أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-03-2015
923
التاريخ: 9-08-2015
1042
التاريخ: 17-4-2018
892
التاريخ: 9-08-2015
956
|
إعلم أن المعاد يطلق على ثلاثة معاني : احدها المعنى المصدري من العود وهو الرجوع الى مكان ، وثانيها وثالثها مكان العود وزمانه ، وحال الكل واحد.
وهو جسماني وروحاني: فالجسماني عبارة عن أن اللّه تعالى يعيد أبداننا بعد موتها ويرجعها الى هيئتها الأولى، والروحاني عبارة عن بقاء الروح بعد مفارقة البدن سعيدة منعمة او معذبة شقية بما اكتسبته في الدنيا، وهذا هو الذي قال به الفلاسفة، وأول الثواب والعقاب والجنة والنار بهاتين الحالتين.
قال الرازي في كتاب نهاية العقول : قد عرفت أن من الناس من أثبت النفس الناطقة، فلا جرم اختلفت اقوال اهل العالم في امر المعاد على وجوه أربعة :
«احدها» قول من قال إن المعاد ليس الا للنفس، وهذا مذهب الجمهور من الفلاسفة.
«و ثانيها» قول من قال المعاد ليس إلا لهذا البدن، وهذا قول نفاة النفس الناطقة وهم اكثر أهل الاسلام.
«وثالثها» قول من أثبت المعاد للأمرين ، وهم طائفة كثيرة من المسلمين مع اكثر النصارى.
«ورابعها» قول من نفى المعاد عن الأمرين، ولا اعرف عاقلا ذهب إليه بل كان جالينوس من المتوقفين في أمر المعاد (1) .
وبعبارة واضحة: المعاد هو الركن الخامس من اصول الدين، وهو أن يعتقد المسلم بأن اللّه يبعث النفوس ويعيد لها الحياة من جديد في يوم القيامة متجسدة بنفس جسدها ليحاسب كل نفس بما عملت، فليس من العدل أن يساوي المجرم وغير المجرم والمسيء والمحسن في الحياة، وليست الدنيا هذه الا ممرا ومعبرا الى الآخرة يقتص فيها اللّه هناك من المذنبين والعابثين والأشرار وينتصف للمظلومين من الظالمين ويثيب الذين عملوا الصالحات على اعمالهم.
وقد أيد المعاد جميع الشرائع والأديان، وعدوا الاعتراف بعودة الانسان الى الحياة ركنا أساسيا في أديانهم، ويمكن حصر الأقوال العامة الدينية منها وغير الدينية عن المعاد في أربعة أقوال:
(الأول) انكار المعاد مطلقا لا جسما ولا روحا، وهو قول الملحدين والماديين الذين ينكرون مبدأ الحياة ووجود اللّه فكيف بالمعاد والبعث من جديد.
(الثاني) الاعتراف بالمعاد الروحاني دون الجسماني، بانين آراءهم على أن الأرواح بسيطة مجردة والبسيط المجرد باق والأجسام مركبة من شتى العناصر فاذا خرجت الروح تفككت اجزاء الجسم والتحق كل جسم بعنصره وانعدم لذلك لن يشمل المعاد شيئا غير الروح.
(الثالث) القول بالمعاد الجسماني فقط، وهو ما يعتقد به بعض المسلمين الذين يقصرون المجرد على اللّه وحده، فلا يعتقدون أن هناك روحا مجردة وانما كل ما في الوجود بعد اللّه أجسام يميز بعضها عن بعض اللطافة والكثافة.
(الرابع) وهو الذي عليه الشيعة الامامية الاثنا عشرية وهو القول بالمعاد الروحاني والجسماني معا، وأغلب العامة المسلمين أيضا ذهب الى هذا القول- أي معاد هذا الجسد الذي كان في الدنيا بروحه وجسمه يوم القيامة- والدليل على ذلك أمور:
(الأول) من الواضح المعلوم أن كل شخص من البشر مركب من جزءين الجزء المحسوس وهو (البدن) الذي يشغل حيزا من الفضاء والذي يشاهد بالعين الباصرة، والجزء الذي لا يحس بالعين الباصرة وانما يحس بالبصيرة ويشهد به العيان والوجدان هما فوق كل دليل أن هذا البدن المحسوس الحي المتحرك بالإرادة لا يزال يلبس صورة ويخلعها وتفاض عليه أخرى، وهكذا لا تزال تعتور عليه الصور منذ كان نطفة فعلقة فعظاما فجنينا فمولودا فرضيعا فغلاما فشابا فكهلا فشيخا فميتا فترابا.
وفي ذلك كله هو هو لم يتغير ذاته وان تبدلت احواله وصفاته، فهو يوم كان رضيعا هو نفسه يوم صار شيخا هرما لم تتبدل هويته ولم تتغير شخصيته، بل هناك اصل محفوظ يحمل كل تلك الأطوار والصور، وليس عروضها عليه وزوالها عنه من باب الانقلاب، فان انقلاب الحقائق مستحيل، فالصورة المنوية لم تنقلب دموية او علقية ولكن زالت صورة المني وتبدلت بصورة الدم وهكذا فالصورة متعاقبة متبادلة لا متعاقبة منقلبة.
وهذه الصور كلها متعاقبة في الزمان لضيق وعائه مجتمعة في وعاء الدهر لسعته، والمتفرقات في وعاء الزمان مجتمعات في وعاء الدهر، ولا بد من محل حامل وقابل لتلك الصور المتعاقبة ما شئت فسمه مادة او هيولى، وكما أن المادة ثابتة لا تزول فكذلك الصور كلها ثابتة، والشيء كما نعرف لا يقبل ضده والموجود لا يصير معدوما والمعدوم لا يصير موجودا، وان انقلاب الحقائق مستحيل.
___________________
( 1) حق اليقين شبر ج 2 ص 36 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|