أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-15
198
التاريخ: 2023-05-01
1290
التاريخ: 6-12-2016
1726
التاريخ: 17-10-2018
1627
|
( وَاجِبُهُ ) أَيْ وَاجِبُ الْوُضُوءِ ( النِّيَّةُ ) وَهِيَ الْقَصْدُ إلَى فِعْلِهِ ( مُقَارِنَةً لِغُسْلِ الْوَجْهِ ) الْمُعْتَبَرِ شَرْعًا ، وَهُوَ أَوَّلُ جُزْءٍ مِنْ أَعْلَاهُ، لِأَنَّ مَا دُونَهُ لَا يُسَمَّى غُسْلًا شَرْعًا ، وَلِأَنَّ الْمُقَارَنَةَ تُعْتَبَرُ لِأَوَّلِ أَفْعَالِ الْوُضُوءِ وَالِابْتِدَاءِ بِغَيْرِ الْأَعْلَى لَا يُعَدُّ فِعْلًا ( مُشْتَمِلَةً ) عَلَى قَصْدِ ( الْوُجُوبِ ) إنْ كَانَ وَاجِبًا بِأَنْ كَانَ فِي وَقْتِ عِبَادَةٍ وَاجِبَةٍ مَشْرُوطَةٍ بِهِ ، وَإِلَّا نَوَى النَّدْبَ ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ لِأَنَّهُ خَارِجٌ عَنْ الْغَرَضِ .
( وَالتَّقَرُّبِ ) بِهِ إلَى اللَّهِ تَعَالَى ، بِأَنْ يَقْصِدَ فِعْلَهُ لِلَّهِ امْتِثَالًا لِأَمْرِهِ أَوْ مُوَافَقَةً لِطَاعَتِهِ ، أَوْ طَلَبًا لِلرِّفْعَةِ عِنْدَهُ بِوَاسِطَتِهِ ، تَشْبِيهًا بِالْقُرْبِ الْمَكَانِيِّ ، أَوْ مُجَرَّدًا عَنْ ذَلِكَ ، فَإِنَّهُ تَعَالَى غَايَةُ كُلِّ مَقْصِدٍ.
( وَالِاسْتِبَاحَةُ ) مُطْلَقًا ، أَوْ الرَّفْعُ حَيْثُ يُمْكِنُ ، وَالْمُرَادُ رَفْعُ حُكْمِ الْحَدَثِ ، وَإِلَّا فَالْحَدَثُ إذَا وَقَعَ لَا يَرْتَفِعُ وَلَا شُبْهَةَ فِي إجْزَاءِ النِّيَّةِ الْمُشْتَمِلَةِ عَلَى جَمِيعِ ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ فِي وُجُوبِ مَا عَدَا الْقُرْبَةِ نَظَرٌ ، لِعَدَمِ نُهُوضِ دَلِيلٍ عَلَيْهِ .
أَمَّا الْقُرْبَةُ فَلَا شُبْهَةَ فِي اعْتِبَارِهَا فِي كُلِّ عِبَادَةٍ ، وَكَذَا تَمْيِيزُ الْعِبَادَةِ عَنْ غَيْرِهَا حَيْثُ يَكُونُ الْفِعْلُ مُشْتَرَكًا ، إلَّا أَنَّهُ لَا اشْتَرَاك فِي الْوُضُوءِ حَتَّى فِي الْوُجُوبِ وَالنَّدْبِ ، لِأَنَّهُ فِي وَقْتِ الْعِبَادَةِ الْوَاجِبَةِ الْمَشْرُوطَةِ بِهِ لَا يَكُونُ إلَّا وَاجِبًا ، وَبِدُونِهِ يَنْتَفِي ( وَجَرْيُ الْمَاءِ ) بِأَنْ يَنْتَقِلَ كُلُّ جُزْءٍ مِنْ الْمَاءِ عَنْ مَحَلِّهِ ، إلَى غَيْرِهِ بِنَفْسِهِ أَوْ بِمُعَيَّنٍ ( عَلَى مَا دَارَتْ عَلَيْهِ الْإِبْهَامُ ) بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ ( وَالْوُسْطَى ) مِنْ الْوَجْهِ ( عَرْضًا وَمَا بَيْنَ الْقِصَاصِ ) - مُثَلَّثُ الْقَافِ - وَهُوَ مُنْتَهَى مَنْبَتِ شَعْرِ الرَّأْسِ ( إلَى آخِرِ الذَّقَنِ ) بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ وَالْقَافِ الْمَفْتُوحَةِ مِنْهُ ( طُولًا ) مُرَاعِيًا فِي ذَلِكَ مُسْتَوَى الْخِلْقَةِ فِي الْوَجْهِ وَالْيَدَيْنِ .
وَيَدْخُلُ فِي الْحَدِّ مَوَاضِعُ التَّحْذِيفِ ، وَهِيَ مَا بَيْنَ مُنْتَهَى الْعِذَارِ وَالنَّزَعَةِ الْمُتَّصِلَةِ بِشَعْرِ الرَّأْسِ وَالْعِذَارُ وَالْعَارِضُ ، لَا النَّزَعَتَانِ بِالتَّحْرِيكِ ، وَهُمَا الْبَيَاضَانِ الْمُكْتَنِفَانِ لِلنَّاصِيَةِ ( وَتَخْلِيلُ خَفِيفِ الشَّعْرِ ) وَهُوَ مَا تُرَى الْبَشَرَةُ مِنْ خِلَالِهِ فِي مَجْلِسِ التَّخَاطُبِ ، دُونَ الْكَثِيفِ وَهُوَ خِلَافُهُ ، وَالْمُرَادُ بِتَخْلِيلِهِ إدْخَالُ الْمَاءِ خِلَالَهُ لِغَسْلِ الْبَشَرَةِ الْمَسْتُورَةِ بِهِ ، أَمَّا الظَّاهِرَةُ خِلَالَهُ فَلَا بُدَّ مِنْ غَسْلِهَا.
كَمَا يَجِبُ غَسْلُ جُزْءٍ آخَرَ مِمَّا جَاوَرَهَا مِنْ الْمَسْتُورَةِ مِنْ بَابِ الْمُقَدَّمَةِ .
وَالْأَقْوَى عَدَمُ وُجُوبِ تَخْلِيلِ الشَّعْرِ مُطْلَقًا وِفَاقًا لِلْمُصَنِّفِ فِي الذِّكْرَى وَالدُّرُوسِ وَلِلْمُعَظَّمِ ، وَيَسْتَوِي فِي ذَلِكَ شَعْرُ اللِّحْيَةِ وَالشَّارِبِ ، وَالْخَدِّ وَالْعِذَارِ وَالْحَاجِبِ ، وَالْعَنْفَقَةِ وَالْهُدُبِ .
( ثُمَّ ) غَسْلُ الْيَدِ ( الْيُمْنَى مِنْ الْمِرْفَقِ ) بِكَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِ الْفَاءِ أَوْ بِالْعَكْسِ وَهُوَ مَجْمَعُ عَظْمَاتِ الذِّرَاعِ وَالْعَضُدِ ، لَا نَفْسَ الْمَفْصِلِ ( إلَى أَطْرَافِ الْأَصَابِعِ ثُمَّ ) غَسْلُ ( الْيُسْرَى كَذَلِكَ ) ، وَغَسْلُ مَا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ الْخُدُود مِنْ لَحْمٍ زَائِدٍ ، وَشَعْرٍ وَيَدٍ وَإِصْبَعٍ ، دُونَ مَا خَرَجَ وَإِنْ كَانَ يَدًا ، إلَّا أَنْ تُشْتَبَهَ الْأَصْلِيَّةُ فَتُغْسَلَانِ مَعًا مِنْ بَابِ الْمُقَدِّمَةِ .
( ثُمَّ مَسْحُ مُقَدَّمِ الرَّأْسِ ) ، أَوْ شَعْرِهِ الَّذِي لَا يَخْرُجُ بِمَدِّهِ عَنْ حَدِّهِ ، وَاكْتَفَى الْمُصَنِّفُ بِالرَّأْسِ تَغْلِيبًا لِاسْمِهِ عَلَى مَا نَبَتَ عَلَيْهِ ( بِمُسَمَّاهُ ) أَيْ مُسَمَّى الْمَسْحِ ، وَلَوْ بِجُزْءٍ مِنْ إصْبَعٍ ، مَمَرًّا لَهُ عَلَى الْمَمْسُوحِ لِيَتَحَقَّقَ اسْمُهُ لَا بِمُجَرَّدِ وَضْعِهِ ، وَلَا حَدَّ لِأَكْثَرِهِ نَعَمْ يُكْرَهُ الِاسْتِيعَابُ ، إلَّا أَنْ يَعْتَقِدَ شَرْعِيَّتَهُ فَيَحْرُمُ ، وَإِنْ كَانَ الْفَضْلُ فِي مِقْدَارِ ثَلَاثِ أَصَابِعَ .
( ثُمَّ مَسَحَ ) بَشَرَةِ ظَهْرِ الرِّجْلِ ( الْيُمْنَى ) مِنْ رُءُوسِ الْأَصَابِعِ إلَى الْكَعْبَيْنِ وَهُمَا قُبَّتَا الْقَدَمَيْنِ عَلَى الْأَصَحِّ وَقِيلَ إلَى أَصْلِ السَّاقِ ، وَهُوَ مُخْتَارُهُ فِي الْأَلْفِيَّةِ .
( ثُمَّ ) مَسَحَ ظَهْرَ ( الْيُسْرَى ) كَذَلِكَ ( بِمُسَمَّاهُ ) فِي جَانِبِ الْعَرْضِ ( بِبَقِيَّةِ الْبَلَلِ ) الْكَائِنِ عَلَى أَعْضَاءِ الْوُضُوءِ مِنْ مَائِهِ ( فِيهِمَا) أَيْ فِي الْمَسْحَيْنِ ، وَفُهِمَ مِنْ إطْلَاقِهِ الْمَسْحَ أَنَّهُ لَا تَرْتِيبَ فِيهِمَا فِي نَفْسِ الْعُضْوِ فَيَجُوزُ النَّكْسُ فِيهِ دُونَ الْغُسْلِ ، لِلدَّلَالَةِ عَلَيْهِ بِ " مِنْ " وَ " إلَى " ، وَهُوَ كَذَلِكَ فِيهِمَا عَلَى أَصَحِّ الْقَوْلَيْنِ .
وَفِي الدُّرُوسِ رَجَّحَ مَنْعَ النَّكْسِ فِي الرَّأْسِ دُونَ الرِّجْلَيْنِ وَفِي الْبَيَانِ عَكْسٌ ، وَمِثْلُهُ فِي الْأَلْفِيَّةِ (مُرَتَّبًا ) بَيْنَ أَعْضَاءِ الْغُسْلِ وَالْمَسْحِ : بِأَنْ يَبْتَدِئَ بِغَسْلِ الْوَجْهِ ، ثُمَّ بِالْيَدِ الْيُمْنَى ، ثُمَّ الْيُسْرَى ، ثُمَّ بِمَسْحِ الرَّأْسِ ، ثُمَّ الرِّجْلُ الْيُمْنَى ، ثُمَّ الْيُسْرَى ، فَلَوْ عَكَسَ أَعَادَ عَلَى مَا يَحْصُلُ مَعَهُ التَّرْتِيبُ مَعَ بَقَاءِ الْمُوَالَاةِ .
وَأَسْقَطَ الْمُصَنِّفُ فِي غَيْرِ الْكِتَابِ التَّرْتِيبَ بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ ( مُوَالِيًا ) فِي فِعْلِهِ ( بِحَيْثُ لَا يَجِفُّ السَّابِقُ ) مِنْ الْأَعْضَاءِ عَلَى الْعُضْوِ الَّذِي هُوَ فِيهِ مُطْلَقًا ، عَلَى أَشْهَرِ الْأَقْوَالِ ، وَالْمُعْتَبَرُ فِي الْجَفَافِ الْحِسِّيِّ لَا التَّقْدِيرِيِّ ، وَلَا فَرْقَ فِيهِ بَيْنَ الْعَامِدِ وَالنَّاسِي وَالْجَاهِلِ.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
مكتبة العتبة العباسية.. خدمات رقمية متطورة وجهود لتلبية احتياجات الباحثين
|
|
|