم ومنافعهم وما به بقاؤهم وفي تركه فناؤهم فثبت الآمرون والناهون عن الحكيم العليم في خلقه المعبرون عنه جل وعز وهم الأنبياء وصفوته في خلقه حكماء مؤدبين بالحكمة مبعوثين بها غير مشاركين للناس على مشاركتهم لهم في الخلق والتركيب في شيء من احوالهم مؤيدين عند الحكيم العليم بالحكمة ثم ثبت ذلك في كل دهر وزمان مما أتت به الرسل والأنبياء من الدلائل والبراهين لكيلا تخلو أرض اللّه من حجة يكون معه علم يدل على صدق مقالته وجواز عدالته وغير ذلك من النيل العقلي والنقلي.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية والثقافية يجري اختبارات مسابقة حفظ دعاء أهل الثغور
|
|
|