المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Band
6-5-2021
معنى كملة نضد‌
10-1-2016
أحمد بن علي بن وصيف (المعروف بابن خشكنانجه)
10-04-2015
الأخلاق وجذرها اللغوي في القرآن الكريم.
30/11/2022
الاعتدال في أعمال الدنيا والآخرة.
2023-03-14
إخراج التمثيليات الإذاعية
13/9/2022


قصائد السيد حيدر الحلّي  
  
13156   04:00 مساءً   التاريخ: 2-12-2017
المؤلف : السيد محمّد كاظم القزويني .
الكتاب أو المصدر : زينب الكبرى (عليها السلام) من المهد الى اللحد
الجزء والصفحة : ص639-648.
القسم : السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب / وفاة السيدة زينب ومدفنها /

رغم كثرة ما قيل من الشعر في مدح ورثاء آل رسول الله الطاهرين فإنّ قصائد السيد حيدر الحلّي لا زالت متألّقة ومتفوّقة في سماء الشعر والأدب ، فقوّة التعبير ، وجمال الوَصف ومميّزات أخرى تجعل الإنسان حائراً أمام هذا المستوى الرفيع من الشعر ، والبيان الساحر ، والصياغة الرائعة الفريدة!

ولا عَجَبَ من ذلك ، فقد كتبوا عن هذا الشاعر العظيم أنّه ـ رغم مواهبه وثقته بنفسه وشعره ـ كان يُجري على بعض قصائده لَمَسات فاحِصة ، يقوم خلالها بالتغيير والتعديل والتجميل ، ويَستمرّ على هذا المنوال مدة سنة كاملة ، ولذلك جاء التعبير عن بعض قصائده بـ الحَوليّات !!

أمّا شعره عن السيدة زينب الكبرى :

فالجدير بالذكر أني قرأت ( ديوان السيد حيدر الحلي ) ولم أجِد فيه التصريح باسم السيدة زينب (عليها السلام) رغم أنّه يتحدّث عنها وعن مصائبها الأليمة في كثير من قصائده الحسينيّة الرائعة!

فكأنّ التَهيّب والحياء ورعاية الأدب في السيد ، وجلالة وعظمة مقام السيدة زينب ، وَضَعت أمامه حدوداً آلى على نفسه أن لا يتخطّاها ، ومنها التصريح باسم السيدة زينب عند ذكر مصائبها ، إذ من الصعب عليه ـ وهو الإبن البارّ لأهل البيت الطاهرين الغيور عليهم ـ أن يُصرّح بتفاصيل المأساة ، فشخصيّة السيدة زينب عظيمة فوق كلّ ما يتصوّر ، والمصائب التي انصَبّت عليها هي في شدّة الفظاعة ، فهو لا يذكر اسمها بل يُشير ويُلمّح ، ويرى أنّ التلميح خيرٌ من التصريح ، والكناية أبلَغ مِن التصريح ، ولعلّ الرعشة كانت تستولي على فكره وقريحته وقلمه ، فتمنعه من التصريح ، وانهمار الدموع لم يكن يسمح له أن يُبصِر ما يكتُب! فاكتفى أن يحومَ حول الحِمى والحدود فقط.

ففي إحدى قصائده الخالدة يقول :

 

خُذي يا قلـوب الطالبيّين قُرحَةً ... تزول الليالي وهي دامية القِرفِ

فإنّ التي لم تبرح الخِدر أُبرزَت ... عَشِيّةَ لا كهفٌ فتأوي إلى كَهفِ

لقد رَفعَـت عنهـا يد القوم سَجفها ... وكان صفيـح الهنـد حاشيـ السَجف

وقد كان من فـرط الخفارة صوتها ... يُغَضُّ فغُضّ اليوم مِـن شـدّة الضَعفِ

وهاتفةٍ نـاحت علـى فقـد إلفِهـا ... كمـا هتفـت بالـدَوح فاقـِدةُ الإلـف

لقد فَزِعت من هجمـة القوم وُلَّهـاً ... إلى ابن أبيها وهو فوق الثـرى مُغفـي

فنـادت عليه حيـن ألفَتـه عـارياً على ... جسمه تسفي صبـا الريح ما تَسفي

حَملتُ الرزايا ـ قبل يومك ـ كلّها ... فما أنقَضَت ظهـري ولا أوهَنـَت كَتفي

 

ويقول ( رحمة الله تعالى عليه ) ـ في قصيدة أخرى ، يَصِفُ فيها ساعة الهجوم على مُخيّمات الامام الحسين (عليه السلام) بَعدَ مقتل الإمام ـ :

وحائرات أطـارَ القـوم أعينَهـا ... رُعباً غداة عليهـا خِدرَها هجموا

كانت بحيثُ عليهـا قومُها ضربت ... سُرادقاً أرضـه مِن عِزّهم

يكاد من هيبـةٍ أن لا يطـوف به ... حَرَمُ حتـى الملائك لـولا أنّهم

فغودِرَت بين أيـدي القوم حاسرةً ... خَدَمُ تُسبى وليس ترى مَن فيه تَعتَصِمُ

نَعـم لَـوَت جيـدها بالعَتبِ هاتفةً ... بقومهـا وحشاهـا مِلـؤُهُ ضَرَمُ

عَجّت بهم مُذ على أبرادِها اختَلَفت ... أيدي العَـدوّ ، ولكن مَن لها بِهِمُ

 

وله قصيدة أخرى يقوله فيها :

وأمضُّ ما جرعت من الغصص التي ... قدحت بجانحة الهدى ايراءها

هتك الطغاة على بنات محمدٍ ... حُجب النبوة خِدرها وخباءها

فتنازعت احشاءها حرق الجوى ... وتجاذبت أيدي العدوِّ رِداءَها

عجباً لحلم الله ، وهي بعينه ... برزت تطيل عويلها وبكاءها

 

إنّ الإنسان المُنصِف إذا وقف موقف الحياد ، ونظر نظرة فاحصة إلى ملف رجالات الشيعة ، وتتبع أحوالهم في أي مجالٍ من مجالات العلوم والفنون ، يجد أمامه الكفاءات العظيمة ، والقابليات الفريدة الّتي تناطح السحاب علواً وسمواً ، في كلّ مجالٍ من المجالات ، وفي مختلف العلوم والفنون.

أجل ..

إنّ الكفاءات عند المسلمين الشيعة كثيرة جداً وجداً وجداً ، ولكن ينقصها شيئان:

1 ـ التشجيع الكافي من القيادات الشيعية العُليا!!

2 ـ الحريّات الكافية والمناخ المناسب ، الذي يُساعد على نموّ الطاقات ، وبروز المواهب ، وظهور القابليات ، وتبلور العبقريات.

بعد هذا التمهيد .. أقول : لا نجدُ في تاريخ العرب والإسلام شاعراً نظم ملحمة شعرية والتزم فيها بقافية واحدة ، وكان طويل النفس إلى أقصى حد .. سوى العلامة الأديب الشيخ عبد المنعم الفرطوسي ( رحمة الله تعالى عليه ) فإنّ ملحمته الشعرية ـ رغم بساطتها وسلاسة التعبير فيها ـ فريدة .. ولا مثيل لها في التأريخ ، حيث إنّ أبياتها تُناهزُ الخمسين ألف بيتاً !!

 

وقد اخترنا من ملحمته الفريدة بعض الأبيات حول سيدتنا زينب الكبرى ( سلام الله عليها ) :

هي أزكى صديقةٍ قد تربّت ... بين حجر الصديقة الزهراء

وتغذت من فيض علم علي ... وعلوم النبيّ خير غذاء

وارتوت بالمعين نهلاً وعلاً ... من علوم السبطين خير ارتواء

وتبنت نهج البلاغة نهجاً ... وهو فيض من سيد البلغاء

وهي كانت تُفضي بعهد عليّ ... بعلوم الأحكام بين النساء

ورآها الوصي تروي ظماءً ... من علوم القرآن خير رواء

قال : هذي الحروف رمز خفيّ ... لمصاب الحسين في كربلاء

وبعهد السجاد للناس تفتي ... بدلاً عنه وهو رهن البلاء

وعليّ السجاد أثنى عليها ... وعليّ من أفضل الأمناء

كان يروي ( الثبت ابن عباس ) عنها ... وهو حَبرٌ من أفضل العلماء

حيث كانت في الفقه مرجع صدقٍ ... لرواة الحديث والفقهاء

 

* * * *

هي قُدسٌ به العفاف تزكّى ... وهي أزكى قدساً من العذراء

هي قلبُ الحسين صبراً وبأساً ... عند دَفع الخطوب والأرزاء

وهي أختُ الحسين عيناً وقلباً ... ويداً في تحمل الأعباء

شاركته بنهضة الحقّ بِدءاً ... وختاماً وفي عظيم البلاء

وجهاد الحسين اصبح حيّاً ... بجهاد الحوراء للأعداء

وعظيم الإيمان منها تجلّى ... حين قالت والسبطُ رَهنَ العراء :

ربّ هذا قرباننا لك يهدى ... فتقبل منا عظيم الفداء

وعباداتُها وناهيك فيها ... وهي أسمى عبادة ودعاء

حين تأتي بوردها من جلوسٍ ... وهي نضوٌ من شدة الإعياء

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.