أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-10-2017
682
التاريخ: 18-10-2017
586
التاريخ: 18-10-2017
605
التاريخ: 18-10-2017
714
|
نكبة ابن مقلة وخبر الوزارة
كان الوزير بن مقلة قد بعث سنة ثلاث و عشرين إلى محمد بن رائق بواسط يطالبه بارتفاع أعمال واسط و البصرة و كان قد قطع الجبل فلما جاءه كتاب ابن مقلة كتب إليه جوابه يغالطه و كتب إلى الرضي بالسعي في الوزارة و أنه يقوم بنفقات الدار و أرزاق الجند فجهز الوزير ابنه سنة أربع و عشرين لقصده و ورى بالأهواز و أنفد رسوله إلى ابن رائق بهذه التورية يؤنسه بها و باكر القصر لانفاد الرسول فقبض عليه المظفر بن ياقوت و الحجرية و كان المظفر قد أطلق من محبسه و أعيد إلى الحجبة فاستحسن الراضي فعلهم و اختفى أبو الحسين ابن الوزير و سائر أولاده و حرمه و أصحابه و أشار إلى الحجرية و الساجية بوزارة علي بن عيسى فامتنع و سار بأخيه عبد الرحمن فاستوزره الراضي و صادر ابن مقلة ثم عجز عن تمشية الأمور و ضاقت عليه الجباية فاستعفى من الوزارة فقبض عليه الراضي و على أخيه على ثلاثة أشهر من وزارته و استوزر أبا جعفر محمد بن القاسم الكرخي فصادر علي بن عيسى على مائة ألف دينار ثم عجز عن الوزارة و ضاقت الأموال و انقطعت و طمع أهل الأعمال فيما بأيديهم فقطع ابن رائق حمل واسط و البصرة و قطع ابن البريدي حمل الأهواز و أعمالها و انقطع حمل فارس لغلب ابن بويه عليها و لم يبق غير هذه الأعمال و نطاق الدولة قد تضايق إلى الغاية و أهل الدولة مستبدون على الخلافة و الأحوال متلاشية فتحير أبو جعفر و كثرت عليه المطالبات و ذهبت هيبته فاختفى لثلاثة أشهر و نصف من وزارته و استوزر الراضي مكانه أبا القاسم سليمان بن الحسن فكان حاله مثل حال من قبله في قلة المال و وقوف الحال.
استيلاء ابن رائق على الخليفة
و لما رأى الراضي و قوف الحال من الوزراء استدعى أبا بكر محمد بن رائق من واسط و كاتبه بأنه قد أجابه إلى ما عرض من السعي في الوزارة على القيام بالنفقات و أرزاق الجند فسر ابن رائق بذلك و شرع يتجهز للمسير ثم أنفذ إليه الراضي الساجية و قلده إمارة الجيش و جعله أمير الأمراء و فوض إليه الخراج و الدواوين و المعادن في جميع البلاد و أمر بالخطبة له على المنابر و انحدر إليه الدواوين و الكتاب و الحجاب و لما جاءه الساجية قبض عليهم بواسط في ذي الحجة من سنة أربع و عشرين و نهب رجالهم و دوابهم و متاعهم ليوفر أرزاقهم على الحجرية فاستوحشوا لذلك و خيموا بدار الخلافة و أصعد ابن رائق إلى بغداد و فوض الخليفة إليه أمرهم و أمر الحجرية بتقويض خيامهم و الرجوع إلى منازلهم و أبطل الدواوين و صير النظر إليه فلم يكن الوزير ينظر في شيء من الأمور و بقي ابن رائق و كتابه ينظرون في جميع الأمور فبطلت الدواوين و بيوت الأموال من يومئذ و صارت لأمير الأمراء و الأموال تحمل إلى خزانته و يتصرف فيها كما يريد و يطلب من الخليفة ما يريد و تغلب أصحاب الأطراف و زال عنهم الطاعة و لم يبق للخليفة إلا بغداد و أعمالها و ابن رائق مستبد عليه و أما باقي الأعمال فكانت البصرة في يد ابن رائق و خوزستان و الأهواز في يد ابن البريدى و فارس في يد عماد الدولة ابن بويه و كرمان في يد علي بن الياس و الري و أصبهان في يد ركن الدولة ابن بويه و وشمكير أخو مرداويج ينازعه في هذه الأعمال و الموصل و ديار بكر و مضر و ربيعة في يد حمدان و مصر و الشام في يد ابن طغج و المغرب و أفريقية في يد العبيدين و الأندلس في يد عبد الرحمن بن الناصر من ولد عبد الرحمن الداخل و ما وراء النهر في يد بني سامان و طبرستان في يد الديلم و البحرين و اليمامة في يد أبي الطاهر القرمطي و لم يبق لنا من الأخبار إلا ما يتعلق بالخلافة فقط في نطاقها المتضايق أخيرا و إن كانت مغلبة و هي أخبار ابن رائق و البريدي و أما غير ذلك من الأعمال التي اقتطعت كما ذكرناه فنذكر أخبار منفردة و نسوق المستبدين دولا كما شرطناه أول الكتاب ثم كتب ابن رائق عن الراضي إلى أبي الفضل بن جعفر بن الفرات و كان على الخراج بمصر و الشام و ظن أنه بوزارته تكون له تلك الجباية فوصل إلى بغداد و ولي وزارة الراضي و ابن رائق جميعا......
مسير الراضي وابن رائق لحرب ابن البريدي
ثم اعتزم ابن رائق سنة خمس و عشرين على الراضي في المسير إلى واسط لطلب ابن البريدي في المال ليكون أقرب لمناجزته فانحدر في شهر محرم و ارتاب الحجرية بفعله مع الساجية فتخلفوا ثم تبعوه فاعترضهم و أسقط أكثرهم من الديوان فاضطربوا و ثاروا فقاتلهم و هزمهم و قتل منهم جماعة و لجأ فلهم إلى بغداد فأوقع بهم لؤلؤ صاحب الشرطة و نهبت دورهم و قطعت أرزاقهم و قبضت أملاكهم و قتل ابن رائق من كان في حبسه من الساجية و سار هو و الراضي نحو الأهواز لإجلاء ابن البريدي منها و قدم إليه في طلب الاستقامة و توعده فجدد ضمان الأهواز بألف دينار في كل شهر و يحمل في كل يوم قسطه و أجابه إلى تسليم الجيش لمن يسير إلى قتال ابن بويه لنفرتهم عن بغداد و عرض ذلك على الراضي فأشار الحسين بن علي القونجي وزير ابن رائق بأن لا تقبل لأنه خداع و مكر و أشار أبو بكر بن مقاتل بإجابته و عقد الضمان على ابن البريدي عاد ابن رائق و الراضي إلى بغداد فدخلاها أول صفر و لم يف ابن البريدي بحمل المال و أنفذ ابن رائق جعفر بن ورقاء ليسير بالجيش إلى فارس و دس إليهم ابن البريدي أن يطلبوا منه المال ليتجهزوا به فاعتذر فشتموه و تهددوه بالقتل و أتى ابن البريدي فأشار عليه بالنجاء ثم سعى ابن مقاتل لابن البريدي في وزارة ابن رائق عوضا عن الحسين القونجي و بذل عنه ثلاثين ألف دينار فاعتذر له بسوابق القونجي عنده و سعيه له و كان مريضا فقال له ابن مقاتل : إنه هالك ! فقال ابن رائق : قد أعلمني الطبيب أنه ناقه فقال: الطبيب يراجيك فيه لقربة منك ولكن سل ابن أخيه علي بن حمدان و كان القونجي قد استناب ابن أخيه في مرضه فأشار عليه ابن مقاتل أن يعرف الأمير إذا سأله بمهلكه و أشار عليه أن يستوزره فلما سأله ابن رائق أيأسه منه فقال ابن رائق : عند ذلك لابن مقاتل : أكتب لابن البريدي يرسل من ينوب عنه في الوزارة فبعث أحمد بن الكوفي و استولى مع ابن مقاتل على ابن رائق و سعوا لابن البريدي أبي يوسف في ضمان البصرة و كان عامل البصرة من قبل ابن رائق محمد بن يزداد و كان شديد الظالم و العسف بهم فخادعه ابن البريدي و أنفذ أبو عبد الله مولاه إقبالا في ألقي رجل و أقاموا في حصن مهدي قريبا فعلم ابن يزداد أنه يروم التغلب على البصرة و أقاما على ذلك و أقام ابن رائق شأن هذا العسكر في حصن مهدي و بلغه أيضا أنه استخدم الحجريين الذين أذن لهم في الانسياح في الأرض وأنهم اتفقوا مع عسكره على قطع الحمل و كاتبه يطردهم عنه فلم يفعل فأمر ابن الكوفي أن يكتب إلى ابن البريدي بالكتاب على ذلك و يأمر بإعادة العسكر من حصن مهدي فأجاب باعدادهم للقرامطة و ابن يزداد عاجز عن الحماية و كان القرامطة قد وصلوا إلى الكوفة في ربيع الآخر و خرج ابن رائق في العساكر إلى حصن ابن هبيرة و لم يستقر بينهم أمر و عاد القرمطي إلى بلده ابن رائق إلى واسط فكتب ابن البريدي إلى عسكره بحصن مهدي أن يدخلوا البصرة و يملكوها من يد ابن يزداد و أمدهم جماعة من الحجرية فقصدوا البصرة و قاتلوا ابن يزداد فهزموه و لحق بالكوفة و ملك إقبال مولى ابن البريدي و أصحابه البصرة و كتب ابن رائق إلى البريدي يتهدده و يأمره بإخراج أصحابه من البصرة فلم يفعل.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية والثقافية يجري اختبارات مسابقة حفظ دعاء أهل الثغور
|
|
|