المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Kleene,s Recursion Theorem
18-1-2022
العوامل الأساسية لاقتصاد المعرفة
11-6-2022
معنى كلمة ضجع
27-8-2022
إدارة الأعمال الدولية
22-4-2016
Quarter
29-10-2019
الهبوب HABOOB
2024-09-15


عين من الماء يكشف عنها علي  
  
3206   01:54 مساءً   التاريخ: 7-01-2015
المؤلف : الشيخ ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي
الكتاب أو المصدر : إعلام الورى بأعلام الهدى
الجزء والصفحة : ج1, ص346-349.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-4-2016 2951
التاريخ: 5-01-2015 3092
التاريخ: 7-01-2015 3465
التاريخ: 5-5-2016 2911

 قصة عين راحوما والراهب بأرض كربلاء والصخرة ، والخبر بذلك مشهور بين الخاصّ والعامّ ، وحديثها : أنّه (عليه السلام) لمّا توجّه إلى صفّين لحق أصحابه عطش ، فأخذوا يميناً وشمالاً يطلبون الماء فلم يجدوه ، فعدل بهم أمير المؤمنين عن الجادّة ، وسار قليلاً ، فلاح لهم دير فسار بهم نحوه ، وأمر من نادى ساكنه بالاطلاع إليهم ، فنادوه فاطّلع ، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) : هل قرب قائمك ماء ؟ فقال : هيهات ، بينكم وبين الماء فرسخان ، وما بالقرب منّي شيء من الماء .

فلوى (عليه السلام) عنق بغلته نحو القبلة وأشار بهم إلى مكان يقرب من الدير فقال : اكشفوا الأرض في هذا المكان فكشفوه بالمساحي فظهرت لهم صخرة عظيمة تلمع فقالوا: يا أمير المؤمنين ، ههنا صخرة لا تعمل فيها المساحي ، فقال (عليه السلام) : ،إنّ هذه الصخرة على الماء ، فاجتهدوا في قلعها فاجتمع القوم وراموا تحريكها فلم يجدوا إلى ذلك سبيلاً واستصعبت عليهم ، فلوى (عليه السلام) رجله عن سرجه حتّى صار إلى الأرض وحسر ذراعيه ووضع أصابعه تحت جانب الصخرة فحرّكها ثمّ قلعها بيده ودحا بها أذرعاً كثيرة، فلمّا زالت عن مكانها ظهر لهم بياض الماء فتبادروا إليه فشربوا منه ، فكان أعذب ماءٍ وأبرده وأصفاه ، فقال لهم : تزوّدوا وارتووا ففعلوا ذلك.

ثمّ جاء إلى الصخرة فتناولها بيده ووضعها حيث كانت ، وأمر أن يعفى أثرها بالتراب ، والراهب ينظر من فوق ديره ، فلمّا علم ما جرى نادى : يا معشر الناس أنزلوني أنزلوني ، فانزلوه فوقف بين يدي أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له : أنت نبيّ مرسل ؟.

قال : «لا» .

قال : فملك مقرّب ؟.

قال : «لا».

قال : فمن أنت ؟.

قال : أنا وصيّ رسول اللهّ محمّد بن عبدالله (صلّى الله عليه واله) خاتم النبيّين».

قال : ابسط يدك اُسلم للّه على يدك .

فبسط (عليه السلام) يده وقال له : اشهد الشهادتين فقال : أشهد أن لا إله إلاّ الله ، وأشِهد أنّ محمّداً رسول الله ، وأشهد أنّك وصيّ رسول اللهّ وأحقّ الناس بالأمر من بعده ، وقال : يا أمير المؤمنين إنّ هذا الدير بُني على طلب قالع هذه الصخرة ومُخرج الماء من تحتها، وقد مضى عالم كثير قبلي ولم يدركوا ذلك ، وقد رزقنيه الله عزّ وجل ،إنّا نجد في كتاب من كتبنا مآثر عن علمائنا إنّ في هذا الصقع عيناً عليها صخرة لا يعرف مكانها إلاّ نبيّ أو وصيّ نبيّ ، وإنّه لا بدّ من وليّ للّه يدعو إلى الحقّ ، آيته معرفة مكان هذه الصخرة وقدرته على قلعها ، وإنّي لمّا رأيتك قد بلغت ذلك تحقّقت ما كنّا ننتظره ، وبلغت الاُمنية منه ، فانا اليوم مسلم على يدك ومؤمن بحقّك ومولاك .

 فلمّا سمع بذلك أميرالمؤمنين بكى حتّى اخضلّت لحيته من الدموع وقال :الحمد لله الذي كنت في كتبه مذكوراً ، الحمد لله الذي لم أك عنده منسيّاً ؛ ثمّ دعا الناس وقال : اسمعوا ما يقوله أخوكم المسلم فسمع الناس مقال له وشكروا الله على ذلك ، وساروا والراهب بين يديه حتى لقي أهل الشام ، فكان الراهب في جملة من استشهد معه ، فتولّى الصلاة عليه ودفنه وأكثر من الاستغفار له ، وكان إذا ذكره يقول : ذاك مولاي.

وفي هذا الخبر ضروب من الآيات : أحدها : علم الغيب.

والآخر: القوّة الخارقة للعادة .

والثالث : ثبوت البشارة به في كتب الله الاُولى كما جاء في التنزيل {ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ } [الفتح: 29] وفي ذلك يقول السيّد إسماعيل بن محمد الحميري :

ولَقَد سرى فِي يُسَيِّرُ لَيلة                *           بَعد العِشاءِ بكربلاء فِي مَوكِبِ

حَتّى أتى مُتَبَتِّلاً في قائِم                 *           ألقى قَواعِدَهُ بقاعٍ مجدبِ

يأتِيهِ لَيسَ بِحَيثُ يَلفيَ عامرا           *           غَيرَ الوُحُوش وَغَيرَ أصلَعَ أشيَبِ

وَفدَنا فَصاحَ بِهِ فَاشرفَ ماثلاً           *           كَالنَّسرِ فوقَ شظيّةٍ مِن مَرقَبِ

قُربَ قائِمِكَ الذِي بُوِّئتَهُ                  *           ماء يُصابُ فَقالَ ما مِن مَشرَبِ

إلاّ بِغايَةِ فَرسَخَينِ وَمَن لَنا              *           بالماءِ بَينَ نَقاً وَقيٍّ سَبسبِ

فَثَنى الأعنَّةَ نَحوَ وَعثٍ فَاجتَلى         *            مَلساءَ تَرقُ كَاللُّجينِ المُذهبِ

قالَ اقلبونا إنَّكُم إن تقلِبوا               *            تَرووُا وَلا تَروونَ إن لَم تُقلبِ

فَاعصَوصَبوا فِي قَلبِها فَتمنّعت         *            مِنهُم تَمنُّع صَعبَةٍ لَم تُركَبِ

حَتّى إذا أعيَتهُمُ أهوى لَها              *            كَفّاً مَتى تَردِ المُغالبَ تَغلِبِ

فكأنّها كرَةٌ بِكَفٍّ حَزوَّر                  *           عَبلٍ الذراعِ دَحا بها في مَلعَبِ

قالَ اشربُوا مِن تَحتها مُتسَلسِلاً        *           عَذباَ يَزيدُ عَلَى الألذًّ الأعذبِ

حَتّى إذا شَرِبُوا جَميعاً رَدَّها            *            وَمَضى فَخِلتَ مَكانَها لَم يُقرَب

أعنيِ ابنَ فاطِمَةَ الوَصيّ وَمن يَقُل    *            فِي فَضلِهِ وَفَعالِهِ لا يَكذِبِ.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.