المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Binary compounds
11-6-2019
معنى كلمة شحح
6-3-2022
حالة اسبانيا قبل الفتح الإسلامي.
2023-03-21
قطب تابع consequent pole
20-6-2018
احكام النية في صلاة الجماعة
26-10-2016
فكر الإسلام الأموي
19-5-2017


نبأ استشهاد الزهراء (عليها السلام)  
  
3950   03:43 مساءً   التاريخ: 16-12-2014
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص174-176.
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / شهادتها والأيام الأخيرة /

روي في (كشف الغمة) وغيره : ان فاطمة (عليها السلام) لما دنت وفاتها قالت لأسماء بنت عميس : ائتيني بماء حتى أتوضأ به.

وفي رواية اخرى : انها اغتسلت أحسن غسل، وقالت : هاتي طيبي الذي أتطيب به، وهاتي ثيابي التي اصلي فيها.

قال : وقالت لأسماء : ان جبرئيل (عليه السلام) أتى النبي (صلى الله عليه واله) لما حضرته الوفاة بكافور من الجنة، فقسمه اثلاثا، ثلثا لنفسه، وثلثا لعلي، وثلثا لي، وكان اربعين درهما، فقالت : يا أسماء، ائتيني ببقية حنوط والدي من موضع كذا وكذا فضعيه عند راسي، فوضعته ثم تسجت بثوبها، وقالت : انتظريني هنيئة وادعيني فان اجبتك والا فاعلمي اني قد قدمت على أبي، فانتظرتها هنيئة، ثم نادتها فلم تجبها، فنادت : يا بنت محمد المصطفى، يا بنت أكرم من حملته النساء، يا بنت خير من وطئ الحصى، يا بنت من كان ربه قاب قوسين او ادنى، قال : فلم تجبها، فكشفت الثوب عن وجهها فاذا بها قد فارقت الدنيا، فوقعت عليها تقبلها وهي تقول : فاطمة، اذا قدمت على أبيك رسول الله (صلى الله عليه واله) فاقرئيه عن أسماء بنت عميس السلام،  فبينا هي كذلك اذ دخل الحسن والحسين (عليهما السلام)، فقالا : يا أسماء ما ينيم أمنا في هذه الساعة؟, قالت : يا ابني رسول الله، ليست امكما نائمة؛ قد فارقت الدنيا، فوقع عليها الحسن (عليه السلام) يقبلها مرة ويقول : يا اماه، كلميني قبل ان تفارق روحي بدني , قال : واقبل الحسين (عليه السلام) يقبل رجلها ويقول : يا اماه انا ابنك الحسين، كلميني قبل ان يتصدع قلبي فأموت، فقالت لهما اسماء : يا ابني رسول الله، انطلقا الى ابيكما علي (عليه السلام) فاخبراه بموت امكما، فخرجا حتى اذا كانا قرب المسجد رفعا اصواتهما بالبكاء، فابتدرهم جمع من الصحابة، فقالوا : ما يبكيكما يا ابني رسول الله لا ابكى الله أعينكما، لعلكما نظرتما الى موقف جدكما فبكيتما شوقا اليه؟ فقالا : او ليس قد ماتت امنا فاطمة، قال : فوقع علي (عليه السلام) على وجهه يقول : بمن العزاء يا بنت محمد (صلى الله عليه واله)، كنت بك اتعزى ففيم العزاء من بعدك، ثم قال (عليه السلام) :

لكل اجتماع من خليلين فرقة         وكل الذي دون الفراق قليل

وان افتقادي واحدا بعد واحد          دليل على ان لا يدوم خليل

وفي (روضة الواعظين) في تتمة الخبر المتقدم : فصاحت اهل المدينة صيحة واحدة واجتمعت نساء بني هاشم في دارها فصرخوا صرخة واحدة كادت المدينة ان تتزعزع من صراخهن وهن يقلن : يا سيدتنا، يا بنت رسول الله (صلى الله عليه واله)، وأقبل الناس مثل عرف الفرس الى علي (عليه السلام) وهو جالس، والحسن والحسين (عليهما السلام) بين يديه يبكيان، فبكى الناس لبكائهم، وخرجت ام كلثوم وعليها برقعة وتجر ذيلها متجللة برداء عليها تحبسها وهي تقول : يا أبتاه، يا رسول الله، الان حقا فقدناك فقدا لا لقاء بعده ابدا، واجتمع الناس فجلسوا وهم يضجون وينتظرون ان تخرج الجنازة فيصلون عليها، وخرج ابو ذر فقال : انصرفوا، فان ابنة رسول الله (صلى الله عليه واله) قد أخر اخراجها في هذه العشية، فقام الناس فانصرفوا، فلما ان هدأت العيون ومضى من الليل شطره اخرجها علي والحسن والحسين وعمار والمقداد وعقيل والزبير وأبو ذر وسلمان وبريدة ونفر من بني هاشم وخواصه وصلوا عليها ودفنوها في جوف الليل، وسوى علي (عليه السلام) حواليها قبورا مزورة مقدار سبعة حتى لا يعرف قبرها.

وقال بعضهم من الخواص : قبرها سوي مع الارض مستويا، فمسح مسحا سواء مع الارض حتى لا يعرف موضعه انتهى ما في الروضة.

وفي رواية اخرى في (المناقب) : انه (عليه السلام) رش ماء على أربعين قبرا حتى يشتبه قبرها، وكل ذلك انما فعله (عليه السلام) حتى لا يعرف اولئك موضع قبرها ولا يصلوا عليها، ولا يخطر ببالهم نبش قبرها (عليها السلام) .

 

ولهذا وقع الاختلاف في موضع قبرها (عليها السلام) ، فقال بعضهم : انها في البقيع حول قبور ائمة البقيع، وقال بعضهم : انه بين قبر ابيها ومنبره لقوله (صلى الله عليه واله) : ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة، والاصح انها مدفونة في بيتها كما دلت عليه الروايات الصحيحة.
وروى ابن شهرآشوب في (المناقب) وغيره : انه لما صاروا بها الى القبر المبارك خرجت يدان من وسط القبر شبيهتان بيدي النبي (صلى الله عليه واله) فتناولتها.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.