المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28
آثار رعمسيس السادس (عمارة غرب)
2024-11-28

Spin-Spin Splitting: The Effect of Nonequivalent Neighboring Hydrogens
3-1-2020
فيروس X للبطاطس (Potato virus x (PVX
2024-04-04
القواعد الحسان لتفسير القرآن- عبد الرحمن بن ناصر السعدي
9-5-2017
كوكبة الدب الأكبر Ursa Major
2023-11-07
Hipparchus of Rhodes
19-10-2015
هل يعلم تأويل القرآن غير الله سبحانه
10-10-2014


الأب وبناء النفس لأداء الوظيفة التربوية  
  
2002   12:41 مساءً   التاريخ: 23-11-2017
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الاب في التربية
الجزء والصفحة : ص80-83
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

يجب ان نبني انفسنا لأداء هذه الوظيفة، ويرتبط هذا الواجب بوجود الولد طبعاً. فصلاح الاب وفساده يؤثران على الطفل حتما، وقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله) قوله : ( أن الله ليفلح بصلاح الرجل المؤمن ولده وولد ولده). ويقول الامام الباقر (عليه السلام) في هذا الشأن ايضاً : (يحفظ الاطفال بصلاح آبائهم)

نعم، على الاباء ان يهيئوا انفسهم لهذه المرحلة وانجاز هذه المسؤولية بأفضل وجه ويثبتوا مهارتهم وكفاءتهم. ولا يمكن تربية النشء تربية جيدة لتقر بهم العيون الا من خلال تحمل هذه المسؤولية وعدم التهرب منها.

ـ على طريق البناء :

لقد قيل الكثير عن الامور التي يجب على الانسان الاهتمام بها وبناء نفسه بموجبها. وسوف نشير فيما يلي إلى بعض منها :

1- الوعي: ويمثل الخطوة الاولى في حياة الانسان الذي سيفتح عينيه ويفكر بحالة الظواهر التي تحيط به وكيف يمكنه ان يعيش حياة مستقرة وسعيدة، ويتخذ المواقف المختلفة.

وللوعي ميدان واسع للغاية. اذ انه يشمل معرفة النفس والظواهر المختلفة ومعرفة المنزلة وقيمة الذات، ومعرفة الدين ايضاً وتعاليمه المختلفة وسيبقى الانسان قاصراً عن تربية الآخرين ما لم يعرف نفسه ودوره ومنزلته.

ينبغي للشخص الذي يريد ان يصبح أبا ان يعرف ماذا يجري في المجتمع، وما العوامل المؤثرة عليه، وكيف يستسلم للتأثيرات الايجابية للهرب من المؤثرات السلبية.

ان افتقاد الوعي يعقد العملية التربوية ويفشلها. ويمكن اكتسابه من خلال اللجوء إلى اصحاب الخبرة والكتب والمؤلفات وإلى الذين اجتازوا هذا الامتحان بنجاح باهر خاصة اولئك الذين تمكنوا من بناء اولاد صالحين ومفيدين لمجتمعه.

2- توفير اللقمة الحلال: للطعام دور مهم جدا في بناء الانسان ويجب على من يريد الترقي في سلم البناء والصلاح ان يهتم بما يأكله، واللقمة الحلال توفر اسباب العديد من النجاحات.

كيف يمكننا ان نطهر نفوسنا وننزهما ونسير بها في طريق الخير و الصلاح ونحن نتناول طعام الشبهة ونلبس لباس الشهرة ونسكن في منازل مغصوبة ونعيش في اجواء فاسدة ومنحرفة.

فالنفس الملوثة لا تدعو ابدا واذا ما دعت فلا يستجاب لها، ولا يمكن ربط علاقة جيدة بينها وبين خالقها.

كما يؤثر الطعام على النطفة وعلى تأثير الكلام، فكيف سيكون ذلك الانسان الذي سينشأ من نطفة معقودة من طعام حرام او شبهة، وما هي خصائصه وسماته؟

ويجب الاهتمام ايضا بطعام الولد بعد ولادته من نطفة طاهرة لتأثير ذلك على تربيته وخلقه وصفاته. اذ انه سيكون مستعدا للانحراف الخلقي والسلوكي فيما لو نشأ على الطعام الحرام.

3- الايمان والاعتقاد: ثمة ملاحظة مهمة في هذا الموضوع وهي ان ايمان الاب بالحساب والكتاب والمعاد والجزاء وعواقب الاعمال، وايمانه بوظيفة الابوة والائتمان الالهي، يؤثر بشدة على تربية الطفل.

فالأب الذي لا يؤمن في جميع تصرفاته بان الذي يراقبه خالقه لا يمكنه ان يجد ويسعى في تربية اولاده، ولا يشعر ابدا ان هذا المولود هو جزء منه وانه مسؤول عن مصيره ومستقبله.

ولا يثق مثل هؤلاء الاولاد بآبائهم لانهم لا يرتبطون بهم ايمانيا وعقائدياً وسوف لا يمتثلون إلى اوامرهم.

فالإيمان عامل ضروري لتوفير الامن وثقة الاب بالطريق الذي يسلكه، ويوفر ايضا تصديق الولد بما يسمعه من والده ويشاهد.

4- العمل: يعتبر الاب القدوة لولده ومثال عمله، فما يفعله الاب يمثل حجة لطفله الذي سيقلده في ذلك العمل نفسه ـ سواء كان حسنا او سيئاً - وما اكثر الاباء الذين يقدمون لأولادهم نماذج فاسدة بعمله وسلوكهم ويؤدي ذلك إلى فساد الطفل طبعاً.

فالآباء مسؤولون عن عمل اولادهم، وان ما يقومون به يمثل درسا لهم، لذا يجب ان تكون تصرفات الاباء حكيمة خالصة مع جميع الشوائب، واعمالهم هادفة وتصب في طريق رضا الخالق وتقوم على التعاليم الالهية حتى يتمكن الطفل من السير في طريق الخير والسعادة.

5- الاهتمام والحذر: يجب على الاب وهو يمارس مسؤوليته ان يحذر الاصابة بالابتلاءات لان الامراض والمفاسد والادمان على المخدرات تؤثر على الاطفال، ويرتبط العديد من اسباب النقص العضوي والجسدي والتخلف العقلي والامراض المزمنة بالوالدين واصابتهما او احدهما بالسفلس والادمان على الكحول والمخدرات قديما وحديثاً.

حري بالأب ان يكون صادقا مع نفسه على الاقل لينجح في تربية ولده، وان يقوم ـ دون خجل ـ بإصلاح عيوبه والابتعاد عن الحرام، وان يعتصم بخالقه من خلال عبادته ويستعين بالقرآن كي يتمكن من ايجاد ملكة التقوى لدى اولاده.

كما يجب على الاب ايضا ان يبني ذاته ويحذر سوء الظن وحب الجاه وضعف النفس والتكبر والغرور ويستعيض عن ذلك بعزة النفس والوقار والهمة العالية والعقل والحلم والعلم والشجاعة، وان يضع نصب عينيه طلب الخير للآخرين وحسن الظن بهم وذلك لتأثير هذه الصفات على روح الانسان وبنائها قويا وسليما وانتقال تأثير ذلك إلى اولاده.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.