أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-10-2014
1065
التاريخ: 24-10-2014
875
التاريخ: 24-10-2014
2346
التاريخ: 28-3-2017
811
|
إن الله قادر ليس بعاجز لا يعجز عن شيء من الأشياء، والدليل على ذلك:
أولا: استحالة الصانعية والخالقية بدون القدرة التي هي من صفات الكمال.
ثانيا: أن العجز نقص لا يليق بالكامل ... [ويجب] كمال الواجب.
ثالثا: صدور الأفاعيل العجيبة منه تعالى الدالة على كمال قدرته، ويكفي في كمال قدرته التفكير في عجائب مخلوقاته التي خلقت من الانسان فضلا عن غيره ويتدبر فيما للأطفال في البكاء من المنافع العظيمة حيث أن في أدمغتهم رطوبة عظيمة إن بقيت فيها أحدثت عليهم أحداثا جليلة وعللا عظيمة من ذهاب البصر وغيره، وكيف جعلت آلات الجماع في الذكر والانثى جميعا على وفق الحكمة فجعل في الذكر آلة منتشرة تمتد حتى تصل النطفة الى الرحم إذ كان محتاجا الى أن يقذف ماءه في غيره، وخلق للانثى وعاء قعر ليشتمل على الماءين جميعا ويحتمل الولد ويصونه، وتفكر في منافع أعضاء البدن فاليدان للعلاج والرجلان للسعي والعينان للاهتداء والفم للاغتذاء والمعدة للهضم والكبد للتخليص والمنافذ لتنفيذ الفضول والأوعية لحملها والفرج لإقامة النسل وهكذا.
ويتفكر في وصول الغذاء إلى البدن وما فيه من التدبير، فإن الطعام يصير إلى المعدة فتطبخه وتبعث بصفوه إلى الكبد ويستحيل في الكبد بلطف التدبير دما وتنفذه إلى البدن كله في مجاري مهيأة لذلك، وينفذ ما يخرج منه من الخبث والفضول إلى مفايض قد اعدت لذلك فما كان منه من جنس المرة والصفراء جرى إلى المرارة، وما كان من جنس السوداء جرى إلى الطحال، وما كان من البلة والرطوبة جرى إلى المثانة، وانظر إلى ما خص به الإنسان في خلقه تشريفا وتفضيلا على البهائم فإنه خلق ينتصب قائما ويستوى جالسا مستقبل الأشياء بيديه وجوارحه ويمكنه العلاج والعمل بهما، فلو كان مكبوبا على وجهه كذات الأربع لما استطاع أن يستعمل شيئا من الأعمال وإلى ما خصّ به الإنسان من الحواس من خلقه وشرف بها على غيره.
كيف جعلت العينان في الرأس كالمصابيح فوق المنارة وليتمكن من مطالعة الأشياء ولم تجعل في الأعضاء التي تحتهن كاليدين والرجلين فتعرضها الآفات وتصيبها من مباشرة العمل والحركة ما يعللها ويؤثر فيها وينقص منها ولا في الأعضاء التي وسط البدن كالبطن والظهر فيعسر اطلاعها نحو الأشياء، وفكر في الأعضاء التي خلقت زوجا وفردا، فإن الرأس مثلا لو كان زوجا لكان كلا على الإنسان لا فائدة فيه بخلاف اليدين والرجلين والعينين ونحوها، فإن حكم تعددها لا يخفى، وتأمل في الجفن على العين كيف جعل كالغشاء والاشفار كالعرى.
و تفكر في نعمة اللّه تعالى على الإنسان لا تعد ولا تحصى في مطعمه ومشربه وآلاتهما وتسهيل خروج الأذى منه، وكيف جعل منفذ الخلاء من الإنسان في الستر موضع منه فلم يجعل بارزا من خلقته ولا ناشرا من بين يديه بل هو مغيب في موضع غامض من البدن مستور محجوب تلتقي عليه الفخذان وتحجبه الأليتان بما عليهما من اللحم فيواريانه، فإذا احتاج الإنسان إلى الخلاء وجلس تلك الجلسة وجد ذلك المنفذ منه منصبا مهيئا لانحدار الثقل.
وتفكر في هذه الطواحن التي جعلت للإنسان فبعضها محدد لقطع الطعام وقرضه وبعضها عرائض لمضغه ورضه.
وتفكر فيما أنعم اللّه على الإنسان من النطق بمفاد قوله تعالى علمه البيان الذي يعبر به عما في ضميره وما يخطر بقلبه، ولو لا ذلك كان بمنزلة البهائم التي لا تخبر عن نفسها بشيء، وكذلك الكتابة التي بها تقيد أخبار الماضين وأخبار الباقين وبها ترقم العلوم والآداب وبها يحفظ الإنسان ذكر ما يجري بينه وبين غيره من المعاملات والحسابات ولولاه لاختلت امور الناس في معادهم ومعاشهم وفيما اعطي الإنسان علمه وما منع منه وستر عنه فأعطي علم جميع ما فيه صلاح دينه من معرفة خالقه وتكاليفه وما فيه صلاح دنياه من الزراعة والغرس والنساجة والحياكة والخياطة والصيد وغير ذلك من الأعمال والأفعال وكيف ستر عنه العلم بعمره، فإنه لو علمه قصيرا لم يتهنأ دينه ودنياه بالعيش مع ترقب الموت ولو علمه طويلا وثق بالبقاء وانهمك باللذات والمعاصي وفسد عليه دينه ودنياه، وبالجملة تعداد مصنوعات اللّه ومقدوراته يحتاج إلى مجلدات كبيرة وما ذكرنا كما يدل على القدرة، كذلك يدل على مسألة الصفات الكمالية ويكفي في ثبوت القدرة النقل أيضا، قال اللّه تعالى في مواضع: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 20] ، وقال تعالى : {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا} [الأحزاب: 27].
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
نشر مظاهر الفرح في مرقد أبي الفضل العباس بذكرى ولادة السيدة زينب (عليهما السلام)
|
|
|