أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-12-2017
2421
التاريخ: 2-12-2017
2272
التاريخ: 14-12-2017
2769
التاريخ: 10-12-2017
2913
|
رغم كثرة ما قيل من الشعر في مدح ورثاء آل رسول الله الطاهرين فإنّ قصائد السيد حيدر الحلّي لا زالت متألّقة ومتفوّقة في سماء الشعر والأدب ، فقوّة التعبير ، وجمال الوَصف ومميّزات أخرى تجعل الإنسان حائراً أمام هذا المستوى الرفيع من الشعر ، والبيان الساحر ، والصياغة الرائعة الفريدة!
ولا عَجَبَ من ذلك ، فقد كتبوا عن هذا الشاعر العظيم أنّه ـ رغم مواهبه وثقته بنفسه وشعره ـ كان يُجري على بعض قصائده لَمَسات فاحِصة ، يقوم خلالها بالتغيير والتعديل والتجميل ، ويَستمرّ على هذا المنوال مدة سنة كاملة ، ولذلك جاء التعبير عن بعض قصائده بـ الحَوليّات !!
أمّا شعره عن السيدة زينب الكبرى :
فالجدير بالذكر أني قرأت ( ديوان السيد حيدر الحلي ) ولم أجِد فيه التصريح باسم السيدة زينب (عليها السلام) رغم أنّه يتحدّث عنها وعن مصائبها الأليمة في كثير من قصائده الحسينيّة الرائعة!
فكأنّ التَهيّب والحياء ورعاية الأدب في السيد ، وجلالة وعظمة مقام السيدة زينب ، وَضَعت أمامه حدوداً آلى على نفسه أن لا يتخطّاها ، ومنها التصريح باسم السيدة زينب عند ذكر مصائبها ، إذ من الصعب عليه ـ وهو الإبن البارّ لأهل البيت الطاهرين الغيور عليهم ـ أن يُصرّح بتفاصيل المأساة ، فشخصيّة السيدة زينب عظيمة فوق كلّ ما يتصوّر ، والمصائب التي انصَبّت عليها هي في شدّة الفظاعة ، فهو لا يذكر اسمها بل يُشير ويُلمّح ، ويرى أنّ التلميح خيرٌ من التصريح ، والكناية أبلَغ مِن التصريح ، ولعلّ الرعشة كانت تستولي على فكره وقريحته وقلمه ، فتمنعه من التصريح ، وانهمار الدموع لم يكن يسمح له أن يُبصِر ما يكتُب! فاكتفى أن يحومَ حول الحِمى والحدود فقط.
ففي إحدى قصائده الخالدة يقول :
خُذي يا قلـوب الطالبيّين قُرحَةً ... تزول الليالي وهي دامية القِرفِ
فإنّ التي لم تبرح الخِدر أُبرزَت ... عَشِيّةَ لا كهفٌ فتأوي إلى كَهفِ
لقد رَفعَـت عنهـا يد القوم سَجفها ... وكان صفيـح الهنـد حاشيـ السَجف
وقد كان من فـرط الخفارة صوتها ... يُغَضُّ فغُضّ اليوم مِـن شـدّة الضَعفِ
وهاتفةٍ نـاحت علـى فقـد إلفِهـا ... كمـا هتفـت بالـدَوح فاقـِدةُ الإلـف
لقد فَزِعت من هجمـة القوم وُلَّهـاً ... إلى ابن أبيها وهو فوق الثـرى مُغفـي
فنـادت عليه حيـن ألفَتـه عـارياً على ... جسمه تسفي صبـا الريح ما تَسفي
حَملتُ الرزايا ـ قبل يومك ـ كلّها ... فما أنقَضَت ظهـري ولا أوهَنـَت كَتفي
ويقول ( رحمة الله تعالى عليه ) ـ في قصيدة أخرى ، يَصِفُ فيها ساعة الهجوم على مُخيّمات الامام الحسين (عليه السلام) بَعدَ مقتل الإمام ـ :
وحائرات أطـارَ القـوم أعينَهـا ... رُعباً غداة عليهـا خِدرَها هجموا
كانت بحيثُ عليهـا قومُها ضربت ... سُرادقاً أرضـه مِن عِزّهم
يكاد من هيبـةٍ أن لا يطـوف به ... حَرَمُ حتـى الملائك لـولا أنّهم
فغودِرَت بين أيـدي القوم حاسرةً ... خَدَمُ تُسبى وليس ترى مَن فيه تَعتَصِمُ
نَعـم لَـوَت جيـدها بالعَتبِ هاتفةً ... بقومهـا وحشاهـا مِلـؤُهُ ضَرَمُ
عَجّت بهم مُذ على أبرادِها اختَلَفت ... أيدي العَـدوّ ، ولكن مَن لها بِهِمُ
وله قصيدة أخرى يقوله فيها :
وأمضُّ ما جرعت من الغصص التي ... قدحت بجانحة الهدى ايراءها
هتك الطغاة على بنات محمدٍ ... حُجب النبوة خِدرها وخباءها
فتنازعت احشاءها حرق الجوى ... وتجاذبت أيدي العدوِّ رِداءَها
عجباً لحلم الله ، وهي بعينه ... برزت تطيل عويلها وبكاءها
إنّ الإنسان المُنصِف إذا وقف موقف الحياد ، ونظر نظرة فاحصة إلى ملف رجالات الشيعة ، وتتبع أحوالهم في أي مجالٍ من مجالات العلوم والفنون ، يجد أمامه الكفاءات العظيمة ، والقابليات الفريدة الّتي تناطح السحاب علواً وسمواً ، في كلّ مجالٍ من المجالات ، وفي مختلف العلوم والفنون.
أجل ..
إنّ الكفاءات عند المسلمين الشيعة كثيرة جداً وجداً وجداً ، ولكن ينقصها شيئان:
1 ـ التشجيع الكافي من القيادات الشيعية العُليا!!
2 ـ الحريّات الكافية والمناخ المناسب ، الذي يُساعد على نموّ الطاقات ، وبروز المواهب ، وظهور القابليات ، وتبلور العبقريات.
بعد هذا التمهيد .. أقول : لا نجدُ في تاريخ العرب والإسلام شاعراً نظم ملحمة شعرية والتزم فيها بقافية واحدة ، وكان طويل النفس إلى أقصى حد .. سوى العلامة الأديب الشيخ عبد المنعم الفرطوسي ( رحمة الله تعالى عليه ) فإنّ ملحمته الشعرية ـ رغم بساطتها وسلاسة التعبير فيها ـ فريدة .. ولا مثيل لها في التأريخ ، حيث إنّ أبياتها تُناهزُ الخمسين ألف بيتاً !!
وقد اخترنا من ملحمته الفريدة بعض الأبيات حول سيدتنا زينب الكبرى ( سلام الله عليها ) :
هي أزكى صديقةٍ قد تربّت ... بين حجر الصديقة الزهراء
وتغذت من فيض علم علي ... وعلوم النبيّ خير غذاء
وارتوت بالمعين نهلاً وعلاً ... من علوم السبطين خير ارتواء
وتبنت نهج البلاغة نهجاً ... وهو فيض من سيد البلغاء
وهي كانت تُفضي بعهد عليّ ... بعلوم الأحكام بين النساء
ورآها الوصي تروي ظماءً ... من علوم القرآن خير رواء
قال : هذي الحروف رمز خفيّ ... لمصاب الحسين في كربلاء
وبعهد السجاد للناس تفتي ... بدلاً عنه وهو رهن البلاء
وعليّ السجاد أثنى عليها ... وعليّ من أفضل الأمناء
كان يروي ( الثبت ابن عباس ) عنها ... وهو حَبرٌ من أفضل العلماء
حيث كانت في الفقه مرجع صدقٍ ... لرواة الحديث والفقهاء
* * * *
هي قُدسٌ به العفاف تزكّى ... وهي أزكى قدساً من العذراء
هي قلبُ الحسين صبراً وبأساً ... عند دَفع الخطوب والأرزاء
وهي أختُ الحسين عيناً وقلباً ... ويداً في تحمل الأعباء
شاركته بنهضة الحقّ بِدءاً ... وختاماً وفي عظيم البلاء
وجهاد الحسين اصبح حيّاً ... بجهاد الحوراء للأعداء
وعظيم الإيمان منها تجلّى ... حين قالت والسبطُ رَهنَ العراء :
ربّ هذا قرباننا لك يهدى ... فتقبل منا عظيم الفداء
وعباداتُها وناهيك فيها ... وهي أسمى عبادة ودعاء
حين تأتي بوردها من جلوسٍ ... وهي نضوٌ من شدة الإعياء
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|