المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

النظام العام لقانون حمورابي
15-1-2019
HPLC columns : Packing Material
30-1-2020
القول في نسخ القرآن بالسنة
1-07-2015
العامل المحرر لهرمون البرولاكتين (Prolactin releasing factor, PRF)
6-4-2016
حكم من اغتسل من الماء ثم خرج منيّ آخر منه.
23-1-2016
يسروا ولا تعسروا
2024-05-30


آراء وأقوال العلماء حول مفهوم الشفاعة  
  
1943   12:44 مساءً   التاريخ: 9-8-2017
المؤلف : محمد هادي الاسدي
الكتاب أو المصدر : الشفاعة حقيقة إسلامية
الجزء والصفحة : 25 - 29
القسم : العقائد الاسلامية / المعاد / الشفاعة /

يكاد يجمع علماء المسلمين علىٰ وجود الشفاعة وأنها تنال المؤمنين .. لكن بعضهم ناقش في سعة المفهوم وضيقه ، فيما يجمع أغلب أئمة الفرق والمذاهب الإسلامية علىٰ أنّ الشفاعة تنفع في دفع الضرر والعذاب.

1 ـ قال الشيخ المفيد محمد بن النعمان العكبري ( ت 413 ه‍ ) :

« إتفقت الإمامية على أنّ رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم يشفع يوم القيامة لجماعة من
مرتكبي الكبائر من أُمته ، وأنّ أمير المؤمنين عليه‌ السلام يشفع في أصحاب الذنوب من شيعته، وأنّ أئمة آل محمد عليهم ‌السلام كذلك ، وينجي الله بشفاعتهم كثيراً من الخاطئين ».

وقال في مكان آخر : « ويشفع المؤمن البرّ لصديقه المؤمن المذنب فتنفعه شفاعته ويشفّعه الله.

وعلى هذا القول إجماع الإمامية إلاّ من شذّ منهم » (1).

2 ـ وقال الشيخ محمد بن الحسن الطوسي ( ت 460 ه‍ ) في تفسيره ( التبيان ) : « حقيقة الشفاعة عندنا أنْ تكون في إسقاط المضار دون زيادة المنافع ، والمؤمنون عندنا يشفع لهم النبي صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم فيشفّعه الله تعالىٰ ويسقط بها العقاب عن المستحقين من أهل الصراط لما رُوي من قوله عليه السلام : « إدّخرتُ شفاعتي لأهل الكبائر من أُمتي ».

والشفاعة ثبتت عندنا للنبي صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم وكثير من أصحابه ولجميع الأئمة المعصومين وكثير من المؤمنين الصالحين ... » (2).

3 ـ وقال العلاّمة المحقق الفضل بن الحسن الطبرسي ( ت 548 ه‍ ) :

« ... وهي ثابتة عندنا للنبي صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم ولأصحابه المنتجبين والأئمة من أهل
بيته الطاهرين : ولصالحي المؤمنين وينجّي الله بشفاعتهم كثيراً من الخاطئين ... » (3).

4 ـ ويقول العلاّمة الشيخ محمد باقر المجلسي ( ت 1110 ه‍ ) :

« أما الشفاعة فاعلم أنّه لا خلاف فيها بين المسلمين بأنّها من ضروريات الدين وذلك بأنّ الرسول يشفع لاُمته يوم القيامة ، بل للاُمم الاُخرىٰ ، غير أنّ الخلاف هو في معنىٰ الشفاعة وآثارها ، هل هي بمعنىٰ الزيادة في المثوبات أو إسقاط العقوبة عن المذنبين ؟

والشيعة ذهبت إلىٰ أنّ الشفاعة تنفع في إسقاط العقاب وإن كانت ذنوبهم من الكبائر ، ويعتقدون بأنّ الشفاعة ليست منحصرة في النبي صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم والأئمة عليهم ‌السلام من بعده ، بل للصالحين أن يشفعوا بعد أن يأذن الله تعالىٰ لهم بذلك...» (4).

ما تقدم كان نماذج من أقوال علماء الشيعة الإمامية حول الشفاعة معنىً وحدوداً ، أما علماء المذاهب الإسلامية الاُخرىٰ فقد أقرّوا بالشفاعة والإيمان بها ، وننقل فيما يلي نماذج من آراءهم وأقوالهم.

1 ـ الماتريدي السمرقندي ( ت 333 ه‍ ) :

عند تفسيره لقوله تعالىٰ : {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ} [البقرة: 48] ، وقوله تعالىٰ : {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى ... } [الأنبياء: 28].

« إنّ الآية الاُولىٰ وإن كانت تنفي الشفاعة ، ولكن هنا شفاعة مقبولة في الإسلام وهي التي تشير إليها هذه الآية » (5) ويقصد بها الآية 28 من سورة الأنبياء.

2 ـ أبو حفص النسفي ( ت 538 ه‍ ) :

يقول في عقائده المعروفة ب‍ ( العقائد النسفية ) : « الشفاعة ثابتة للرُسُلِ والأخيار في حق الكبائربالمستفيض من الأخبار » (6).

3 ـ ناصر الدين أحمد بن محمد بن المنير الاسكندري المالكي :

يقول في الانتصاف « وأما من جحد الشفاعة فهو جدير أن لا ينالها ، وأما من آمن بها وصدّقها وهم أهل السُنّة والجماعة فاُولئك يرجون رحمة الله ، ومعتقدهم أنّها تنال العصاة من المؤمنين وإنّما ادُخرّت لهم ... » (7).

4 ـ القاضي عياض بن موسىٰ ( ت 544 ه‍ ) :

« مذهب أهل السُنة هو جواز الشفاعة عقلاً ووجودها سمعاً بصريح الآيات وبخبر الصادق ، وقد جاءت الآثار التي بلغت بمجموعها التواتر بصحة الشفاعة في الآخرة لمذنبي المؤمنين ، وأجمع السلف الصالح ومن بعدهم من أهل السُنة عليها ... » (8).

وقد ذهب الكثير من علماء المسلمين إلىٰ حقيّة وجود الشفاعة مما لا يسع في هذا البحث الموجز حصره من أقوالهم وآرائهم لضيق المجال.

ويتضح مما تقدم ، أنّ الشفاعة ـ واعتماداً علىٰ نصوص القرآن الكريم الصريحة والأحاديث الشريفة المتواترة المنقولة عن النبي الأكرم محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم وأئمة أهل البيت عليهم ‌السلام ـ هي من القضايا المقبولة عند أغلب الفرق والمذاهب الإسلامية ، مع وجود من يناقش في معنىٰ الشفاعة ،  فقد رفض المعتزلة الشفاعة وناقشوا فيها ... حيثُ يقول أحد أعلامهم وهو أبو الحسن الخياط وهو يفسر قوله تعالىٰ : {أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ} [الزمر: 19] : « إنّ الآية تنص علىٰ أنّ من استحق العذاب لا يمكن للرسول أن ينقذه من جهنم ... » وفي ردّ ذلك يقول الشيخ المفيد رضي ‌الله‌ عنه : « إنّ القائلين بالشفاعة لا يدّعون بأنّ الرسول هو المنقذ للمستحقين النار وإنّما الذي يدّعونه إنّ الله سبحانه ينقذهم منها إكراماً لنبيّه والطيبين من أهل بيته عليهم ‌السلام.

هذا من جهة ، ومن جهة أخرىٰ ، فإنّ المفسرين يذهبون إلىٰ أنّ الذين حقت عليهم كلمة العذاب هم الكفار ، وإنّ النبي صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم لا يشفع لهم » (1) ومن هنا يكون هذا الإحتجاج بالآية الشريفة الآنفة علىٰ نفي الشفاعة احتجاجاً غير صحيح.

__________________

(1) أوائل المقالات في المذاهب والمختارات ، للشيخ المفيد : 29 تحقيق مهدي محقق.

(2) التبيان ، للشيخ الطوسي : 213 ـ 214.

(3) مجمع البيان في تفسير القرآن ، للشيخ الطبرسي : 103.

(4) بحار الانوار ، للشيخ المجلسي 8 : 29 ـ 63.

(5) تأويلات أهل السُنّة ، لابي منصور الماتريدي السمرقندي : 148.

(6) العقائد النسفية ، لابي حفص النسفي : 148.

(7) الانتصاف فيما تضمّنه الكشاف من الاعتزال ، للامام ناصر الدين الاسكندري المالكي المطبوع بهامش الكشاف 1 : 214.

(8) نقلاً عن : شرح صحيح مسلم ، للنووي 3 : 35.

(9) الشيعة بين الاشاعرة والمعتزلة ، لهاشم معروف الحسني : 212 ـ 213 نقلاً عن الفصول
المختارة : 50.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.