المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

CAPACITORS IN PARALLEL
15-10-2020
مصادر اليود وأقسامه
22-7-2016
اللامية من هاشميات الكميت الاسدي
11-8-2016
أحوال أهل الأعراف
9-08-2015
(السلم التدريجي لتباين المشكلات البيئية) - المخاطر البيئية
1/9/2022
كيفية دفن جماعة في قبر واحد
17-12-2015


لماذا رفضت زيارة أمي؟  
  
2464   01:16 مساءً   التاريخ: 6-9-2017
المؤلف : علي رباني الخلخالي
الكتاب أو المصدر : أم البنين النجم الساطع
الجزء والصفحة : ص171-173.
القسم : أبو الفضل العباس بن علي بن أبي طالب / أم البنين / كرامات ام البنين و التوسل بها /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-9-2017 2504
التاريخ: 6-9-2017 2456
التاريخ: 6-9-2017 2510
التاريخ: 6-9-2017 2782

حدّث المرحوم الحاج عبد الرسول علي الصغار، التاجر المعروف، ورئيس غرفة تجارة بغداد حينذاك قال: في الخمسينات تشرفت بحج بيت الله الحرام وزيارة النبي وأهل بيته العظام - صلوات الله عليهم وسلامه - وكان زملائي في السفرة كلّ من السيد هادي مگوطر، من السادة المحترمين ومن رؤساء عشائر الفرات من رجال ثورة العشرين ضدّ المستعمر الانجليزي، والشيخ عبد العباس آل فرعون، رئيس عشائر آل فتلة، وهي أعرق وأكبر عشائر الفرات الأوسط في العراق.

ولمّا وصلنا المدينة المنوّرة للتشرف بزيارة المرقد الطاهر للرسول الأعظم ومواقد أهل بيته الطاهرين - صلوات الله عليه وعليهم أجمعين -، وفي عصر أحد الأيام قصدنا كالعادة زيارة مراقد الأئمة الطاهرين (عليهم ‌السلام) في بقيع الغرقد وبعد الانتهاء من مراسيم الزيارة قصدنا زيارة قبور المنتسبين إلى أهل البيت (عليهم ‌السلام) وبعض الصحابة الكرام حتى انتهينا إلى قبر السيدة فاطمة بنت حزام الكلابية أُم البنين أُم العباس (عليه ‌السلام).

فقلت لعبد العباس آل فرعون: تعال نزور قبر أُم البنين.

فأجابنا بتعاليه وغطرسته المعهودتين: دعنا من هذا، أتريدنا نزور النساء هذه المرة ونحن رجال.

وتركنا وخرج من البقيع، ذهبت أنا والسيد هادي المگوطر لزيارتها.

وفي فجر اليوم التالي استيقظت من نومي وتفقدت عبد العباس فلم أجده في فراشه، وكنا في غرفة واحدة، فانتظرته قليلاً وقلت في نفسي: ربما ذهب إلى الحمام، ولكن طال انتظاري ولم يعد، فقلقت عليه، وأيقظت زميلي الآخر السيد هادي المگوطر وقلت له: أين ذهب يا ترى؟ فهذه بعض ملابسه، كما أنّ هميانه لا يزال تحت وسادته، فاشتد قلقنا عليه أكثر فأكثر، ولما طالت مدة غيابه بدأنا نفكر إلى أين نذهب؟ وكيف نبحث عنه؟ ومن نسأل؟ وممن نستفسر؟

وبعد فترة قصيرة فتح باب الغرفة ودخل علينا وهو في حالة مثيرة من شدة تأثره، وعيناه حمراوان كعلقة الدم من شدة البكاء، فقمنا بوجهه وقلنا له: خيراً إن شاء الله، أين كنت، وما هذه الحالة التي نراك عليها؟ قال: دعوني استريح حتى أحدثكم: وبعد أن استقرّ به المقام واستراح قال: تذكرون حادثة عصر يوم أمس عندما رفضت زيارة قبر أٌم البنين (عليها ‌السلام) وخرجت من البقيع؟

قلنا: نعم نتذكرها جيداً.

فقال: قبل الفجر رأيت فيما يرى النائم كأني في صحن أبي الفضل العباس (عليه ‌السلام) في كربلاء، ورأيت الناس يدخلون إلى الحرم الشريف زرافات زرافات لزيارة أبي الفضل العباس، وعندما هممت بدخول الحرم الشريف مع الداخلية منعت من الدخول فاستغربت وسألت: من الذي منعني؟ لماذا لم يأذن لي بالدخول؟

قال الحارس: إنّ سيدي أبا الفضل قد أمرني بذلك.

فقلت للحارس: لماذا؟

قال: لا أعلم.

وكلما حاولت أن أعرف السبب لم أعرفه، وهممت بالدخول مراراً فمنعت أشد المنع، وحيل بيني وبين دخول الحرم حتى وصل بي الأمر إلى التوسل والبكاء على رغم عزة دمعتي وندرتها - كما تعلمون - حتى أضناني التعب والاجهاد، ولما لم أجد نتيجة توسلت هذه المرة بالحارس ورجوته أن يذهب إلى سيدي أبي الفضل ويسأله عن سبب منعي من الدخول إلى حرمه؟!

ذهب الحارس برهة ثم رجع وقال: يقول لك سيدي أبو الفضل: لماذا رفضت زيارة قبرة أُمي وتعاليت عليها؟ فاني لا أذن لك بالدخول حتى تقصدها وتزورها.

فاستيقظت لهول الرؤيا فزعاً وذهبت إلى البقيع مسرعاً وبدون شعور لزيارة قبر السيدة الطاهرة أُم البنين، والاعتذار إليها عما صدر مني من التقصير تجاهها، والتوسل إليها لتشفع لي عند ولدها ليعفو عني ويقبلني، وها أنا قد رجعت من عندها تواً كما ترون، سلام الله عليهم أجمعين .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.