أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-07-2015
1215
التاريخ: 12-4-2017
1307
التاريخ: 2-07-2015
1520
التاريخ: 3-07-2015
1418
|
إن اكتناه حقائق الأشياء ليس في وسع البشر وما هو نصيبه ليس إلا معرفة الآثار ولا ريب أن الآثار تختلف حسب اختلاف المدارك والاعصار فربّ شيء لا يدرك آثاره إلا بعد قرون وأعصار، وحيث أن آثار الأشياء مختلفة فمن أدرك أثرا من آثار شيء يحكم بأنه هو هذا الشيء، ومن ثم جاء الاختلاف.
مثلا: العلم الذي به قوام حياة البشر، حياته الروحانية، كم اختلفوا فيه ، فمن قائل بأنه نحو وجود، ومن قائل بأنه كيف نفساني، ومن قائل بأنه فعل، ومن قائل بأنه انفعال، ومن قائل بأنه معنى سلبي أي سلب المادة عن النفس الى غير ذلك من الأقوال، والكل صادق من وجهة نظره لأن الآثار متعددة وكل واحد أدرك أثرا منها، واذا كان درك الحقائق الممكنة جوهرية كانت أو عرضية هكذا فما ظنك بصفات الباري تعالى التي هي فوق درك العقول كلها.
الصفات عناوين خاصة يشار بها الى الذات ويعبّر بها عنه واللازم هو التأمل والدقة في الذات المعنون لها ثم النظر في أنه هل يبقى مجال للبحث عن الصفات أم لا ؟ فنقول :
الذات المعنون للصفات هو الكمال المطلق فوق ما نتصوره من معنى الكمال والإطلاق المحيط بما سواه فوق ما نتعقله من معنى ، المسلوب عنه جميع النقائص الواقعية والادراكية، وحينئذ فمع توجه العقل بهذا النحو من الذات والإذعان به والحكم بتحققه هل يبقى مجال للبحث عن الصفات وهل له طريق إلا الإذعان بكلمة أمير المؤمنين عليه السّلام: كمال الإخلاص نفي الصفات عنه، فالبحث عن الصفات إن كان بحسب الواقع فهو مع فرض كون الذات عبارة عما ذكرناه تطويل بلا طائل وان كان بحسب مقام التعبير والتفهم فله وجه كما في الخطبة المعروفة عن مولانا الرضا عليه السّلام أسمائه تعالى تعبير الخ.
وعلى أي حال بالغوا في البحث عن أي منها عين الذات وأي منها زائدة على الذات فغاية ما يجد العقل طريقا الى كماله المطلق هو سلب النقائص عنه سبحانه فيعبر عن سلب نقص الجهل بالعلم، وعن سلب العجز بالقدرة وعن سلب منقصة عدم منشئية الأثر بالحياة الى غير ذلك، هذا ولكن نحن نذكر هذه الصفات تبعا للقوم في الجملة [ذكرها المصنف في ص 116 وما بعدها من هذا الكتاب] .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|