مثال الطهارة الباطنية والظاهرية
المؤلف:
الخطيب الشيخ حسين انصاريان
المصدر:
الاُسرة ونظامها في الإسلام
الجزء والصفحة:
ص 365 ــ 366
2025-12-11
41
ذات مرة قضيت عشر ليالي في مدينة بروجرد لغرض التبليغ، وقد وددت أن اطلع عن طريق شيوخ المدينة على أحوال المرجع الكبير آية الله العظمى السيد البروجردي.
فحدثني شيخ في التسعين من عمره أن جميع مساعي والدة السيد كانت تنصب على أن ترضعه وهي على وضوءٍ وطهارة.
وذات ليلة كان البرد فيها قارصاً كانت بحاجة إلى أن تغتسل ولم يكن بوسعها الخروج من المنزل فتوكلت على الله واغتسلت بالماء البارد ثم ارضعت طفلها.
أن الالتزام المعنوي للام والجهود المخلصة للاب خرّجا للإسلام رجلاً أحدث تغييرات جبارة في الحوزات العلمية الشيعية على الأصعدة العلمية والعملية والأخلاقية.
يا ايتها البنات عليكن بالاستعداد إلى مرحلة الأمومة متجهزات بالضوابط الالهية والانسانية، وأنتن ايتها الأمهات! عليكن المحافظة على حقيقة الأمومة لديكن، فالله وحده يعلم مدى الربح الذي ينالكن في الدنيا والآخرة إثر ولادة وتربية مثل هؤلاء الابناء.
من الذين يشفعون يوم القيامة، المؤمن والعالم والشهيد ولم يتحدد عدد من يحق لهم أن يشفعوا له، اذ لهم الحق أن يشفعوا لكل من يستحق الشفاعة، ولا شك في أن الأم هي أول من يشفع له هؤلاء الثلاثة.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ثلاثة يشفعون إلى الله عز وجل فيشفعون: الأنبياء، ثم العلماء، ثم الشهداء) (1).
وقال الباقر (عليه السلام): (ان المؤمن ليشفع في مثل ربيعة ومضر، وأن المؤمن ليشفع حتى لخادمه...).
فيا ايتها البنات والامهات! لم لا تكونن ممن ينالون شفاعة ابنائهم العلماء والشهداء والمؤمنين يوم القيامة؟ أليس من الغبن أن تضيعن حقيقة الأمومة من أجل أيام معدودات في هذه الدنيا الدنية، وتعملن على تدمير البناء الروحي لأولادكن الذين يعتبرون وديعة الهية عندكن وتجعلنهم العوبة بيد شياطين الغرب والشرق؟!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ البحار: ج 8، ص 34.
الاكثر قراءة في الآباء والأمهات
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة