المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الزهراء تشكوا مظلوميتها الى الله ورسوله  
  
3539   11:00 صباحاً   التاريخ: 16-12-2014
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص158-159.
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / شهادتها والأيام الأخيرة /

في (كتاب سليم بن قيس) بعد ايراد حديث طويل، قال : ثم ان فاطمة (عليها السلام) بلغها ان ابا بكر قبض فدكا، فخرجت في نساء بني هاشم حتى دخلت على أبي بكر فقالت : يا أبا بكر، تريد ان تأخذ مني ارضا جعلها لي رسول الله (صلى الله عليه واله)، وتصدق بها علي في الوجيف الذي لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب، اما كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول : المرء يحفظ في ولده، وقد علمت انه لم يترك لولده شيئا غيرها.

فلما سمع ابو بكر مقالتها والنسوة معها دعا بدواة ليكتب به لها، فدخل عمر فقال : يا خليفة رسول الله، لا تكتب لها حتى تقيم البينة بما تدعي.

فقالت فاطمة (عليها السلام) : نعم، اقيم البينة، قال : من؟ قال : علي وأم ايمن، فقال عمر : لا تقبل شهادة امراة عجمية لا تفصح، واما علي فيجر النار الى قرصه، فرجعت فاطمة (عليها السلام) وقد دخلها من الغيظ ما لا يوصف.

في بعض الروايات : انها اتت بالحسنين ايضا شاهدين، فقال عمر : انهما صغيران.

وفي رواية اخرى : ان ابا بكر كتب لها كتابا فراها عمر في الطريق وبصق في كتابها ومزقه، فقالت : بقر الله بطنك كما بقرت كتابي.

وقد ورد في روايات كثيرة : انها (عليها السلام) لما بلغها عزم ابي بكر على منعها فدكا لاثت خمارها واقبلت في لمة من حفدتها ونسائها حتى دخلت على ابي بكر وهو في جمع من المهاجرين والانصار، فنيطت دونها ملاءة، ثم انها (عليها السلام) اتت بخطبة في غاية الفصاحة والبلاغة، واقامت الحجج والبراهين وصدقها جميع المهاجرين والانصار، ثم قالت :أنشدكم الله! هل سمعتم رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول : فاطمة بضعة مني، من اذاها فقد اذاني، ومن اذاني اذى الله، فقالوا كلهم : نعم، فقالت (عليها السلام) : اشهدكم الله! ان ابا بكر وعمر قد اذياني فاستحقا اللعنة، ثم تلت (عليها السلام) : { إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا } [الأحزاب: 57] ، ورجعت (عليها السلام) الى دارها، وبقيت مريضة الى ان توفيت، وكان علي (عليه السلام) يصلي في المسجد الصلوات الخمس، وكان ابو بكر وعمر يسألان احوالها من علي (عليه السلام)، الى ان اشتد مرضها (عليها السلام)، وكلما طلبا الاذن في الدخول عليها امتنعت من ذلك، وقالت : اللهم انهما قد اذياني، فانا اشكوهما اليك والى رسولك (صلى الله عليه واله) لا والله! لا ارضى عنكما ابدا حتى القى ابي رسول الله واخبره بما صنعتما، فيكون هو الحاكم فيكما.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.