أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2017
634
التاريخ: 17-10-2017
771
التاريخ: 17-10-2017
460
التاريخ: 17-10-2017
730
|
وزارة أبي علي محمد بن علي بن مقلة:
هو صاحب الخط الحسن المشهور الذي تضرب بحسنه الأمثال، وهو أول من استخرج هذا الخط ونقله من الوضع الكوفي إلى هذا الوضع، وتبعه بعده ابن البواب. كان في ابتداء أمره يخدم في بعض الدواوين في كل شهر بستة دنانير، ثم إنه تعلق بأبي الحسن بن الفرات الوزير واختص به، وكان ابن الفرات كالبحر سماحاً وجوداً، فرفع من قدره وأعلى من شأنه، فمكث بين يديه يعرض عليه رقاعاً في مهمات الماس وينتفع بسبب ذلك، وكان ابن الفرات يأمره بالتحصيل من هذه الجهة إيثاراً لنفعه، فمازال على ذلك حتى علت حاله وكثر ماله، ولما ولي ابن الفرات الوزارة الثانية تمكن ابن مقلة في دولته ونبعت حاله وعرض جاهه. ثم إن الشيطان نزغ بينه وبين أبي الحسن علي بن الفرات، فاستوحش كل منهما من صاحبه، فكفر ابن مقلة إحسان ابن الفرات ودخل في جملة أعدائه والسعاة عليه حتى جرت النكبة على ابن الفرات، فلما رجع ابن الفرات إلى الوزارة قبض عليه وصادره على مائة ألف دينار أدتها عنه زوجته، وكانت ذات مال طائل، وكانت لابن مقلة يد طولى في الكتابة والإنشاء، وكانت توقيعاته غير مذمومة في فنها، وله شعر، فمنه:
جربني الدهر على صرفه *** فلم أخر عند التصاريف
ألفت يوميـــه، ويا ربمــا *** يؤلف شيء غير مألوف
حدث أبو عبد الله أحمد بن اسماعيل المعروف بزنجي كاتب ابن الفرات قال: لما نكب ابن مقلة وحبس لم أدخل إليه في محبسه ولا كاتبته ولا توجعت له على ما بيني وبينه من المودة والصداقة خوفاً من ابن الفرات، فلما طالت به المحنة كتب إلي رقعة فيها:
ترى حرمت كتب الإخلاء بينهم *** أبن لي، أم القرطاس أصبح غاليا
فمـا كان لو ساءلتنا كيف حالنا *** وقـــد دهمتنــا نكبــــــة هي مـاهيا
صديقـك من راعاك في كل شدةٍ *** وكـــــلاً تراه في الرخـــاء مراعيا
فهلك عــدوي لا صديقـي فإنني *** رأيت الأعـــادي يرحمون الأعاديا
ومن شعره ما كتب به إلى ولده وقد مرض:
لقــاك ربـــك صحــــةً وســــلامة ً *** ووقاك بي من طارق الأهواء
ذكرت شكاتك لي وكأسي في يدي *** فمزجتهـا دمعي مكـــان الماء
ومن شعره:
لست ذا ذلـة إذا غضني الده *** ر ولا شــامخاً إذا واتاني
أنا نار في مرتقى نفس الحا *** سد ماء جـارٍ مع الإخوان
استوزره المقتدر وخلع عليه خلع الوزارة في سنة ست عشرة وثلثمائة، واستقل بأعباء الوزارة أمراً ونهياً وبذل فيها ما مبلغه خمسمائة ألف دينار، ثم عزل وقبض عليه ثم أعيد، ومازال تتقلب به الأحوال حتى استوزره الراضي، ثم جرت خطوب أوجبت أن الراضي حبسه بداره وضيق عليه. وسعى به أعداؤه إلى الراضي وخوفوه من غائلته فقطع يده اليمنى، ومكث في الحبس مدةً مقطوع اليد، وكان ينوح على يده ويقول: يد كتبت بها كذا وكذا مصحفاً، وكذا وكذا حديثاً من أحاديث الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، ووقعت إلى شرق الأرض وغربها، تقطع كما تقطع أيدي اللصوص! ومن شعره يشير إلى قطع يده:
مـــا مللت الحيــــاة لكـن توثق *** ت بأيمانهــم فبـــانت يميني
ثم أحسنت ما استطعت بجهدي *** حفظ أرواحهم فما حفظوني
ليس بعـــد اليمين لــــذة عيشٍ *** يا حياتي بانت يميني فبيني
وفي ذلك يقول بعض الشعراء:
لئن قطعوا إحدى يديه مخافةً *** لأقلامه لا للســــيوف الصوارم
فمــا قطعوا رأياً إذا ما أجاله *** رأيت الردى بين اللها والغلاصم
ولما قطع الراضي يد ابن مقلة كتب باليسار مثلما كان يكتب باليمين، ثم شد على يده المقطوعة قلماً وكتب بها، فلم يفرق بين خطه قبل قطعها وبعده.
ومن الاتفاقات العجيبة أنه تولى الوزارة ثلاث دفعات وسافر ثلاث دفعات ودفن ثلاث دفعات؛ دفن بدار الخليفة لما قتل بها وذلك بعد قطع يده بمديدة، ثم سأل أهله تسليمه إليهم فنبش وسلم إليهم فدفنوه، ثم طلبته زوجته فنبشته ودفنته بدارها.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|