المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الحـساب الخـتامـي
17-6-2022
Gauss-Kuzmin Distribution
2-5-2020
مباني الديك الرومي وتجهيزاتها
2024-04-30
عبد الله فكري
4-8-2018
لمحات قرانيه .. إنّما أعظكم بواحدة أن تقوموا للّه‏
5-05-2015
الممارسات ذات الصلة بالزراعة العضوية
12-7-2019


تربية الأبناء  
  
1870   10:43 صباحاً   التاريخ: 28-10-2017
المؤلف : د. رضا باك نجاد
الكتاب أو المصدر : الواجبات الزوجية للمرأة في الاسلام
الجزء والصفحة : ص13ـ17
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-9-2019 1899
التاريخ: 11/9/2022 1193
التاريخ: 30-5-2021 1749
التاريخ: 25-5-2018 1781

لم يَدخل مصطلح (تربية الأبناء) حتى الآن الى الميادين الفنية للكتاب الذين يحرصون على استكناه علل الحياة كي يتسنَّى لمعلولاتها النشوء في أجواء صالحة.

ولكن يوجد بين أيدينا دليل موثق بأنه لو دُوّنت كتب تعلم الزوج أصول مداراة الزوجة ، وتتعلم منها المرأة آداب مدارة الزوج ليكونا راضيين عن بعضهما ولا يستخدمان العنف، ولا يأذنان للتجبر بدخول دارهما. وكل ذلك من أجل أن يكون الأب والأم والبيت والآداب التي تحكم هذه العناصر الثلاثة كوسيلة أو وسائل من أجل بلوغ النتيجة والغاية، وهي تربية الأبناء.

ولهذا السبب يلاحظ أنهم مهما أكثروا من تدوين الكتب في حقل التربية يدركون بأن الكثير من القيم الإنسانية لم تنعكس من القلم على الورق ومن الورق الى العقول. بيد أن كل ما كتب حول آداب مراعاة الزوجة، وآداب مراعاة الزوج ، كان له تأثير ملحوظ في تقريب كل من الأب والأم الى مستواهما ودورهما الحقيقي، ويؤدي بالمرأة الى الانصياع الى سلطة الرجل لأنها تجد فيها تجسيدا لأمومتها، وتحقيقا لدورها في تنشئة الأولاد وتربيتهم، وفي كل ذلك تجسيد لأحلام الأب الوردية القديمة في تربية الولد الصالح الذي يرى فيه انعكاسا لكامل شخصيته.

... صرّح رسول الله (صلى الله عليه واله) بأن سعادة المرء رهينة بالزوجة الصالحة، واعتبر من جهة أخرى العمل الصالح في ما يخلفه المرء وراءه من علم ينتفع به (على اعتبار ان العلم الذي يودع في الكتب هو مادة الحياة) وفي ما يخلفه من صدقة جارية، وفي ما يخلفه من ولد صالح ، معتبرا تعاون هؤلاء الثلاثة وتظافرهم كتظافر النحلة والزهرة والإنسان؛ فسر بقاء هؤلاء الثلاثة يكمن في ما يوجد بينهم من دواعي التعاون، ويؤثر كل واحد منهم في الآخر تأثيرا طيبا. أما الكائنات الخالية من روح التعاون من أمثال: الفهد والنمر. فهي معرضة للفناء والزوال.

رغم ان الفتاة أكثر انفصالا عن ماضيها من الفتى؛ وذلك بسبب تعلقها بالمستقبل أكثر من الفتى، ولأنها أكثر شوقا منه الى الزواج ، وتعلم أنها تاركة دار أبيها وأهليها وملتحقة بزوجها، ألا تعوّض عن هذ العلاقة بعلاقة وثيقة جديدة مع البيت الجديد وأهليه ومن سيولد فيه؟ من الطبيعي ان أعباء كثيرة تلقى على كاهل الفتى، ويجب عليه النهوض بها، ولا يفوّض شيئا منها الى الفتاة إلا عرضا. يقول فرويد في هذا المضمار إن الفتاة إذا لم تعثر على فتى احلامها، فإنها تتقبل هذا الزوج الذي وهبته لها الحياة كبديل عن فتاها المحبوب. وإذا لم يحصل الفتى على فتاة موافقة لما يهوى، فإنه يلقي بتبعات ذلك على الدهر، ويعزو ذلك الى سوء حظه والى خسرانه لما كان يأمل فيه النجاح. وهكذا يستسلمان للحياة ويقسمان بينهما واجبات الحياة الزوجية، فيصبحان شخصا واحدا، وإن كانا في الخارج أثنين. مثلما أن الشخص وثيابه واحد، لكنهما في الحقيقة شيئان مختلفان. فقد قال تعالى في كتابه الكريم:{هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} [البقرة:187].

 وقال عز وجل في موضع آخر :{ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [الزخرف: 32].

يذهب بعض المعاندين ـ سهوا او عمدا ـ الى اعتبار (سخريا) دلالة على إرادة الله في هيمنة بعض الناس على بعض، في حين ان أول الآية وآخرها يرجعان (رحمة ربك) الى داخل الآية بشكل يرغم المرء على الاعتراف بأن الاهتمام انصب على ظاهر الآية فحسب، ولا علاقة للمسألة بما تصوره المعاندون. فالباري تعالى يسأل هنا: هل يتدخل هؤلاء في تقسيم رحمة الله؟ ثم يقول : نحن نقسم بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا، ونسخر بعضهم لبعض، ورحمة ربك خير من كل ما ينالون.

روي ان النبي موسى ، على نبينا وآله وعليه السلام سأل الله أن يؤدي كل إنسان عمله بنفسه بحيث لا يحتاج الى أحد. لكنه أدرك بأن الإنسان لا يتسنى له قضاء حاجاته لوحده من قبيل: تحضير الخبز واللحم والثياب وما شابه ذلك. ولهذا السبب فإن بني الإنسان مضطرون لتسخير بعضهم بعضا.

وهذه المعيشة من معالم رحمة الله؛ فهو عز وجل ينسب تقسيم المعيشة في الحياة الى نفسه. ومن الطبيعي أنَّ جميع الناس يطمحون في أن يكونوا في المقدمة من حيث الجاه والمقام والثروة. ولكن بما ان الناس غير متساوين في القدرات والحظوظ فهم ينسبون ما لديهم من نواقص الى طبيعة التقسيم. ولكن بما ان أول الآية يشير الى الرحمة الإلهية، ويجعل الشؤون المعاشية في معزل عنها، فهو عندما يذكر الرحمة الإلهية في آخر الآية، يجعلها خارج إطار ذلك التقسيم. ولو أننا تأملنا دقيقا في هذا المعنى لعلمنا بأنه يتطابق مع الحديث الوارد عن الإمام الصادق (عليه السلام):(لا جبر ولا تفويض، بل أمر بين أمرين) (1). والشيعة يعلمون بأن الحياة تسير في اتجاه يقع بين تياري الجبر والاختيار.

اليهود يعتبرون أنفسهم مخيرين: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} [المائدة: 64]. أما النصارى فيعتبرون أنفسهم مجبرين. فأولئك يتصورون الله مغلول اليد ومسلوب الإرادة، وهؤلاء يتصورون وكأن أيديهم مكبلة. أما الشيعة فيصورون الأمر وكأن إحدى أيديهم بيد الله والأخرى طليقة، بل وكأنهم يضعون أيديهم في أيدي بعضهم حيث يقسم الله معيشتهم بينهم، ويتداولون في ما بينهم ما قسمه الله لهم، ويستخدمون قواهم وطاقاتهم في إدارة شؤونهم المعاشية. أي ليست يد الله مغلولة، ولا يد الإنسان مقيدة. ويتلخص هذا المعنى عند الشيعة في القول بأن الإنسان مفوض في إطار الجبر.

وهذا المعنى الذي مر ذكره ينطبق على قبول الزواج أيضا؛ فالقبول بالزواج سواء من قِبل الفتى إذا لم يجد الفتاة كما كان يتصورها في مخيلته، او من قبل الفتاة التي وجدت في زواجها بديلا عن فتى أحلامها، يعتبر كمثال على قبول معنى الآية الشريفة حيث ينصاع الإنسان بالإجبار الى القسم المتعلق منها بأصل الزواج والمعيشة، على اعتبار أن الإنسان مجبور على الزواج ، أما اختيار الزوج المحبوب فيتوقف على مدى اختيار الإنسان، فإذا ما روعيت شروط الاختيار الصحيح، ينال عند ذاك ما تشتهي نفسه من درجات المحبة.

وإنما أوردت هذه المقدمة لكي لا يقول قائل بأن الرسل أتوا في وقت كانت فيه أكثرية الناس معرضة عن أحكام الله، فما الفائدة المتوخاة من إرسال الأنبياء؟ وما مدى نجاح معلمي العلوم الأخلاقية والتربوية في تهذيب سلوك الناس؟ وهل ينبغي إغلاق الجامعات الأخلاقية والتربوية والتفريط بمعلميها بذريعة أن أحدا من الناس لم يهذب أخلاقه ؟

____________

1ـ بحار الأنوار، ج5، ص17.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.