المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

المصحف العثماني بقرطبة
1-5-2022
الإقناع في التحدث بالنسبة للمذيع
10/9/2022
semantic triangle
2023-11-14
ضمانات المتهم في الطعن بطريق التمييز
6-8-2022
Binet Forms
24-10-2020
مراحل النمو والتربية الأخلاقية
2023-02-21


مكانة الزهراء (عليها السلام)  
  
3180   01:40 صباحاً   التاريخ: 16-12-2014
المؤلف : ابي جعفر محمد بن ابي القاسم الطبري
الكتاب أو المصدر : بشارة المصطفى "ص" لشيعة المرتضى "ع"
الجزء والصفحة : ج4,ص274-275.
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / مناقبها /

حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ، قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، قال : حدّثنا جعفر بن سلمة ، قال : حدّثنا إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن إبراهيم بن موسى بن أخت  الواقدي ، قال : حدّثنا أبو قتادة الحراني ، عن عبد الرحمان بن العلا الحضرمي ، عن سعيد بن المسيب ، عن ابن عباس قال : إنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) كان جالساً ذات يوم وعنده علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) فقال : اللهمّ إنّك تعلم أنّ هؤلاء أهل بيتي وأكرم الناس عليَّ ، فأحبب  مَن يحبّهم وابغض مَن يبغضهم ، ووالِ مَن والاهم وعاد مَن عاداهم وأعِن مَن أعانهم ، واجعلهم مطهَّرين من كل رجس معصومين من كل ذنب ، وأيّدهم بروح القدس منك .

ثمّ قال ( صلّى الله عليه وآله ) : يا علي ، أنت إمام أُمتي وخليفتي عليها بعدي وأنت قائد المؤمنين إلى الجنّة ، وكأنّي أنظر إلى ابنتي فاطمة قد أقبلت يوم القيامة على نجيب من نور ، عن يمينها سبعون ألف ملك وعن شمالها سبعون ألف ملك وبين يديها سبعون ألف ملك وخلفها سبعون ألف ملك ، تقود مؤمنات أُمتي إلى الجنّة ، فأيّما امرأة صلّت في اليوم والليلة خمس صلوات وصامت شهر رمضان وحجّت بيت الحرام ، وزكّت مالها وأطاعت زوجها ووالت علياً بعدي دخلت الجنّة بشفاعة ابنتي فاطمة ، وإنّها سيّدة نساء العالمين ، فقيل : يا رسول الله هي سيّدة  نساء عالمها ؟.

 فقال عليه وآله الصلاة والسلام : ذاك لمريم بنت عمران ، فأمّا ابنتي فهي سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين ، وإنّها لتقوم في محرابها فيسلّم عليها سبعون ألف ( ملك ) من الملائكة المقرّبين ، وينادونها بما نادت به الملائكة مريم فيقولون : يا فاطمة ، إنّ الله اصطفاكِ وطهّركِ واصطفاكِ على نساء العالمين .

ثمّ التفت إلى علي ( عليه السلام ) فقال : يا علي ، إنّ فاطمة بضعة منّي ، ونور عيني  وثمرة فؤادي ، يسوؤني ما ساءها ويسرّني ما سرّها ، وإنّها أوّل لحوق يلحقني من أهل بيتي فأحسِن إليها بعدي ، وأمّا الحسن والحسين فهما ابناي وريحانتاي وهما سيّدا شباب أهل الجنّة ، فليكونا عليك كسمعك وبصرك .

ثمّ رفع ( صلّى الله عليه وآله ) يديه إلى السماء فقال : اللهمّ إنّي أشهدُك أنّي محبّ لمن أحبّهم ومبغض لمن أبغضهم ، وسِلم لمن سالمهم وحرب لمن حاربهم ، وعدوّ لمن عاداهم ووليّ لمن والاهم.

 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.