المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
اية الميثاق والشهادة لعلي بالولاية
2024-11-06
اية الكرسي
2024-11-06
اية الدلالة على الربوبية
2024-11-06
ما هو تفسير : اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ؟
2024-11-06
انما ارسناك بشيرا ونذيرا
2024-11-06
العلاقات الاجتماعية الخاصة / علاقة الوالدين بأولادهم
2024-11-06

إنشاء مصنع علف للدواجن
24-4-2016
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
وظائف القاضي السبع
Photoperiodism
7-8-2019
انسانية الامام علي (عليه السلام)
25-4-2021
مشروعات إنتاج الحرير في مصر
2024-03-01


عيوب الشعر  
  
16253   11:56 صباحاً   التاريخ: 23-3-2018
المؤلف : د. عبد الرسول الغفاري
الكتاب أو المصدر : النقد الأدبي بين النظرية والتطبيق
الجزء والصفحة : ص:136-144
القسم : الأدب الــعربــي / النقد / النقد القديم /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-1-2020 1434
التاريخ: 14-08-2015 64263
التاريخ: 14-08-2015 3688
التاريخ: 4-10-2015 2293

 

عرف العرب القدماء بواسطة سليقتهم الادبية وحسّهم المرهف وذوقهم للشعر، الكثير من العيوب التي تدخل في الوزن أو القافية أو غيرهما، ونحن نستطيع أن نوجز الحديث هنا عن بعضها، ما يخصّ عيوب الوزن:

أولاً: الإقواء:

مصطلح عروضي يدل على عيب يصيب القافية، وهو اختلاف إعراب القوافي. وذلك بأن تكون قافية مرفوعة وأخرى مخفوضة.

عن محمد بن سلاّم قال لم يقوِ أحدٌ من الطبقة الأولى، ولا من اشباههم الا النابغة في بيتين قوله:

مِنْ اَلِ مَيّة رائخ أو مغتدي    عَجلان ذا زادٍ وغيرِ مزوّدِ

زعَمَ البوارح أن رحلتَنا غداً   وبذاك خبّرنا الغراب الاسود

وقوله من نفس القصيدة:

سقط النّصيف ولم تردْ اسقاطَة        فتناولته واتقتنا باليدِ

بمُخضّبِ رخصٍ كأن بنانه    عنم يكاد من اللطافة يُعْقَدُ

فقدم المدينة، فعيب ذلك عليه، فلم يأبه له حتى اسمعوه ايّاه في غناء، وأهل القرى الطفُ نظراً من اهل البدو، وكانوا يكتبون لجوارهم أهل الكتاب، فقالوا للجارية: اذا صرتِ الى القافية فرتّلي، فلما قالت: ((الغرابُ الأسود)) و((باليدِ)) علم فانتبه فلم يعد فيه، وقال: قدمت الحجاز وفي شعري صنعة ورحلت عنها وأنا اشعر الناس (1).

وعيب على عمرو بن أحمر الباهلي اقوائه في الشعر.

ادرك عمرو الجاهلية والاسلام، فاسلم وغزا في احدى مغازيه، فأصيبت عينه، نزل الشام وتوفي زمن عثمان بن عفان. قال عمرو في قصيدته الرائية التي مطلعها:

ما للكواعب يا علياءُ قد جعلت        تزوَرّ عني وتطوَى دونَى الحُجَز

فقد اقوى في البيت:

وكنتُ امشي عَلى رجلَينِ متّئداً        فصَرتُ أمشي على اخرى من الشَّجَرِ

وقال في بيت آخر متقارب لما سبق:

فقد جعلت أرى الشخصينِ اربعةً      والواحدَ اثنين لما بورِك البصرُ

ثم اقوى في البيت الذي يقول فيه:

وجعلتُ إذ ما قمت يُثقِلُني     رِدْ في فأنهض نهض الشاربِ السّكرِ

وعيب على دريد بن الصمّة اقوائه في الشعر، ففي قصيدته الدالية والتي يقول فيها:

نظرت اليه والرماح تنوشه    كوقع الصّياصي في النسيج المُمَدَّدِ

فقد اقوى في البيت الذي بعده:

فأرهبت عنه القوم حتى تبدَّدوا        وحتى عَلاني حالِك، اللونِ اسود

وعيب على حَسّان بنِ ثابت اقواءه في الشعر، ففي قصيدته الرائية التي يقول فيها:

لابأس بالقوم من طولٍ ومن عِظَم     جسمُ البغالِ واحلامُ العصافيرِ

اقوى في البيت:

كأنهم قَصَبٌ جُوف أسافِلُه     مثقّبٌ نَفَخَتْ فيه الاعاصير(2)

ومن الاقواء قول الشاعر:

خليلَي إني قد سألت فابشِرا    بمكَّةَ أيام التَّخرجِ والنَّحرِ

إذا قبّلِ الانسان آخَرَ يشتهي   ثناياه لم يأثم وكان له أجرُ

فان زاد زاد اللّه في حسناته   مثاقيل يمحو اللّه عنه بها الوِزْرا

فهنا كسر ورفع ونصب.

قال ابن جني:

أما سَمْعه الإقواء عن العرب فبحيث لا يَرتاب به لكن ذلك في اجتماع الرفع مع الجر، فأما مخالطة النصب لواحد منها فقليل- وذلك لمفارقة الألف الياء والواو ومشابهة كل واحدة منهما جميعاً أختها؟ فمن ذلك قول الحارث بن حلزة:

فَمَلَكْنا بذلِكَ الناسَ، حَتّى       مَلَكَ المنذِ بن ماءِ السماءِ

مع قوله:

اَذَنتْنَا بِبَينِها اسماءُ     رُبَّ ثاوٍ يُمَلُّ مِنْهُ الثواءُ

وهكذا ابيات القصيدة حرف الروي فيها مرفوع.

وأنشد ابو علي الشاعر:

رَأَيْتكِ لا تغنِينَ عنّي نَقْرَةً     إذا اختلفَت فن الهَراوىَ الدِّمالِكُ

ثم قال:

فاشْهَد لا آتيكِ مادامَ تَنْضبٌ   بأرْضِكِ أو صُلّب العَصا مِنْ رِجالِكِ

قيل في معنى وسبب إنشاد هذين البيتين، أن رجلاً واعدته امرأةٌ فعثَر عليها اهلها فضربوه بالعِصِيِّ فقال ذلك.

اما دخول النصب مع احدهما فقليل، من ذلك اُنشد لشاعر من بني ربيعة قال في رجل وهبه شاة جماداً:

ألم تَرَني رَدَدْت على ابن بكرٍ         مَنِيحَتَه فَعَجّلت الأداءا

فقلت لَشاتِهِ لما أتَتْني  رَماكِ اللّهُ من شاةٍ بداءِ

وقال العلاء بن المِنهال الغَنَويّ في شريك بن عبد اللّه النخعي:

لَيتَ أبا شريك كان حَيّاً        فَيقْصِرَ حِينَ يبصِره شرِيكُ

وَيَتْركَ مِن تَدَرُّئه علينا        إذا قلنا له: هذا أبوكا

وقال آخر:

لا تَنْكِحَنَّ عجوزاً أو مُطَلَّقةً  ولا يسوقَنَّها في حَبلِكَ القَدَر

ثم قال:

وانْ اتوكَ وقالوا إنها نَصَفٌ   فإن اطيبَ نِصْفَيها الذي غَبَرا

ثانياً: الإكفاء:

من عيوب الوزن الإكفاء، وهو اختلاف حرف الرَوِيَّ، ولا شك أنه غلط من العرب، ولا يجوز القياس لغيرهم. وهذا الاضطراب في حرف الروي مرّة يأتي نوناً، ومرة ميماً، اوقد يأتي لاماً.

مما روي عن ابنة ابي مسافِع، وقد قتل أبوها يوم بدر وهو يحمي جيفة ابي جهل:

فماليتُ غريفٍ ذو     أظافيرَ واقدامْ

كحِبّي إذ تلاقوا و      وُجوه القوم اقرانْ

وبالكفِّ حسامٌ صا     رِمٌ أبيض خذّامْ

وقد تَرْحَل بالركبِ    ومانحن بصحْبانْ

ومن عيب الإكفاء ايضاً، قول امرأة عشقت رجلاً من عقيل:

ليت سِماكيّاً بحار رَبابه       يقاد الى اهل الغضا بزِمام

فيشِرب منه جَحَوشٌ ويشيمه بعيني قَطافي أغرّ يماني

ومثال الإكفاء ما جاء حرف رويه لاماً ونوناً قول ابي ميمون النضر بن سلمة:

بنات وطّاءٍ على خَدِّ الليل     لا يشتكينَ ألماً ما أنقيْن

ومن الاكفاء قول الشاعر:

بنَي ان البرّ شيء هيّن         المنطق الطيّبُ والطُعَيِّمُ

ومن الإكفاء دخول الذال  على الظاء قول الشاعر:

يا دار هند وابنتي معاذِ        كأنها والعهْد مذ أقياظِ

ثالثاً: الإيطاء

من عيوب الوزن الإيطاء، هو ان يقفّي بكلمة ثم يقفّي بها في بيت آخر سواء اتحد معناها أم اختلف.

ومنه قول النابغة:

أواضِع البيت في خَرساءَ مظلمة      تقيِّد العير لا يسري بها الساري

ثم قال في بيت اَخر من القصيدة نفسها:

لا يخفِض الرِّزّ عن ارضٍ المَّ بها     ولا يظلُّ على مصاحبه الساري

فقد اعاد كلمة الساري في بيتين:

ومن الإيطاء- تكرير القافية بمعنى واحد- قول حاتم الطائي:

أماوِي أن يصبِحْ صَداي بقفرةٍ        مِن الأرض لا ماءٌ لَدَيَّ ولا خَمرُ

وفيها:

يفك بها العاني ويؤكل طيباً   وما ان تُعَرّيِه القداح ولا الخمر

رابعاً: السناد:

ومن عيوب الوزن السناد، وهو اختلاف كل حركة قبل الروي، مثاله قول وَرقاء بن زهير:

رأيت زهيراً تحت كلكَل خالدٍ  فأقبلت أسعى كالعَجول أبادِرُ

فَشلَّتْ يميني يومَ أضرِبُ خالِداً        ويَمنعه منّي الحديد المظاهَر

فان حرف الروي في البيتين الراء، وما قبلهما في الأول حرف الدال وجاء به مكسوراً، واما في البيت الثاني فما قبل حرف الروي هو حرف الهاء وقد جاء مفتوحاً، وهذا قبيح، وقد سمّوه السّناد. إلّا أن الخليل بن احمد الفراهيدي لا يراه سناداً.

ومن أمثلة السِّناد قول عمرو بن الأيْهَم التغلبي:

ألم تَر أنّ تغلِبَ اهل عزّ       جِبال معاقِل ما يُرتَقَيْنا

شَرِبْنا من دماء بني سلَيم      بأطرافِ القَنا حتّى رَوِينا

اِنَّ حرفَ الرَّوِي في البيتين هو الياء؟ ما قبله في البيت الاول- الحرف قاف- جاء مفتوحاً، وفي البيت الثاني كان ما قبل حرف الروي- الحرف واو- جاء مكسوراً. وهذا كما عرفته السّناد اي اختلاف حركة الحرف الذي قبل حرف الروي.

وفي العروض يسمى الحرف الذي يسبق الروي ردفا إلّا انهم خصّصوا باحد ثلاثة: أما ان يكون الردف (ياءً) و (واواً) أو (ألفاً)، وهو قبل حرف الروي ولاصق به، مثل غريب، ولعوب.

مثال الردف (الياء) و (الواو) قول عتبة الاسدي في معاوية:

معاوي اننا بشر فأسجِحْ       فلسنا بالجبال ولا الحديد

أمتم ارضنا وجذذتموها       فهل من قائم أومن حصيد

فهبنا امة هلكت ضَياعاً        يزيدُ أميزها وأبو يَزيدِ

أتطمع بالخلود اذا هَلَكنا        وليس لنا ولا لك من خلود

ذروا خول الخلافة واستقيموا         وتأمين الاراذل والعبيد

حرف الروي في الابيات ((دال)) والردف هو ((الياء)) و((الواو)). يزيد، خلود، العبيد.

ثمّ جوّزوا في القصيدة الواحدة أن يكون الردف ياءً وواواً، امّا في الالف فقالوا لابد أن تلزم القصيدة بها جمعاء. ولهذا قالوا اذا اختلف الردف في القصيدة فهو سناد، وهذا عيب، منه قول حسان ابن ثابت:

اذا كنت في حاجةٍ فرسِلاً     فأرسِلْ حكيماً ولا تُوصِهِ

وإنْ باب أمرٍ عليكَ التَوى     فشاوِرْ لبيباً ولا تعصِه

فالواو في (توصه) ردف، وكان ينبغي عليه أن يأتي في بقية القصيدة بهذا الردف أو بالحرف ((الياء)) لكنه في البيت الذي بعده قال ((تعْصِهِ)) وهذا ليس بمردفٍ ، وقد عده نقّاد العرب عيبا وهو السناد.

ومثله قول الفضل بن العبّاس اللّهبي:

عبْد شمس أبي فإن كنتِ غَضْبى      فامْلئي وَجهكِ الجميل خمُوشاً

ثم قال:

نحن كنّا سكّانها من قريش    وبنا سُمّيتْ قريش قريشا

فحرف الروي هنا (الشين)، إلّا أن في البيت الأول ما قبل حرف الروي هو (الواو)، والبيت الاَخر ما قبل حرف الروي (الياء)، وكما عرفت ان هذا العيب يسمّى سناداً.

هذه بعض عيوب الوزن في الشعر، وهناك عيوب اخرى كالتخليع والزحاف، وهو أيضاً على مراتب، اقبحه ما خرج عن حدّ العروض، من ذلك قول عبيد بن الابرص:

والحي ما عاش في تكذيب    طولُ الحياة لهُ تعذيب

فلو كان في جميع أبيات القصيدة بيتٌ واحدٌ أو بيتان فيه زحاف لكان مقبولاً، اما اذا غلب التخليع على اغلب الأبيات فذلك يخرجه عن الحُسن والجودة ويصبح عيباً قد افرط قائله به.

خامساً: الاجازة:

هو اجتماع الأصوات كالعين والغين، والسين والشين، والتاء والثاء مثال الأول:

قُبِّحتْ من سالفةٍ ومن صدُع  كأنها كشية ضبّ في صقُعْ

ومثال الثاني:

ألذّ من ظهر فرس     نوم على بَطنِ فرشْ

ومثال الثالث:

ربّ شتمٍ سمعته فتصامـ       ـتُ وعنّي تركته فكفِيت

ينفع الطَّيِّب القليل من الرِّز    قِ ولا ينفع الكثير الخبيثُ

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الموشح- للمرزباني ص 46.

(2) الموشح.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.