أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-06-2015
2320
التاريخ: 4-10-2015
10126
التاريخ: 28-12-2015
4961
التاريخ: 30-12-2015
5746
|
أبو الحزم جمهور بن أبي عبدة (1) هو أبو الحزم جهور بن عبيد اللّه (ت 296) بن محمّد بن الغمر بن يحيى بن عبد الغافر بن حسّان بن مالك بن عبد اللّه بن جابر: كان عبد اللّه مملوكا للخليفة الأمويّ مروان بن الحكم (ت 65 ه) . و كان حسان-و كنيته أبو عبدة-هو الذي دخل الأندلس (سنة ١١٣، و إليه تنسب الأسرة) . ثمّ إنّ عبيد اللّه، و كان يكنى أبا عثمان، قد تقلّب في مناصب الدولة طويلا، و لكنه آثر أخيرا أن يعتزل المناصب و أن يهجر المجتمع إلى أن توفّي سنة 296.
و أمّا جهور بن عبيد اللّه صاحب هذه الترجمة فلا نعرف من أحداث حياته إلاّ ما ذكره ابن الأبّار (ت 65٨) من أنّه تصرّف في الكور (تولّى المقاطعات) و الأمانات و القيادة و المدينة و من أنّه وزر للخليفة عبد الرحمن الناصر (الحلّة السيراء 1:247) . و جاء في البيان المغرب (٢:٢٢٠) ، في أخبار سنة 344، أن الخليفة عبد الرحمن الناصر «قلّد الوزير جهور بن أبي عبدة النظر في جميع كتب أهل الخدمة» . و إذا كان والد جهور قد توفيّ سنة 296، فلا ينتظر أن يكون جهور نفسه قد عاش طويلا بعد 344 ه (955 م) .
كان أبو الحزم جهور بن عبد اللّه بن أبي عبدة الوزير شاعرا مكثرا، أكثر شعره الوصف و النسيب و الأدب (الحكمة) .
مختارات من شعره:
- قال أبو الحزم جهور بن أبي عبدة يصف الورد و يفضّله (على الأزهار) ، و يردّ في ذلك على ابن الروميّ الذي فضّل النرجس على الورد (2). قال أبو الحزم:
الورد أحسن ما رأت عين، و أز... كى ما سقى ماء السحاب الجائدُ (3)
خضعت نواوير الرياض لحسنه... فتذلّلت تنقاد وهي شواردُ (4)
و إذا تبدّى الورد في أغصانه... ذلّوا: فذا ميتٌ و هذا حاسدُ
و إذا أتى وفد الربيع مبشّرا... بطلوع صفحته فنعم الوافد (5)
ليس المبشِّر كالمبشَّر باسمه... خبر عليه من النبوّة شاهد (6)
و إذا تعرّى الورد من أوراقه.... بقيت عوارفه فهنّ خوالد (7)
- و قال في العتاب و النسيب:
يا عاتبا لي بالصدو... د، أ لا ذكرت قبيح غدركْ (8)
أخليت من قلبي مكا... نا كان معمورا بذكرك (9)
و أنا أحبّك، لو وثقـ...ـت، و أستديم طويل عمرك (10)
____________________
١) حق هذه الترجمة أن تأتي بعد ترجمة «الرازي المؤرخ» (ص ٢٣٨-241) .
2) قال ابن الرومي (٢٨٣ ه) : للنرجس الفضل المبين لأنّه زهر و نور و هو نبت واحد. -المبين: الظاهر، الواضح. الزهر: الورق الملوّن (أحمر، أصفر، الخ) . النور: (بفتح النون) : الورق الأبيض. يقول ابن الرومي: النرجس أفضل و أحسن لأنّه زهرته تتألف من لونين: أوراق الوسط فيها صفراء و الأوراق المحيطة بيضاء.
3) أزكى: أحسن و أطيب رائحة. الجائد: الكريم.
4) النواوير (جمع نوّار بضمّ النون و تشديد الواو) ، و النّوار جمع نوّارة (بضمّ فتشديد أيضا) : الزهر الأبيض اللون. فتذلّلت. . . : اعترفت جميع الأزهار بفضل الورد مع أنّها شوارد: عاصية لا تخضع لأحد. . .
5) النرجس يسبق الورد في الظهور (فكأنّ النرجس يبشرنا بقدوم الورد) . . .
6) . . . -و المبشّر (بكسر الشين) يكون أدنى مكانة من المبشّر (بفتح الشين) به. و الدليل على ذلك أنّ عيسى بن مريم جاء مبشّرا بمحمّد صلّى اللّه عليه و سلّم. في القرآن الكريم (6١:6 سورة الصفّ) : و إذ قال عيسى بن مريم: يا بني إسرائيل، إنّي رسول اللّه إليكم مصدّقا لما بين يدي من التوراة و مبشّرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد. . .» .
7) العوارف جمع عارفة: الإحسان. الخالد: الباقي الذي لا يزول. -و إذا تعرّى الخ: إذا ذهبت أيام الورد بقي لنا ما نصنعه من الورد (ماء الورد، الخ) .
8) أنت تلومني لأنّني تركت لقاءك، مع أنّك أنت قد خنت عهودنا.
9) أنت هجرتني مع أنني لم أكن أحبّ أحدا غيرك (لم يكن في قلبي سواك) .
10) و مع ذلك فأنا أستديم (أطلب دوام) حياتك، و أرجو أن تثق بقولي. . .
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|