أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-8-2017
677
التاريخ: 9-8-2017
618
التاريخ: 15-4-2018
1364
التاريخ: 9-8-2017
1476
|
يكاد يجمع علماء المسلمين علىٰ وجود الشفاعة وأنها تنال المؤمنين .. لكن بعضهم ناقش في سعة المفهوم وضيقه ، فيما يجمع أغلب أئمة الفرق والمذاهب الإسلامية علىٰ أنّ الشفاعة تنفع في دفع الضرر والعذاب.
1 ـ قال الشيخ المفيد محمد بن النعمان العكبري ( ت 413 ه ) :
« إتفقت الإمامية على أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يشفع يوم القيامة لجماعة من
مرتكبي الكبائر من أُمته ، وأنّ أمير المؤمنين عليه السلام يشفع في أصحاب الذنوب من شيعته، وأنّ أئمة آل محمد عليهم السلام كذلك ، وينجي الله بشفاعتهم كثيراً من الخاطئين ».
وقال في مكان آخر : « ويشفع المؤمن البرّ لصديقه المؤمن المذنب فتنفعه شفاعته ويشفّعه الله.
وعلى هذا القول إجماع الإمامية إلاّ من شذّ منهم » (1).
2 ـ وقال الشيخ محمد بن الحسن الطوسي ( ت 460 ه ) في تفسيره ( التبيان ) : « حقيقة الشفاعة عندنا أنْ تكون في إسقاط المضار دون زيادة المنافع ، والمؤمنون عندنا يشفع لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيشفّعه الله تعالىٰ ويسقط بها العقاب عن المستحقين من أهل الصراط لما رُوي من قوله عليه السلام : « إدّخرتُ شفاعتي لأهل الكبائر من أُمتي ».
والشفاعة ثبتت عندنا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وكثير من أصحابه ولجميع الأئمة المعصومين وكثير من المؤمنين الصالحين ... » (2).
3 ـ وقال العلاّمة المحقق الفضل بن الحسن الطبرسي ( ت 548 ه ) :
« ... وهي ثابتة عندنا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ولأصحابه المنتجبين والأئمة من أهل
بيته الطاهرين : ولصالحي المؤمنين وينجّي الله بشفاعتهم كثيراً من الخاطئين ... » (3).
4 ـ ويقول العلاّمة الشيخ محمد باقر المجلسي ( ت 1110 ه ) :
« أما الشفاعة فاعلم أنّه لا خلاف فيها بين المسلمين بأنّها من ضروريات الدين وذلك بأنّ الرسول يشفع لاُمته يوم القيامة ، بل للاُمم الاُخرىٰ ، غير أنّ الخلاف هو في معنىٰ الشفاعة وآثارها ، هل هي بمعنىٰ الزيادة في المثوبات أو إسقاط العقوبة عن المذنبين ؟
والشيعة ذهبت إلىٰ أنّ الشفاعة تنفع في إسقاط العقاب وإن كانت ذنوبهم من الكبائر ، ويعتقدون بأنّ الشفاعة ليست منحصرة في النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام من بعده ، بل للصالحين أن يشفعوا بعد أن يأذن الله تعالىٰ لهم بذلك...» (4).
ما تقدم كان نماذج من أقوال علماء الشيعة الإمامية حول الشفاعة معنىً وحدوداً ، أما علماء المذاهب الإسلامية الاُخرىٰ فقد أقرّوا بالشفاعة والإيمان بها ، وننقل فيما يلي نماذج من آراءهم وأقوالهم.
1 ـ الماتريدي السمرقندي ( ت 333 ه ) :
عند تفسيره لقوله تعالىٰ : {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ} [البقرة: 48] ، وقوله تعالىٰ : {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى ... } [الأنبياء: 28].
« إنّ الآية الاُولىٰ وإن كانت تنفي الشفاعة ، ولكن هنا شفاعة مقبولة في الإسلام وهي التي تشير إليها هذه الآية » (5) ويقصد بها الآية 28 من سورة الأنبياء.
2 ـ أبو حفص النسفي ( ت 538 ه ) :
يقول في عقائده المعروفة ب ( العقائد النسفية ) : « الشفاعة ثابتة للرُسُلِ والأخيار في حق الكبائربالمستفيض من الأخبار » (6).
3 ـ ناصر الدين أحمد بن محمد بن المنير الاسكندري المالكي :
يقول في الانتصاف « وأما من جحد الشفاعة فهو جدير أن لا ينالها ، وأما من آمن بها وصدّقها وهم أهل السُنّة والجماعة فاُولئك يرجون رحمة الله ، ومعتقدهم أنّها تنال العصاة من المؤمنين وإنّما ادُخرّت لهم ... » (7).
4 ـ القاضي عياض بن موسىٰ ( ت 544 ه ) :
« مذهب أهل السُنة هو جواز الشفاعة عقلاً ووجودها سمعاً بصريح الآيات وبخبر الصادق ، وقد جاءت الآثار التي بلغت بمجموعها التواتر بصحة الشفاعة في الآخرة لمذنبي المؤمنين ، وأجمع السلف الصالح ومن بعدهم من أهل السُنة عليها ... » (8).
وقد ذهب الكثير من علماء المسلمين إلىٰ حقيّة وجود الشفاعة مما لا يسع في هذا البحث الموجز حصره من أقوالهم وآرائهم لضيق المجال.
ويتضح مما تقدم ، أنّ الشفاعة ـ واعتماداً علىٰ نصوص القرآن الكريم الصريحة والأحاديث الشريفة المتواترة المنقولة عن النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأئمة أهل البيت عليهم السلام ـ هي من القضايا المقبولة عند أغلب الفرق والمذاهب الإسلامية ، مع وجود من يناقش في معنىٰ الشفاعة ، فقد رفض المعتزلة الشفاعة وناقشوا فيها ... حيثُ يقول أحد أعلامهم وهو أبو الحسن الخياط وهو يفسر قوله تعالىٰ : {أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ} [الزمر: 19] : « إنّ الآية تنص علىٰ أنّ من استحق العذاب لا يمكن للرسول أن ينقذه من جهنم ... » وفي ردّ ذلك يقول الشيخ المفيد رضي الله عنه : « إنّ القائلين بالشفاعة لا يدّعون بأنّ الرسول هو المنقذ للمستحقين النار وإنّما الذي يدّعونه إنّ الله سبحانه ينقذهم منها إكراماً لنبيّه والطيبين من أهل بيته عليهم السلام.
هذا من جهة ، ومن جهة أخرىٰ ، فإنّ المفسرين يذهبون إلىٰ أنّ الذين حقت عليهم كلمة العذاب هم الكفار ، وإنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يشفع لهم » (1) ومن هنا يكون هذا الإحتجاج بالآية الشريفة الآنفة علىٰ نفي الشفاعة احتجاجاً غير صحيح.
__________________
(1) أوائل المقالات في المذاهب والمختارات ، للشيخ المفيد : 29 تحقيق مهدي محقق.
(2) التبيان ، للشيخ الطوسي : 213 ـ 214.
(3) مجمع البيان في تفسير القرآن ، للشيخ الطبرسي : 103.
(4) بحار الانوار ، للشيخ المجلسي 8 : 29 ـ 63.
(5) تأويلات أهل السُنّة ، لابي منصور الماتريدي السمرقندي : 148.
(6) العقائد النسفية ، لابي حفص النسفي : 148.
(7) الانتصاف فيما تضمّنه الكشاف من الاعتزال ، للامام ناصر الدين الاسكندري المالكي المطبوع بهامش الكشاف 1 : 214.
(8) نقلاً عن : شرح صحيح مسلم ، للنووي 3 : 35.
(9) الشيعة بين الاشاعرة والمعتزلة ، لهاشم معروف الحسني : 212 ـ 213 نقلاً عن الفصول
المختارة : 50.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|