أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-01-2015
3109
التاريخ: 7-01-2015
3218
التاريخ: 5-01-2015
3311
التاريخ: 19-12-2017
3553
|
اعلم انّ المعجزة هي اظهار أمر من شخص خارج عن قدرة البشر، و يكون خارقا للعادة، بحيث يعجز الناس عن الإتيان بمثله، لكن لا يجب على ذي المعجزة ان تكون معاجزه ظاهرة دائما، و كذا لا يجب انّه كلّما رئي صاحب المعجزة رئيت المعجزة منه، بل يظهر معجزته اذا تحدّاه أحد أو طلب منه اظهارها.
أما أمير المؤمنين (عليه السلام) فقد لازمته الكثير من معاجزه و لم تكن منفكة عنه، و كان يراها الصديق و العدو، و لم يتمكن أحد من إنكارها، و هي أكثر من أن تحصى، منها شجاعته و قوته (عليه السلام) و قد اتفق على انّه كرّار غير فرّار و غالب غير مغلوب، و هذا الأمر منجل لمن نظر الى حروبه و غزواته من قبيل بدر، و أحد، و حروب البصرة و صفين و غيرها.
وقد قتل (عليه السلام) من الأعداء ليلة الهرير أكثر من خمسمائة نفر و قيل تسعمائة نفر، و كان يكبّر في كل ضربة يضربها، و من المعلوم انّ سيفه (عليه السلام) ينزل على الدروع و الخوذ الحديدية فيقدّها قدّا و يقتل صاحبها.
فهل يقدر أحد على هذا؟ مضافا الى انّ أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يكن في صدد اظهار معجزة أو خرق عادة في هذه الغزوات والحروب، بل هذه الشجاعة والقوة كانت ملازمة لوجوده الشريف غير منفكة عنه.
وقد ذكر ابن شهرآشوب قضايا كثيرة في قوته (عليه السلام)، كنتره للقماط في طفولته ، وقتله
الحية بيده وهو في المهد، و أخذه عنقها و ادخال أصابعه فيه حتى ماتت، فسمّته امّه حيدرة ، و كان منه (عليه السلام) في ضرب يده في الأسطوانة حتى دخل ابهامه في الحجر وهو باق في الكوفة وكذلك مشهد الكف في تكريت والموصل وأثر سيفه في صخرة جبل ثور عند غار النبي (صلى الله عليه واله) وأثر رمحه في جبل من جبال البادية وفي صخرة عند قلعة خيبر .
وحكاية قوته (عليه السلام) وأخذه قطب الرحى وجعله في عنق خالد بن الوليد، وأخذه أيضا خالدا باصبعه السبابة والوسطى وعصره له بهما حتى كاد ان يموت، فصاح صيحة منكرة و أحدث في ثيابه، معلومة لكل أحد .
ومنها رفعه الصخرة العظيمة التي كانت على عين ماء في طريق صفين، ورميها عن العين أربعين ذراعا، وقد عجز عن رفعها الرجال ، وحكاية قلعه لباب خيبر وقتله مرحبا أشهر من أن تذكر وقد أشرنا إليها في باب تاريخ النبي (صلّى اللّه عليه و آله).
قال ابن شهرآشوب: ومن عجائبه طول ما لقي من الحروب لم ينهزم قط و لم ينله فيها شين و لا جراح سوء و لم يبارز أحدا الّا ظفر به و لا نجا من ضربته أحد فصلح منها و لم يفلت منه قرن ولم يخرج في حروبه الّا وهو ماش يهرول طوال الدهر بغير جند الى العدو.
وما قدمت راية قوتل تحتها عليّ (عليه السلام) الّا انقلبوا (اعداؤها) صاغرين، ويروى وثبته أربعون ذراعا الى عمرو و رجوعه الى خلف عشرون ذراعا وذلك خارج عن العادة , وروى ضربته على رجليه وقطعهما بضربة واحدة مع ما كان عليه من الثياب والسلاح.
وروي انّه ضرب مرحب الكافر يوم خيبر على رأسه فقطع العمامة و الخوذة و الرأس و الحلق وما عليه من الجوشن من قدام وخلف الى أن قدّه بنصفين ... .
وأما فصاحته وبلاغته فقد اتفق فصحاء العرب وعلماء الأدب انّ كلامه فوق كلام المخلوق و دون كلام الخالق كما ذكر سابقا.
وأما علمه وحكمته فلا يدركهما احد سوى اللّه ورسوله، وليس بالامكان شرحهما مفصلا، وقد ذكرنا نبذا منها، فعروجه (عليه السلام) الى معارج العلم والحكمة من دون معلّم ومدرس بحيث لا يتمنّى أحد نيل تلك الدرجة من المعاجز الظاهرة الجليّة.
أما جوده وسخاؤه (عليه السلام) فانّه انفق كل ما حصل عليه وبات ثلاث ليال مع زوجته فاطمة وابنيه الحسن والحسين (عليهما السّلام) دون ان يفطروا على شيء وتصدقوا بطعامهم للمسكين واليتيم و الأسير.
وانفق (عليه السلام) في ركوعه خاتما ثمينا وقد انزل اللّه تعالى في شأنه وشأن أهل بيته، سورة هل أتى وآية «انما» و ذكرنا فيما سبق عتقه ألف مملوك بكدّ يمينه ورشح جبينه.
أما عبادته و زهده (عليه السلام) فباتفاق العلماء انّه سيد العابدين وقد قنع طوال عمره بخبز الشعير، ولم يتجاوز ادامه الخل والملح الجريش، وكانت له تلك القوة مع هذا القوت القليل وقد أشرنا إليها، فهذه معجزة اخرى له لأنها خارجة عن حد البشر، وقس على هذا عفوه وحلمه و رحمته وشدّته ونقمته وشرفه وتواضعه التي يقال فيها «جمع بين الأضداد وتأليف بين الأشتات».
وهذه أيضا من خوارق عاداته وفضائله (عليه السلام) كما قالها السيد الرضي رحمه اللّه في افتتاحه لنهج البلاغة فقال هناك:
ومن عجائبه (عليه السلام) التي انفرد بها وأمن المشاركة فيها، انّ كلامه الوارد في الزهد و المواعظ والتذكير والزواجر اذا تأمله المتأمل وفكّر فيه المتفكر وخلع من قلبه انّه كلام مثله ممن عظم قدره ونفذ أمره وأحاط بالرقاب ملكه، لم يعترضه الشك في انّه كلام من لا حظّ له في غير الزهادة ولا شغل له بغير العبادة، قد قبع في كسر بيت أو انقطع الى سفح جبل لا يسمع الا حسّه ولا يرى الا نفسه.
ولا يكاد يوقن بأنّه كلام من ينغمس في الحرب مصلتا سيفه، فيقطّ الرقاب ويجدّل الابطال و يعود به ينطف دما و يقطر مهجا وهو مع تلك الحال زاهد الزهاد وبدل الابدال.
وهذه من فضائله العجيبة وخصائصه اللطيفة التي جمع بها بين الأضداد وألّف بين الأشتات .
ولنعم ما قال الصفي الحلّي في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام):
جمعت في صفاتك الأضداد فلهذا عزّت لك الأنداد
زاهد حاكم حليم شجاع فاتك ناسك فقير جواد
شيم ما جمعن في بشر قط و لا حاز مثلهنّ العباد
خلق يخجل النسيم من اللطف و بأس يذوب منه الجماد
وبالجملة حوى (عليه السلام) جميع الصفات وكان فيها أعلى من كل أحد، سوى ابن عمه محمد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، فوجوده الشريف في الكون محيط بالممكنات ومن أظهر المعجزات، ولن يتمكن أحد من إنكاره (بأبي أنت و أمي يا آية اللّه العظمى و النبأ العظيم).
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|